الأربعاء, 11-أبريل-2007
د. حمود محمد قدحه -
إن بناء قناعات إيجابية عملية معقدة تستند إلى مجموعة من العوامل أهمها ربما التأمل والنظر بطريقة كلية دون اجتزاء أو رؤية الأشياء بعين واحدة، لأنه كلما أمعن المرء في البحث في جوانب نفسه وفي من حوله وماحوله كلما ازداد قدرة على أن يعرف أن للإمور جوانب أخرى مشرقة خاصة ونحن في مرحلة مهمة تتطلب صدق القول والعمل من أجل خير هذا الوطن أرضاً وإنساناً، فالحكومة الجديدة بحاجة كبيرة الى دعم ومساندة كل أطراف العمل السياسي من داخل السلطة وخارجها حتى تكون قادرة على تنفيذ مصفوفة الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تضمنها البرنامج الانتخابي للأخ رئيس الجمهوريةباعتبار هذا البرنامج طموحاً وطنياً مشتركاً يسعى الجميع "حكومة ومعارضة" إلى تحقيقه بصرف النظر عن الاجندات الذاتية، فاختيار قيادة المؤتمر لرجل الاقتصاد والادارة الدكتور/ مجور لرئاسة الحكومة واحتفاظ ذوي الكفاءة والخبرة بمناصبهم واستبدال ورفد بعض الوزارات الأخرى بدماء جديدة أملتها ظروف المرحلة وجديتها بهدف إعطاء زخماً وحراكاً استثنائياً لعملية التنمية وتهيئة البنية التحتية لبيئة استثمارية صحيحة وخلق فرص عمل جديدة للشباب ومعالجة مشكلة الفقر وتجفيف منابع الفساد والحد من سلطة مراكز القوى وفرض هيبة الدولة.
وهذا في مجمله يؤكد على صدق توجه القيادة السياسية في بناء يمن جديد ويعطي رسالة واضحة للدول المانحة بما فيها دول الجوار على أن البلاد تسير في الاتجاه التصحيحي الصحيح نحو الحكم الرشيد.
إن تحقيق الحلم اليمني في العدالة والبناء الشامل لن يتأتى بالغعتماد على إفك الكلمة وتخدير وعي الناس بشعارات تجافي الحقيقة شكلاً ومعنى لأن هذه أفة لها أكبر المخاطر على العمل المؤسسي وهي تعبر عن ضيق الأفق وعدم سلامة الرؤى.
والإنسان العاقل يجب أن يرسم صورة واقعية للمكان والزمان بعيداً عن الجلوس في الأبراج العاجية ووضع الحواجز والرقص على أنغام الغير وبهذا سيكون قادراًُ على تحويل القول إلى فعل حسن والفشل إلى نجاح باهر والعزلة إلى الفة حميمة فبقدر العمل يكون النجاح وبقدر الإرادة يكون الثبات والإصرار وصولاً إلى الغايات.
إن أي تنظيم أو كيان سياسي لايخلو من أنماط مختلفة من البشر فهناك مثلاً فئة خائبة تضمر العداء لكل انسان ناجح من خلال اختلاق الأكاذيب والانتقاص من قدرات الغير مدفوعة بنار الحسد وأذيال الفشل، وهناك فئة اخرى متسلقة لديها الاستعداد للتلون بكل الوان الطيف من أجل تحقيق أهدافها الوصولية، كما أن هناك ثلة قليلة انفصامية تنساق وراء نرجسيتها المجنونة غير مكترثة للضرر الذي ستلحقه بالوطن وفوق كل هذا هناك من يحلو لهم وجود الشقاق وعدم الوفاق من خلال التلاعب بالجمل والألفاظ لأنهم ألفوا على إضافة البهار وصب الزيت على النار.
وكما أنه قد بدأ الحوار الوطني الجاد بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء اللقاء المشترك "بعد تفرغ الأمين العام ومساعديه" يجب أن يفهم الجميع أن الوطن أعلى وأغلى من كل شيء وأن هناك مايؤخذ على النسبية وأن هناك ثوابت مشتركة بين كل شركاء العمل السياسي لاينبغي تجاوزها، وأن الحوار يجب أن يهدف إلى البناء وإلى تحقيق مصلحة يضبطها في الحد الأدنى عدم تعارضها مع مصلحة اخرى أعلى أو أدنى وفقاً لمحددات موضوعية، فإن قام التعارض وجب دفعه بما يعود بالخير على الأطراف ذات العلاقة "فلا ضرر ولا ضرار"، وعندما نصل إلى معرفة معرفة تخرجنا من العيش في ذواتنا إلى العيش مع حولنا تصبح الأمور أكثر يسراً وأشد وضوحاَ ويسهل عندئذ علينا النقاش في جو أقل توتراً وأكثر ترابطاً وائتلافاً.

- عميد كلية التربية – زبيد
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2716.htm