حسين علي الخلقي -
< هاهي الحقائق الواقعية تثبت لنا حكمة وحنكة القائد الوحدوي الرمز الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر الشعبي العام- وخاصة من يتابع الأوضاع في مصر الشقيقة ويلاحظ آثار الخلافات بخصوص الانتخابات الرئاسية مما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً على أم الدنيا «مصر».. فيما كان إصرار فخامة الزعيم أبو أحمد على ايجاد آلية تنفيذية واضحة للمبادرة الخليجية وأن لايتم نقل السلطة إلا بعد انتخابات ديمقراطية، وهذا الطلب يثبت بجلاء تام حرص الزعيم علي عبدالله صالح على الوطن لأن نقل السلطة بدون شرعية دستورية سيدخل الوطن في وسط أمواج متلاطمة ويجعل البلاد فريسة سهلة لأعداء الوطن.
وهذا الموقف الوطني يحسب في الرصيد الوطني الكبير الذي يشهد به التاريخ للزعيم علي عبدالله صالح بما فيه المبادرة الخليجية التي شكلت وآليتها المزمنة مخرجاً آمناً من الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد خلال عام كامل.. واننا مطالبون جميعاً بتضافر الجهود وتوحيد الطاقات ونبذ الخلافات والعمل على انجاح الحوار الوطني الذي من خلاله سنصل جميعاً الى كلمة سواء تجسد قيم المحبة والتسامح والتصالح لنواصل بناء يمن العزة والكرامة.
ومثلما كانت الانتخابات الرئاسية المبكرة بوابة العبور الآمن الى المستقبل عندما رسم اليمنيون يوم 21 فبراير 2012م صورة حضارية أكسبت اليمن احترام العالم وعززت الوحدة الوطنية وتم منح المشير عبدربه منصور هادي ثقة الشعب المطلقة ليكون رئيساً للجمهورية وقائداً لمرحلة الوفاق الوطني من أجل مواصلة مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة..
لذلك فإنه يجب على حكومة الوفاق الوطني القيام بواجبها في تنفيذ ما عليها من التزامات وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وخاصة تلك المحددة قبل بدء الحوار الوطني وتوفير أجواء الأمن والاستقرار وتهيئة أجواء الحوار وازالة كافة المسلحين والمتاريس من أمانة العاصمة وعواصم المحافظات وايقاف الاعتداءات على قوات الحرس الجمهوري في أرحب ونهم ووقف جميع أشكال الاقصاء لأعضاء المؤتمر الشعبي العام في المرافق الحكومية وانهاء كافة آثار التوتر السياسي وايقاف الفوضى والمسيرات الاستفزازية، وممارسات الفساد التي نقرأ عنها في الصحف لوزراء حكومة الوفاق الوطني وخاصة العبث المالي.
إن الوطن اليوم في أمسّ الحاجة لأبنائه الأوفياء المخلصين الصادقين لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل لأنه لابديل للحوار سوى الحرب، لذلك فإن من يسعى لإفشال الحوار الوطني لايقل شأناً عما تقوم به الجماعات الارهابية من تخريب وقتل ودمار للوطن.
فعلى الجميع ان يفكروا بعقل الوطن وان يكبروا بحجم اليمن الواحد وان يكون الحوار الوطني حواراً جاداً وصادقاً ومسئولاً، ولن تكون النتائج ايجابية ونافعة إلا إذا كان التشخيص واقعياً وصحيحاً، أما إذا كان التشخيص غير صحيح فإن النتائج لن تخدم الوطن.. ونحن قادمون على مؤتمر الحوار الوطني.
فلقد حددت المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة عما يبحث فيه المؤتمر، وهو اصلاح دستوري ومعالجة هيكل الدولة والنظام السياسي واقتراح التعديلات الدستورية..
وان يقف الحوار أمام القضية الجنوبية بما يفضي الى حل وطني عادل لها يحفظ لليمن وحدته واستقراره وأمنه، والنظر في القضايا المختلفة ذات البعد الوطني ومن ضمنها اسباب التوتر في صعدة واتخاذ خطوات نحو بناء ديمقراطي كامل، بما في ذلك اصلاح الخدمة المدنية والقضاء والادارة المحلية وتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية واتخاذ الوسائل القانونية وغيرها من الوسائل لتعزيز حماية الفئات الضعيفة وحقوقها بما في ذلك الاطفال والنهوض بالمرأة والاسهام في تحديد أولويات برامج التعمير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المتسديمة لتوفير فرص عمل وخدمات اقتصادية واجتماعية وثقافية أفضل للجميع.. ونؤكد ان من الأهمية ايجاد حلول للقضاء على البطالة ومحاربة الفقر لأن ذلك جوهر الأزمة اليمنية.
إذا خرج الحوار بنتائج ايجابية لهذه المواضيع لاشك ان الوطن سيشهد قفزة كبيرة نحو التقدم والازدهار.
الجميع مطالب اليوم بأن يصدق النوايا وان تكون اليمن أولاً واليمن فوق الجميع وان تسود الصراحة والصدق والعدل لننجو جميعاً.
ونحن نقرأ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ونشاهد مايدور حولنا هنا نقف تحية تقدير واجلال لصانع الوحدة ورائد الديمقراطية الزعيم الوحدوي الرمز علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي كان له الدور الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى في وضع خارطة الطريق لإنقاذ اليمن من الانزلاق من الفوضى والخراب والدمار الذي كان يراد لليمن من قبل اعدائه.. والتحية ايضاً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولمبعوث الامين العام للامم المتحدة جمال بن عمر، ولكل من وقف ويقف لمساعدة اليمن واخراجه من الأزمة السياسية.. ولن ينسى التاريخ والشعب اليمني جيلاً بعد جيل كل من تآمر ونفذ كل أشكال الخراب والدمار للوطن.