الإثنين, 18-يونيو-2012
الميثاق نت -    محمد علي النفيش -
منذ التحاقي بالجيش اليمني العظيم، وقناعاتي تترسخ بأن دائرة التوجيه المعنوي تسير في صفوف الطابور الأول باعتبارها القدوة العسكرية التي لا يزاحم أو يزايد على الاقتداء بها أحد، وفي الأزمة السياسية، التي كادت تعصف بالشعب اليمني وجيشه العظيم، كنتُ أعتقد أنّ الدائرة تمارس واجباتها في جبهات الطابور الرابع، الذي يستخدمه قادة الجيوش عادةً لتحطيم معنوية العدو، او انها في خطوط الطابور الثامن الذي عادة ما يفك حصار الجيوش ويمدها بالعدة والعتاد ولكن للأسف وجدت دائرة التوجيه المعنوي قد تأخرت عن الطابور الثامن بثلاثة طوابير، وتقدمت على الطابور الرابع بطابور واحد فقط لتصبح بحكم الترتيب العددي في ذلك الطابور الفردي المشؤوم كأنها سيارة منحدرة بدون سائق، من رأس قمة عالية تهوي في أعماق مكان سحيق، تحيطه ظلمات ثلاث، إذا أخرج السائق يده فلا يكاد يراها، وبذلك أصبحت الدائرة لا تدري ماذا يعمل الطابور الرابع في جبهاته القتالية في جعار وزنجبار، ولا تعلم بمعاناة الطابور الثامن جرّاء ذلك الحصار القبلي الشديد في جبل الصمع وبني جرموز..
وبسبب ذلك الانحدار الذي تعرضت له الدائرة خلال هذه الأزمة، خرجت صحيفتها السبتمبرية تناطح الصحف الأهلية كأنها وحيد القرن، تحوم حول براميل القمامة وتدوس ببيادتها العسكرية، الأطفال، والطعام، في زحام ٍ شديد من أجل أن تلتقط صورة لرئيس الوزراء التوافقي، وهو يحمل مكنسة أطول من الملك «يهرعش»، الذي أصبح بصمته يشتاط غضباً باعتباره المؤسس الأول للجيش اليمني، وبسبب تلك التصرفات الرعناء التي اقترفتها الصحيفة ومازالت تمارسها كشفت كثيراً عن أخلاق وطبيعة دائرة التوجيه المعنوي، نجملها في البنود الآتية:
1ـ الدائرة تعمل خارج القانون العسكري:
عندما كانت الدائرة تعمل بمصطلح الإدارة العامة للتوجيه المعنوي، كانت تتخذ شعار القوات المسلحة، ولكن وبعد تحويلها من إدارة إلى (دائرة) كان ينبغي على الدائرة أن تتخذ شعاراً يضم كل مكونات الجيش اليمني، وهو ما يتناسب مع مصطلح(دائرة)ولكن الذي يظهر أنّ الدائرة مازالت تعمل تحت شعارها القديم، حتى كتابة هذه السطور، وهذه مخالفة قانونية ما كان ينبغي للدائرة اقترافها، خصوصاً وأنّ هناك الكثير ممن يقول: إن التوجيه المعنوي يستلم اعتماد دائرة، ويعمل ببرنامج إدارة، وهذه أول نقطة توضع على السطر للدائرة.
أما النقطة الثانية: فإن دائرة التوجيه المعنوي قامت بشطب مصطلح (السياسي)من العنوان الرسمي لشعبة الإعداد السياسي والمعنوي، بحسب ما جاء على غلاف المنهج السنوي لعام 2012م، وذلك دون أن نسمع بقرار إداري يلغي أو يشطب ذلك المصطلح، بما أنّ مادة التربية السياسية مادة رئيسية من مواد التربية العسكرية، كما أنّ هذا الإجراء الارتجالي والتعسفي، يتعارض جملة وتفصيلاً مع قانون وإجراءات الأختام والعناوين الرسمية، وهو ما قد يوصل الدائرة إلى دائرة المساءلة القانونية.
