الميثاق نت - لسنا في وارد الحديث عن دواعي زيارة رئيس حكومة (الوفاق الوطني) محمد سالم باسندوة لمحافظة عدن في هذه الفترة تحديدا رغم ما هو ذائع عن انسحاب عناصر القاعدة من مناطق تمركزها في بعض مديريات محافظة أبين وإعادة انتشارها في المحافظات المحيطة ومن بينها بكل تأكيد "عدن" .. إضافة لإعلان التنظيم تغييره لتكتيك المواجهة مع الدولة وتهديداته بالانتقال للعمليات السرية والتفجيرات المفخخة بواسطة خلاياه النائمة وإنتحارييه الذين وصفهم التنظيم في بيان منشور له بـ "الذئاب المتفردة" ، فلباسندوة _بكل تأكيد_ أسبابه الوجيهة التي تدفعه للاطمئنان بأنه وطاقم حكومته بعيدين كل البعد عن كل هذه الحرب الدائرة وتطوراتها وتداعياتها بما في ذلك التهديدات التي يتم تراشقها بين طرفين .. فيتخذ باسندوة في أوج هذا الصراع قرار بالاقتراب من جغرافية المواجهة .
ولسنا بصدد السؤال حول هذا الاهتمام المفاجئ بثغر اليمن الذي لم يعد كما يبدو باسما من قبل دولة رئيس الوزراء ، وما الذي قدمه أصلا باسندوه في زيارته التي وصفت من مصادر محلية بـ "أنها كانت مخيبة للآمال" .. بينما هو لم يستطع أن يقدم أي شيء لا للعاصمة صنعاء التي يربض فيها منذ تعيينه على رأس حكومة "الخناق الوطني" منذ ما يقارب الثمانية شهور لا على صعيد توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين ولا ضبط الأمن ولا إشاعة مناخات الوفاق والاستقرار.
ولسنا مخولين للبحث عن كيفية تسليم شهيد الوطن اللواء الركن/ سالم قطن لسيارته "المصفحة" وهو اهم القيادات العسكرية في المنطقة الجنوبية لـ رئيس الوزراء محمد باسندوة .. وهل طلبت أم منحت ، وما هي احتمالات تعرض باسندوة لخطر الاستهداف وهو الذي كان قد نأى بنفسه مبكرا عن الصراع مع تنظيم القاعدة بتصريحه لصحيفة عكاظ والذي مفاده : (لا علاقة لي .. لم اسأل ولم استأذن)..!!
فهناك جهات في وسعها الحديث والسؤال والبحث والتدقيق والتمحيص والربط بين الأحداث وتتبع الدلالات وصولا لخيوط تبدو في نظرنا مهمة في معرفة ما يدور وكيف يدور وإلى أين تسير بنا الأحداث وسط هذه الأمواج المتلاطمة في الوطن والإقليم والعالم .
المخجل في الموضوع برمته ومثار حديثنا هنا وإثارتنا لهذا الملف هو حالة اللامبالاة وعدم الاكتراث التي قوبل بها حدث اغتيال اللواء الركن / سالم علي قطن _ قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء 31 "مدرع" من قبل رئيس حكومة الوفاق والذي لم يكلف نفسه حتى التوجه لزيارة جثمان الفقيد والاشراف على نقله من عدن الى صنعاء رغم تواجده في المحافظة .. وربطا بحقيقة أن زيارة الأخير لعدن وسحبه للسيارة المصفحة الخاصة باللواء قطن لما حقق الانتحاري الذي استغل هذا الخلل في (المنظومة الأمنية) هدفه ولما كنا خسرنا أحد أهم رجالاتنا العسكرية وقيادتنا في الحرب ضد تنظيم القاعدة .
وإذا ما تجاوزنا الفرضيات وتركنا الإجابات لأهلها وتعاملنا من منطلق حسن النية فإن باسندوة على الأقل مسئول (أخلاقيا) تجاه الشهيد وأسرته ، وهذه المسئولية كانت لتدفعه لإعلان موقف صريح يدين هذه العملية ويشيد فيها بمناقب الفقيد البطل ودوره في حسم معركة تحرير أبين من العناصر الضآلة ، وتدفعه للاتجاه لإلغاء برنامج زيارته للمحافظة إحساسا بعظم الحدث وفداحة الخسارة .
شيء من هذا لم يحدث .. والأكثر من ذلك، أن جنازة الشهيد البطل سالم قطن نقلت لصنعاء بعد الحادث بساعات وشيعت في صباح اليوم الثاني بحضور الرئيس عبدربه منصور هادي "رئيس الجمهورية" وعدد كبير من قيادات الدولة (المدنية والعسكرية والأمنية) وفي ظل غياب مقلق وغير مبرر من رئيس الوزراء باسندوة وقيادات اللقاء المشترك التي يفترض أنها صارت جزء من الدولة ولها نصف حقائب الحكومة وبالتالي نصف المسئولية عن كل ما يحدث في البلد .
وعوضا عن أن يطل باسندوة في أي لقاء ليذرف شيء من دموعه التي عودنا عليها في كل شاردة وواردة وبسبب وبدون سبب .. حبس باسندوة دموعة في مصاب الوطن والموسسة العسكرية "الأليم" ، وراح ليذرف ما تيسر من دموعه في مؤتمر محلي للمرأة حضرته عدد من الناشطات والحقوقيات في محافظة عدن وتعرض فيه لهجوم من الحاضرات بعد ادعائه بـان وضع المرأة اليوم افضل مما كان عليه في _ العهد السابق .
لن نسأل باسندوة عن نقاط الافضلية وجوانب التقدم الذي حققته المرأة ويعود الفضل فيها لحكومته _ فقد اعفتنا نساء عدن عناء الرد والتفصيل- ثم ان هذا ليس موضوع حديثنا ، بل الحديث عن حالة الفصام او الغيبوبة التي يعيشها رئيس وزراء حكومتنا الرشيدة واكثر من نصف طاقمها عن الواقع الذي نعيشه.
وما يبدو جليا للمراقبين انه حالة (ازدواجية وإنفصام) في المواقف تسيطر على أداء مؤسسات الدولة "التنفيذية" وبخاصة في المسألة الأمنية والحرب مع تنظيم القاعدة ، وهو ما ينسحب بدوره على مستوى التنسيق والتكامل بين أجهزة الدولة ومدى ومستوى الإختراقات التي قد تنجح الأطراف المتربصة (بما فيها تنظيم القاعدة) في تسجيلها لتحقيق نقاط في المعركة الأهم في هذه المرحلة "الحرب على الإرهاب" ..!.
* عن المؤتمرنت |