إقبال علي عبدالله -
< أتذكر عندما كنت في المدرسة الابتدائية قبل أكثر من أربعة عقود تعلمت الكثير من الأمثلة التي أغلبها مازالت راسخة في ذهني، ومن هذه الأمثلة: «من تغدى على الكذب ما تعشى به!!»، وكذلك النصيحة التي لا أعتقد أن هناك مسلماً لا يعرفها وهي: «يا ابني لا تكذب فالكذب سيدخلك النار يوم القيامة»..
كل ذلك وأكثر نشاهده ونسمع به اليوم من حكومة ابتلينا بها بدأت نشاطها بالكذب وكأن شعبنا لم يتعلم ولم يسمع النصائح ولم يقرأ ما أنزله الله تعالى في محكم كتابه الكريم..
حكومتنا التي تعرف باسم حكومة «اللاوفاق» وحدها دون العالم لم يتعلموا أو حتى يسمعوا بهذه النصائح وظلت منذ اليوم الأول من تشكيلها الاجباري على الشعب في السابع من كانون الأول «ديسمبر» العام المنصرم اي منذ أكثر من نصف عام وهي ورئيسها الاستاذ محمد سالم باسندوة يطبقون المثل العكسي الذي يقول: «اكذب.. اكذب حتى يصدقك الناس!!».
كل ذلك نتحدث به اليوم والشعب قد ضاق من كذب الحكومة التي لم تنفذ ما وعدت به في برنامجها العام الذي قدمته للبرلمان في الرابع والعشرين من ديسمبر العام المنصرم لنيل الثقة بل العكس ازدادت معاناة الناس في شتى مناحي حياتهم الخدمية والمعيشية وكذلك الامنية خاصة في المحافظات الجنوبية ومنها عدن التي عرفت وعاشت في ظل قيادة الزعيم علي عبدالله صالح أزهى مراحل تطورها ونموها.. ولعل ما عاشته هذه المدينة الساحرة ابان خليجي عشرين دليل على أن الزعيم علي عبدالله صالح جعل منها عروس البحر وثغر اليمن الباسم.
ويكذب كل من يقول إن الاوضاع المأساوية التي تعيشها عدن وناسها اليوم هي بفعل الأزمة السياسية المفتعلة التي عاشتها البلاد طوال العام المنصرم.. والحقيقة التي صار كل مواطن في هذه المدينة بل في الوطن يدركها ان تدهور أوضاع الناس والخدمات والامن تفاقمت بعد تشكيل حكومة «اللاوفاق» التي جاءت ليس بالشرعية الدستورية بل وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي كشفت زيف ادعاءات احزاب اللقاء المشترك في قدرتها على إدارة شؤون الدولة وعدم التزام هذه الأحزاب بتنفيذ بنود المبادرة، مما أوصل البلاد والعباد الى هذه الصورة التي تنذر اليوم بخطر قادم- لا سمح الله..
إن كذب حكومة باسندوة المستمر على الشعب خير دليل على صحة ما نقوله ولا نفتري به على هذه الحكومة التي استهوت الكذب .. ما خرجت به من قرارات في اجتماعها الاستثنائي الذي عقدته في مدينة عدن، قرارات لا يمكن لأي مواطن في عدن التي تعاني منذ فترة انقطاعات طويلة في خدمات الكهرباء والمياه وتدني الاوضاع الصحية وانفلاتاً أمنياً مخيفاً، ناهيك عن حرارة جو عدن في فصل الصيف.. أقول إن قرارات الحكومة الكاذبة جاءت مثل الذي يضع المخدر في جسم المريض دون وضع العلاج المناسب.. فهل يعقل أن إعادة الخدمات الكهربائية والمياه الى عدن سيتم خلال اسبوعين؟ الله يعلم!! أم أنها كذبةجديدة من أكاذيب حكومة تهيئ الناس لثورة ضدها!!..