إقبال علي عبدالله -
< بات المواطن على قناعة بأن حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها الاستاذ محمد سالم باسندوة قد فشلت في إدارة شؤون البلاد والالتزام بما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي جاءت لإخراج البلاد من الأزمة السياسية المفتعلة والولوج الى يمن جديد يُعاد فيه للشعب الامن والطمأنينة والعيش الكريم.
إنني هنا لا أتحامل على حكومة باسندوة التي تشكلت وفق المبادرة الخليجية في السابع من ديسمبر العام الماضي أي ما قبل ستة أشهر، بل أضع النقاط على الحروف خاصة وأن معاناة الناس منذ أن تشكلت هذه الحكومة قد زادت وغالبية المواطنين يؤكدون بأن كل ما وعدت به هذه الحكومة في برنامجها العام المقدم الى البرلمان في الرابع والعشرين من ديسمبر العام الماضي لنيل الثقة صارت اليوم وعوداً كاذبة غير أنها كشفت بأن الحكومة تحولت ومنذ بداية تشكيلها الى حقائب تجول في المنطقة بحثاً عن المساعدات التي أؤكد أنها وصلت خلال ستة أشهر فقط من السعودية وبقية الدول الخليجية الشقيقة وعدد من الدول المانحة الأوروبية الى ما يفوق بكثير ما تلقته بلادنا خلال العقود الثلاثة إبان زعامة علي عبدالله صالح للبلاد.. هذه الحقيقة لا يستطيع أحد نكرانها رغم أن بعض هذه المساعدات لم يعلن عنها ولم تصل الى الخزينة العامة للدولة، ولعل ما تردد مؤخراً أن أكثر من ملياري دولار والمقدمة لحكومة الوفاق من الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات وغيرها قد تم توريده الى حسابات خاصة(!!)، وليس للخزينة العامة للدولة.. والدليل بأن الحكومة لم تسعَ لتنفيذ برنامجها العام بل حسبت حساباتها بأنها لن تستمر طويلاًَ على أكثر تقدير عامين حسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية للفترة الانتقالية والتي يتم بعدها إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتشكيل حكومة جديدة.. هذا الامر يتضح جلياً وهو ما جعل كل مواطن على قناعة بأن الحكومة ولدت ميتة لا تعرف غير «الشحت» وفنون البكاء التي اتحفنا بها الاستاذ باسندوة بذريعة أنه وطني يحب الوطن، والحقيقة هي دموع تحاول بصورة مكشوفة للجميع تبرير فشل الحكومة في إدارة شؤون البلاد وتفاقم معاناة الناس من جراء الانقطاعات المستمرة ولساعات طويلة للكهرباء والمياه وانعدام الأمن حتى في عواصم المحافظات التي مازالت بعضها تعاني من استمرار تقطعات الطرقات فيها وانتشار المظاهر المسلحة وتزايد نشاط الجماعات الارهابية كما هو حاصل في محافظتي أبين وشبوة وغيرهما من المحافظات.
المواطن بعد كل شهور الأزمة التي طحنته كان ينتظر من الحكومة إخراجه من هذه الأزمة التي ندرك أنها خطيرة كما يدرك مفتعلوها من قيادات أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتهم حزب الاصلاح المتشدد أن الأزمة أكبر من حكومة أغلب وزرائها من العناصر الفاشلة في مراحل سابقة بل انهم سعوا في أول يوم لجلوسهم في كراسي الوزارات على انتهاج اسلوب إقصاء عدد من قيادات وكوادر مؤتمرنا الشعبي العام.
اعتقد أن المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمامه مسؤولية محاسبة هذه الحكومة الفاشلة.