توفيق الشرعبي -
< لا يمكن أن تكون أسباب التوتر الأمني في اليمن خياماً أو متاريس أو نقاطاً أو انقساماً عسكرياً أو حتى الأحزاب أو... أو.. الخ.
فأسباب التوتر معروفة تماماً للمجتمع المحلي والدولي تتمثل في أشخاص نعرفهم جيداً ونمقتهم أيضاً ولكننا نرتهن لهم بإرادتنا ونهيئ لهم الظروف كثيراً للعبث بنا وبمصائر أولادنا وبلدنا، ونصر على ذلك بتهيئة النفس للانصياع لهم بل ونبرر من أجلهم حماقاتنا وعبثهم..!!
نهيئ لهم الساحات لخوض معاركهم العبثية ضدنا.. ونحني لهم الرقاب لقطعها والنفوس لإزهاقها ولانزال نسعى لإيصالهم إلى أقاصي الروح لانتزاع النَّفس الأخير منها.
العجيب أننا نعمل بروح الفريق الواحد لإبقاء أسباب التوتر كلما سنحت الفرصة لرفعها.. ومع ذلك لانزال نرفض الاعتراف بأننا نساندها في بث الرعب فينا وسلبنا أمننا واستقرارنا وحياتنا..
إننا نحرص على بقائها علينا وكأنها ليست من قتلنا في الشوارع والبيوت وفي المواقع والساحات وليست من يمارس ضدنا العقاب الجماعي في كل شيء.. وكأن ما يحل بوطننا لا يكفي لإزالتها..
أليس من الحماقة أننا- مجتمعين- نبحث عن أسباب التوتر ونحن نعلم أنهم «أفراد» سلمناهم رقابنا وثرواتنا ومصائرنا واقتتلنا من أجلهم ولانزال نستعرض حماقاتنا ونهدد بخراب وطننا من أجل «احمرار» عيونهم!!
تباً لنا.. كيف أضعنا الحكمة واستبدلناها بجمال بن عمر.. وكيف تركنا أسباب التوتر وبحثنا عن الخيام والأحلام؟!
تباً لنا.. نتخاصم عن شوارد ما يقوله السفراء فينا، وهم ينظرون إلينا شزراً ويضحكون!!