مطهر الأشموري -
قبل وبعد محطة 1994م ظلت صحف وإعلام الحزب الاشتراكي تربط الإرهاب بالإصلاح «الاخوان» وحين تصعيد الأزمات مع الشريك المؤتمر كان إعلام الاشتراكي يتهمه بالتواطؤ مع الارهاب من خلال علاقاته أو تحالفه مع الاصلاح.
واستمر هذا الطرح حتى تحالف الاشتراكي والاصلاح في تكتل اللقاء المشترك خلال العقد الثاني للوحدة.
< وفي هذا السياق نجد أن صحف الاشتراكي وثقت واعترفت بالارهاب في أبين قبل وبعد محطة 1994م ولعل محطة ما عُرف جيش عدن أبين الاسلامي تؤكد على ذلك.
عندما نتحدث عن الارهاب في اليمن فنحن نتحدث عن حروب المناطق الوسطى وحروب الجهاد في افغانستان والمعاهد العلمية الموازية لطالبان.
ولا يبرئ علاقة أي طرف بالارهاب تحالفه كشريك نظام أو في تكتل معارض أو في اصطفاف محطة.
إذا الاصلاح ظل لأكثر من عقد هو طرف الارهاب أو الباني والمتبني له في إعلام الاشتراكي ولم يعد كذلك من مستجد انتقال الطرفين الى علاقة تحالفية في تكتل المشترك، فالطبيعي أن قضية الارهاب باتت تسويقاً صراعياً تجاه أي أطراف مستهدفة.
فحين الاضطرار لمواجهة جيش عدن -أبين الاسلامي يطرح إعلام الاشتراكي أن النظام يستعمل القوة في الجنوب ولا يمارس ذلك في الشمال.
۹ خلاصة أو استخلاص هذه الصراعات هو أنه إذا الحرب ضد الارهاب تدك النظام واليمن كما افغانستان، فالاشتراكي أو المشترك هم مع هذه الحرب، أما إذا بات النظام هو الشريك في الحرب الدولية ضد الارهاب فإما أن النظام عميل لأمريكا يفرط بالسيادة أو لا يوجد إرهاب في اليمن والنظام يمارس التهويل.
إذا علي عبدالله صالح يحكم فالقاعدة بالنسبة لحميد الأحمر هي قاعدة «دار الرئاسة» وحين يترك الحكم تصبح قاعدة الرئيس (صالح).
القاعدة وميليشيات «الاخوان» لا تستهدف غير دار الرئاسة ومسجده والحرس الجمهوري والأمن المركزي بما يتوافق ويتطابق مع توجهات وحملات وتعبئة المشترك وذلك يجعل من الجائز أن تسمى قاعدة المشترك، فكيف يستطيع مثل حميد الاحمر إقناع الناس انها قاعدة الرئيس علي عبدالله صالح.. وهل المعاهد العلمية الطالبانية هي معاهد الرئيس السابق والاصلاح هو الذي أغلقها وعلي عبدالله صالح عارض واعترض على إغلاقها بكل قوة؟
من السهل حتى على البيض الظهور في فضائية والقول بأن النظام والأنظمة المحيطة هي التي أوصلت القاعدة للجنوب كقراءة أنسب لخياراته أو أهدافه الصراعية الواهمة!
زعيم القاعدة أسامة بن لادن هرب من جحيم الشيوعية للاغتراب في السعودية حتى وصوله لزعامة تنظيم القاعدة، والطبيعي أن يجتذب قاعديون من اليمن من جانب، كما الطبيعي أن يكون رد الفعل تجاه تطبيق الشيوعية في بلد اسلامي كاليمن السير في خيار الفكر والثقافة المضادة كالقاعدة، وبقدر ما تخف قبضة الحكم الحديدية وينتقل إلى الوحدة والتعددية السياسية بقدر ما تظهر القاعدة في مجاهرة ووضوح أكثر.
