الإثنين, 16-يوليو-2012
الميثاق نت -  ‬أ‮/ ‬عبدالغني‮ ‬عبدالله‮ ‬الحمادي -
< السابع عشر من يوليو يوم تاريخي عظيم في حياة الشعب اليمني، فهو عنوان بارز للكثير من التحولات في اليمن أرضاً وإنساناً، وبمثابة النور الذي أضاء طريق المستقبل لليمن الجديد وأخرج البلاد اليمنية الى حيز الوجود بعد صراعات وانقلابات مأساوية أودت بحياة ثلاثة زعماء من خيرة شبابها في زمن قياسي، فر حينها الجميع من ذوي الخبرة والعقلاء في العمل السياسي عن كرسي الرئاسة المصاب بداء التآمر والانقلاب، وعُدّ هذا الكرسي كتلة من الجمر يحرق كل من يقترب منه، فغاب عنه الطامعون والمتلهفون له وأنزوى الجميع عنه، وأصبحت البلاد بحراً هائجاً متلاطم الامواج في ظل أوضاع مضطربة كادت تقضي على الاخضر واليابس وفي تلكم الظروف العصيبة، كان لابد من ظهور عملاق وعبقري رابع حكيم وفذ تحتاج اليه البلاد لوقف الدم.. عبقري يتصف بالشجاعة والاقدام لإنقاذها من الفراغ السياسي التي كادت أن تصل اليه فلم يجدوا لذلك الا الاخ الرائد الشاب علي عبدالله صالح قائد لواء تعز لما عرف عنه من الشجاعة والحنكة ورباطة جأش، فعرض عليه ذلك فلم يتردد، ليس حباً في المنصب والجاه لأنه يعلم أن الكرسي محاط بالمخاطر، لكنه غلّب مصلحة الوطن وفداه بنفسه فأخذ كفنه بيده وتقدم في 17 يوليو 78م الى مجلس الشعب وأصر على فتح باب الترشيح أمام كل من يأنس في نفسه القدرة لقيادة شؤون البلاد فاختاره الشعب رئيساً وقائداً له، وأعاد بذلك للثورة نهجها الديمقراطي الشوروي وأسس منذ توليه عرى الديمقراطية.
ذلك اليوم المجيد الذي ظهر فيه النور واخضر ظهر الارض وأرسيت دعائم الثورة والوحدة وأشرقت شمس الحرية ووضع حدٌ فاصل بين عهدي الاقتتال والنماء والازدهار واسقطت كل الرهانات بأن الرئيس لن يستمر سوى أشهر، فكان هو القائد الذي أعاد لليمن مجدها وتاريخها وأثبت للجميع، إقليمياً ودولياً، أنه قادر على تحمل المسؤولية وأن الايمان يمان والحكمة يمانية- فقد عهد على نفسه في أول خطاب له أنه سيسير بالبلاد الى الافضل- وأن تترجم أهداف الثورة اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية فكان -بحق- قد أوفى بما عهد على نفسه فحقق الكثير من المنجزات عبر خطط خمسية فاستخرج ثروات الأرض وبنى السدود وشق الطرقات وبنى المدارس والمستشفيات وغيرها، وأهم من هذا وذاك المنجز العملاق، تحقيق الوحدة المباركة حلم كل يمني، رفع بها هامات اليمنيين أمام العالم فصار حينها الواحد منا كأنه أمة في زمن الانقسامات فلا ينكر‮ ‬فضل‮ ‬الرجل‮ ‬الا‮ ‬جاحد‮ ‬وجبان‮.‬
هذا هو علي عبدالله صالح الرجل المناضل الوحدوي وهذا هو تاريخه المليء بالبطولات والتضحيات، كيف لا وقد تربى في مصانع الرجال »المؤسسة العسكرية« فشارك مع زملائه في تفجير ثورة 26سبتمبر وفك حصار السبعين على صنعاء فكان يُـعرف بأنه الشهم الذي لا يتراجع ولا يخاف الصعاب‮.‬
أما عن منجزاته خلال فترة حكمه فهي كثيرة جداً لكني هنا أُعرج على بعضها وأبدأ بأهم، هذا المنجز الذي كان هدفه وغايته وبذل قصارى جهده لتحقيقه وكلما توقف بسبب ظروف سياسية أعاد الكرة مرة أخرى ألا وهو تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي جمعت شمل اليمنيين تحت علم واحد، وإرساء قواعد الديمقراطية والتعددية الحزبية وتأسيس عمليات الاصلاح في الدولة والعمل السياسي والحزبي واستخراج النفط وبناء السدود والمستشفيات والمدارس وبناء الجامعات في أكثر من محافظة، إذ بلغ عدد الجامعات ما يقرب من 15 جامعة حكومية و28 جامعة أهلية، وبناء المؤتمر الشعبي العام والتطور الاقتصادي وخلق روح الاخاء والود ودعوته الى الحوارات لتجنيب البلاد ويلات الحروب وبناء علاقات متينة مع الجيران وحل الخلافات بحنكة ودراية وتحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار ودخول اليمن-ولو جزء من مؤسساتها- في مجلس التعاون الخليجي ودعمه لأهم القضايا العربية وهي قضية فلسطين وأوجد حضوراً قوياً في القمم العربية والأجنبية وبُـنى مؤسسة عسكرية قوية وعملاقة وأدخل فيها تكتيكات حربية حديثة ومتطورة من خلال البعثات العسكرية لكبار الضباط في الجيش والامن أو طلب خبراء عسكريين أجانب للتدريب في اليمن وغيرها‮.‬
سنظل‮ ‬نعاهدك‮ ‬مهما‮ ‬اجتاحك‮ ‬حقد‮ ‬الحاقدين‮ ‬وتطاولت‮ ‬عليك‮ ‬الخيانات‮ ‬وسنكون‮ ‬لك‮ ‬درعاً‮ ‬وحمىً‮ ‬لن‮ ‬تنحني‮ ‬للأوغاد‮.‬
لك‮ ‬منا‮ ‬أيها‮ ‬الأب‮ ‬الجسور‮ ‬كل‮ ‬تقدير‮ ‬وأملأ‮ ‬الله‮ ‬جسدك‮ ‬صحة‮ ‬وعافية‮ ‬فأنت‮ ‬الوطن‮ ‬والوطن‮ ‬أنت‮.. ‬وكل‮ ‬عام‮ ‬وأنت‮ ‬بألف‮ ‬خير‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27519.htm