الإثنين, 25-يونيو-2012
الميثاق نت -  ياسر شمسان الشبوطي -
لاشك أن المساعي والمحاولات المتكررة والحثيثة التي كانت ومازالت تقوم بها قيادات متشددة في حزب الاصلاح وعلى رأسها عبدالمجيد الزنداني- والهادفة للانتقال الى مرحلة جديدة في نشاطها من أجل بسط نفوذها على اليمن ولجعل نفسها حاكماً دينياً له مطلق الصلاحيات لاسيما بعد لقائها الاخير بفخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية- قد باءت بالفشل، خصوصاً بعد أن خيّب الرئيس أملهم فيما يدعونه اليه ألا وهو إقامة وإنشاء مرجعية دينية أو شرعية والتي تم تغييرها فيما بعد بدلاً عن ما تسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على غرار هيئة الامر بالمعروف في الشقيقة العربية السعودية، في حين أبلغهم رئيس الجمهورية وبطريقة غير مباشرة بأنه لا يمكن الحديث عن الهيئة التي تدعون اليها في ظل هذا النظام الديمقراطي التعددي القائم في اليمن،

حيث شدد فخامته خلال لقائه بهم على ضرورة مكافحة تنظيم القاعدة ومواجهة العمليات الارهابية التي ينفذها هذا التنظيم الارهابي هنا وهناك، وما تتعرض له شبكات الكهرباء وأنابيب النفط من اعتداءات يومية كلفت الخزينة العامة للدولة المليارات، مؤكداً لهم بأن تلك العقبات سيتم التغلب عليها وتجاوزها آجلاً أم عاجلاً بإذن الله.
وكان الزنداني ومن يسمون أنفسهم بالعلماء الربانيين قد تقدموا في مايو 2008م بذات الطلب الى الرئيس السابق علي عبدالله صالح للسماح لهم بإنشاء هذه الهيئة.. غير أن هذا المشروع وئد يومها ولم يخرج من سور دار الرئاسة- على حد تعبير الشيخ حمود الذارحي آنذاك- في وقت كشفت مصادر في حزب الاصلاح وفقاً لمصادر إعلامية عن استعداد الزنداني وجماعته لإنشاء هيئة الفضيلة وكانوا قد وضعوا خططاً لتجنيد أعداد كبيرة من شباب الاصلاح تحت مسمى «جند الفضيلة» يمثلون الشباب المتشددين والمتطوعين لمحاربة الرذيلة بحسب وصف المصادر، وتم تجهيز معسكرات لتجنيد هؤلاء داخل جامعة الايمان.
ولعل الزنداني وجماعته وجدوا في الأزمة التي شهدتها بلادنا منذ مطلع العام 2011م فرصة لتحقيق حلمهم القديم والمتمثل في إنشاء هيئة لمحاربة الرذيلة- بحسب تعبيرهم، فاستغلوا انشقاق قائد الفرقة الأولى مدرع وقاموا بتجنيد (5) آلاف شاب من شبابهم في الفرقة ويمثل هؤلاء نواة لجند الفضيلة المرتقب، ثم قاموا بعملية فرز لساحات الاعتصامات للبحث عن شباب من نفس النوع لتجنيدهم في الفرقة الاولى مدرع رسمياً بينما ولاؤهم لعبد المجيد الزنداني وللاخوان المسلمين وليس لله ثم للوطن ومكتسبات الشعب! وبهكذا يكونون قد ضمنوا نحو عشرة آلاف شاب، حيث تم تدريبهم بين أسوار الفرقة تحت اسم فصيلة «جند الفضيلة» وبإشراف مباشر من عبدالله صعتر، وقد انكشف هذا المخطط عندما أصر علي محسن عقب تشكيل حكومة الوفاق على ضم عشرين ألف مجند جدد الى كشوف وزارة الدفاع.
عبدالمجيد الزنداني عندما طرح للرئيس عبدربه منصور هادي مشروع هيئة الفضيلة اختار لهذا المشروع مسمى آخر هو المرجعية الشرعية وذلك لمعرفته المسبقة بمدى نفور معظم أبناء المجتمع اليمني من مسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
وبحسب بيان هيئة العلماء الخاصة بهم، فإن المرجعية الشرعية ممن سموهم العلماء الربانيين مهمتهم بيان الحق ورفض كل ما يخالف الاسلام والتمهيد لإقامة دولة الخلافة الاسلامية، وقد تزامنت الدعوة لتكوين هذه المرجعية الشرعية مع صدور فتوى لـ عبدالمجيد الزنداني اعتبر فيها الليبرالية بأنها دين الحرية التي هي تقديس للشيطان والهوى..
وهو ما يعني في تقديرنا الشخصي دعوى صريحة من الزنداني ومن معه للتراجع عن النظام والنهج الديمقراطي الذي ارتضاه شعبنا اليمني في 22مايو 90م واقترن بوحدة اليمن وكذلك عدواناً من نوع جديد على حرية الفكر والتعبير واغتصاباً للمفهوم الديمقراطي الذي يعد نظاماً للعصر الذي نعيش فيه واجتاح العالم بأسره والذي جاء ليحل معظم المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية دون أن يتعارض ذلك مع حق الاعتقاد الديني وممارسة الشعائر اللناس بكل حرية.
وفي بلادنا اليمن يعد الاسلام في دستورها هو دين الدولة والمصدر الأساسي للتشريع.. ولا يمكن لقوة في هذه الدنيا أن تزايد على اليمنيين في تمسكهم بالإسلام كما ذكر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.. حينما قال: «الإيمان يمان والحكمة يمانية».

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 07:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27219.htm