الإثنين, 11-يونيو-2012
الميثاق نت -    د./ علي مطهر العثربي -
< المتابع لنشأة وتطور المؤتمر الشعبي العام سيجد أنه يعبر عن الإرادة الكلية للشعب، فلم يسخر من أحد، ولم يسحل أحداً، ولم يناصب العداء لأي من القوى السياسية الموجودة في الحياة السياسية، وسيجد الدراسون للأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن أن المؤتمر الشعبي العام كان المظلة السياسية لكل القوى السياسية، بل أن التعددية الحزبية انطلقت في بادئ الأمر من المؤتمر الشعبي العام الذي نشأ على الحوار والقبول بالرأي الآخر والتعايش المطلق مع كل القوى السياسية بمختلف مشاربها الفكرية، لأن المؤتمر الشعبي العام انطلق من الشعب وجاءت نظريته السياسية «الميثاق الوطني» من الجذور التاريخية للحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والحضارية.
إن تجارب الحياة السياسية اثبتت أن المؤتمر الشعبي العام إرادة شعبية تستمد قوتها من الإرادة ا لإلهية، وهذه القوة هي التي مكنت المؤتمر الشعبي العام من الصمود أمام الأعاصير التي أرادت أن تعصف بالحياة المدنية التي أسسها المؤتمر الشعبي العام ومعه كل القوى الوطنية الخيرية من أجل العودة الى عصور الجاهلية وقانون الغاب الذي يأكل القوي فيه الضعيف.
إن الاتزان والهدوء والعقلانية والنفس الطويل والصبر من أعظم السمات التي يتمتع بها المؤتمر الشعبي العام وهي من العوامل التي جعلت الجماهير اليمنية تجدد له الثقة في كل استحقاق انتخابي باعتباره الاقرب والامثل الذي يحقق الخير العام للناس كافة دون تمييز الى انحياز، ولعل إصرار المؤتمر الشعبي العام على فرض هيبة الدولة وسلطان الدستور والقانون على الجميع دون استثناء محل اعتزاز كل وطني الف الحياة الآمنة والمستقرة.
إن الأزمة السياسية التي عاشها اليمنيون منذ بداية 2011م وحتى اليوم قد علمت الجماهير بأن المؤتمر الشعبي العام صمام أمان المستقبل بإنصاف وجداره، لأنه التنظيم الشعبي الواسع الانتشار الذي غلب المصلحة العليا للبلاد من خلال ما قدمه من التنازلات التي كان الهدف منها حقن دماء أبناء الوطن الواحد، وتفويت الفرصة على أعداء اليمن الذين خططوا لتدميره ومحو آثاره من خارطة العلاقات الدولية.
إن المؤتمر الشعبي العام أمام مسؤوليات كبرى خلال المرحلة المقبلة من الحياة السياسية لأنه أصبح اليوم محط أنظار الجماهير التي مثل إرادتها الكلية وحافظ على الوحدة الوطنية وحقق الإنجازات التاريخية الكبرى، ولأنه كذلك فإن الجماهير اليوم تنظر اليه باعتزاز وفخر وتتطلع الى تحقيق المزيد من الوفاق الوطني من أجل إضافة صفحة جديدة في تاريخ الحياة السياسية المعاصرة.
ولئن كانت الجماهير قد أدركت أن المؤتمر الشعبي العام صمام أمان المستقبل فإن قياداته التنظيمية من أعلى الهرم التنظيمي حتى أدناه أن تتقابل هذا الإدراك الواعي بأمانة ومسؤولية تجعل من الجميع اعتبار اليمن أولاً وأخيراً وأن سيادة الدستور والقانون على الكافة مطلب جماهيري يحتاج الى تكاتف الجهود الوطنية من أجل استكمال بناء الدولة اليمنية المعاصرة التي ينعم فيها المواطن بالأمن والاستقرار والوحدة بإذن الله.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 07-يوليو-2024 الساعة: 11:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-26999.htm