2ـ الدائرة لا تلتزم بقواعد التعبئة العسكرية:
عندما تطالع المذكرة الرسمية للدائرة التي تتصدر التعاميم والمحاضرات المركزية تجد بها فقرتين، الأولى تقول: (الأخوة قادة القوى.. الخ) وهو خطاب موجه، إلى القوات المقاتلة، أما الفقرة الثانية فتقول: (الأخوة مدراء المنشآت العسكرية) وهو خطاب إداري عام لا يحتاج إلى تخصيص، لكن كما تراه في الصيغة، خطاب مخصوص، وبذلك فهو يتعارض مع القاعدة السابعة والثامنة والتاسعة، من قواعد التعبئة العسكرية الراقية، حيث تلاحظ أنّ الدائرة في الفقرة الأولى: تجاهلت عمداً قوات الأمن المركزي، باعتبارها قوة مقاتلة، تمتلك عناصر المعركة الحديثة بجدارة.. وفي الفقرة الثانية، تجاهلت الجملة الرئيسية للصيغة (والمنشآت الأمنية)، وأمام هذا الخلل الواضح والخروج الفاضح في خطاب الدائرة، إلا أنك تجدها تعمم هذه المذكرة على جميع الوحدات العسكرية والأمنية، دون أي احترام لمشاعر الآخرين ومعنوياتهم، وهذا يتعارض مع القاعدة(36)من قواعد التعبئة العسكرية التي تقول: ولا يجوز بأي حال من الأحوال تخصيص الخطاب العسكري، وتعميم النشر، مهما كانت الظروف والمسببات.
3ـ الدائرة تكيل بمكيالين:
عندما أعلن المتمرد/علي محسن تمرده على الشرعية الدستورية، في عام 2011م، تمسكت دائرة التوجيه المعنوي بالصمت المريب حتى هذه اللحظة، لكن عندما حصل سوء تفاهم بين اللواء الركن/ محمد صالح الأحمر والقيادة العسكرية، قامت الدائرة بنزول ميداني إلى جميع ألوية الدفاع الجوي، من أجل أن ترفع الولاء والطاعة من قبل قيادة تلك المعسكرات، كما قامت بنشر الكثير من مواد القانون العسكري التي تحرم التمرد العسكري، تعريضاً باللواء الركن محمد صالح الأحمر، بل إنها أقامت الدنيا ولم تقعدها- يعني صارت تكيل بمكيالين.
4ـ الدائرة لا تتقيد بالمبادئ والثوابت العسكرية:
يفترض أنّ دائرة التوجيه المعنوي، جهة عسكرية محايدة، لا دخل لها بما يخوضه أرباب السياسة في الساحة، لكننا نشاهد صحيفة الدائرة قد ملأت الصحيفة بمقالات ومقابلات صحفيّة لوزراء حكومة الوفاق المحسوبين على طرف دون آخر، بل وتقوم بنزول ميداني أسبوعياً لساحة المعتصمين في الجامعة، وهذا يتعارض مع المبادئ والثوابت العسكرية، إذ المعلوم بالضرورة أنّ المظاهر المسلحة والفوضى والمظاهرات والشغب، تتعارض مع العقيدة العسكرية والأمنية، ناهيك عن أنّ هذه التصرفات غير المسؤولة تتصادم مع المواد (36-39-40) من الدستور، الذي يحظر على الجيش الحزبية، ويوجب الالتزام بمبادئ الولاء العسكري والوطني.
5ـ الدائرة لا تتقيد بضوابط وشروط المهنة العسكرية:
إنّ المهمة الرئيسية والواجب الرئيس للدائرة، الاهتمام بشؤون المقاتلين وتلمس همومهم وحل قضاياهم ورفع معنوياتهم، كأن تقوم بنزول ميداني إلى منطقة أرحب، للتعرف على قضايا المقاتلين هناك، أو النزول إلى أبين ورفع معنويات المقاتلين ومشاركتهم همومهم، إلا إنه وللأسف أصبحت صحيفة (26) سبتمبر تقحم نفسها في مواضيع لا علاقة لها بها عسكرياً ولا أمنياً، بل أصحبت داءً يشغل العسكريين والسياسيين بأخبار الساحات والاعتصامات، حتى أصبح الناس يطلقون عليها صحيفة الساحات وأصحابها.. فهل نفهم بذلك أنّ الدائرة تسير في طابور الجنرال..



تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27115.htm