الاطراف المتطرفة في حروب المناطق الوسطى كأقصى اليسار وأقصى اليمين هي أساس القاعدة في اليمن- صياغةً أو صناعةً- مثلما التطرف الشيعي هو رد فعل لتطرف القاعدة.. وهكذا سياق القاعدة الحقائقي والوقائعي من عهود الرفاق حتى وضع الوفاق.
القاعدة هي طريق الوصول للحكم، فإذا الحرب ضدها يمكن أن توصلهم الى الحكم فهم مع هذه الحرب، وإذا الحرب بالقاعدة توصل الى الحكم فيحاربون معها كما في أرحب، وإذا التبرؤ منها يسهل الوصول للحكم يتبرأون وإذا رمي المسؤولية جزافاً تجاهها على النظام يسهل إقصاء النظام فسيسيرون في ذلك!
معروف عن القاعدة أنها لا تريد غير الدماء والدمار والاشلاء والفناء .. فماذا يريد طرف سياسي أو جناح سياسي مثل الاصلاح من حروب نهم وأرحب في ظل الوفاق وبعد توقيعه كطرف على المبادرة الخليحية؟
حتى لو استولى على معسكرات جبل الصمع بأرحب فهل سيستولي على المطار وإذا استولى على المطار فهل سيستولي على الحكم وإذا استولى على الحكم فهل سيحكم؟
من الواضح أن مثل هذا هو المحال والمستحيل ولكن الطرف المتطرف يظل في تطرفه حتى يدمي ويدمر ذاته بوعي أو بدونه.
رفض إنهاء الاعتصامات والتوترات هي لعبة المشترك وثقلها الإصلاح يكمل بثنائية متوازية هي حروب أرحب ونهم ولعبة اللواء علي محسن لاستمرار انقسام الجيش.
ذلك يؤسس لطرف استحقاقات خارج المبادرة الخليجية في إطار الواقع أو كأمر واقع، ولكن الأهم هو محاولة تأسيس لعبة سياسية للعب على المبادرة الخليجية والتملص ما أمكن من حقيقة اختراقها واستحقاقات مخالفتها.
مفاجأة من تخلَّوا عن الزعيم علي عبدالله صالح في هذه المحطة هي أكبر مفاجأة، بما يجعل مثل ذلك من المعطيات أو النتائج التلقائية لوقع محطة على نظام وحاكم كما يمتد ذلك كاستحقاقات على طرف طامح أو طامع للحكم.
فالإصلاح ظل هو النظام او من النظام حتى لو لم يكن شريكاً أو مشاركاً كمسمى أو تحالف فهو شريك الأثقال والاوصال المتصل والمتواصل.
ولذلك فأثقال داخله ليست بالضرورة لافتة للأنظار بشكل كبير باتت تدرك حاجة الاصلاح ليس فقط للتضحية بالقاعدة بتدرج وعلى مراحل بل بتضحيات على مستوى من الإزاحة داخل أجنحة الإصلاح وأثقاله.. فالإصلاح هو في وضع أشبه بركوب البيض وفتاح الدبابة كطرف منتصر ولكن قبل الحسم في مسألة الحكم وتثبيته والفارق هو أن هذه الكوادر والقيادات الاصلاحية ليسوا ركاب دبابة بل ركاب غواصة وطائرة في آن واحد تستطيع الطيران حين تريد كما تستطيع الغوص في البحر، والأذكى هم من يستطيعون تطويعها للسير في البر والرسو في البر.
الامر يحتاج للتخلص من عيوب وأعباء الوضع الانتقالي الذي هو أرضية اللعبة كمدخلات ومخرجات وتبرير وتمرير.
بمثل ما شاهدناه نفوراً وهروباً من الزعيم علي عبدالله صالح لتوقع أنه سيترك الحكم، فالإصلاح يحتاج لمثل ذلك حتى من جناحه السياسي ليصل الى إمكانية استلام الحكم، ولذلك فهو كالمنغمس في اللعبة الخافية والخفية وكأنه لا يعنيه اتفاق أو وفاق ولا سقف فترة انتقالية وانتخابات.. ومن يريد الفهم أكثر عليه أن يتابع الأهم والأدق والأكثر تفصيلاً!