إيمان النشيري -
< يحتفل كل يمني شريف بمناسبة تولي الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر- قيادة سفينة اليمن عام 1978م ، وكان خير قائد وربان لها، أوصلها الى بر الامان واستقرت عليها الانجازات التنموية العملاقة الخالدة التي سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته التي ستحكي مسيرة أشبه بأسطورة لقائد عظيم جسد أروع نماذج الحكمة والايمان والتسامح ووهب حياته لوطنه وانقاذه من الضياع والاحزان.
فحمل كفنه ووضع أمام عينيه المستقبل المشرق لبلد كانت تنهش جسده القوى الداخلية والخارجية المتآمرة عليه.وبلغت الصراعات الحزبية والاجتماعية وغيرها أوجها في ظل انتشار ثقافة الحقد والكراهية والانتقام لكن رغم ذلك جاء الزعيم علي عبدالله صالح.. جئت فاعتليت فرسك بكل ثقة وشجاعة واقتدار لتسير على طريق الامل والتفاؤل والتحدي والصمود والتضحية للخروج بالشعب من دائرة الفتن والخراب الى دائرة الأمن والاستقرار والبناء والتنمية والتوحد فوحدتنا أرضاً وإنساناً.
جعلت من اليمن بلداً شامخاً كشموخ جبالها ورفعت علمه في السماء خفاقاً.. وكانت سيرتك النضالية تمضي في طريق التنمية تزرع الخير والحب والوفاء للوطن والمواطن وتنزع الاشواك.. واصلت بناء مسيرة التنمية وتحقيق أهداف ثورة 26سبتمبر و14 اكتوبر وبفضلكم أصبحت الشعارات حقيقة ملموسة نعيشها في أرض الوطن الغالي وانطلقت لتحقيق طموحاتنا المستقبلية والنهوض بنا.. وكان قبل ذلك جعل اليمن قوية كاملة السيادة نفاخر بها بين الأمم ونقول نحن يمنيون.. كما رسخت نهج الديمقراطية والتعددية فكنت المثل الاعلى في تبني تطلعات وآمال الشعب.. جعلت للشعب كلمته من خلال ممارسة الديمقراطية واختيار من يمثله من القرية وحتى رأس هرم الدولة في إطار التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة.
وغرست فينا أروع قيم الإخاء والمحبة والتسامح والتضحية من أجل الوطن.. كنت قائداً شجاعاً محنكاً مقتدراً.. كنت أباً يسهر من أجل تربية أبنائه، كنت أخاً لكل من حولك.. كنت الصديق الوفي الذي راعى المعروف وبادل الشعب الوفاء بالوفاء.. كنت النجم العالي المتلألئ في زمان الظلمة وأضأت لنا دروب الحياة بمختلف مجالاتها، لا تأمل مراتبك نتمنى أن تطل علينا يوماً نستمد منك النور الذي نسير على نهجه.. كنت الشيخ الذي احتضن مشائخ وقبائل اليمن بمختلف توجهاتهم الفكرية والقبلية وكنت العقل الذي يستطيع أن يتعامل ويتعاطى مع كل المجتمع بمختلف شرائحه واتجاهاته وثقافاته التي حكمتها العادات والتقاليد والاعراف.. كنت الكتاب الواسع الذي عاصر كل مراحل التاريخ فأصبحت مرجعية وستظل كذلك.. كنت الروح الوطنية المتجسدة في رد الاعتبار للرموز التاريخية، فبذلك خلدتها عبر مرور الأزمان.. كنت الربان الذي قاد السفينة في ظلمات البحر والظلام في جو مليء بالأعاصير وتضارب وتسارع وتراجع الأمواج تعاملت معها بحكمة ودهاء، فتارة تكون هادئة وتارة تكون هائجة قوية فأحكمت السيطرة عليها.
بل لقد رسمت أجمل لوحات الوطن.. وكنت المهندس الذي خطط ووضع الاستراتيجية الوطنية لعملية البناء والتنمية والتقدم والازدهار والرخاء.. فوضعت أكبر وأروع التصميمات الهندسية المعمارية الممزوجة بأصالة البناء العمراني القديم فجمعت الماضي بالحاضر وجعلت التاريخ المعاصر يعانق الحضارة.. كنت الاديب والشاعر الذي تغنى بأجمل القصائد وأبدعت بأساليب النثر وتفردت في البلاغة والوصف ورعاية كل صنوف العلم والمعرفة والأدب ووضعت عباقرة الفن والأدب والابداع لإحياء النهضة الثقافية.. كنت القائد العسكري الذي أسس وبنى جيشاً قوياً صامداً يواجه كل التحديات لمختلف المراحل الصعبة التي مرت بها بلادنا.جعلت منهم درعاً حصيناً يحمي الوطن ومكتسباته ووحدته وأمنه واستقراره في ظل وجود الهيمنة القبلية المسلحة.
كنت الجندي الذي دافع عن وطنه وضحى بكل غالٍ ونفيس وقدمت الروح والأهل فرويت بدمك تراب أرضك الغالي للدفاع عن شعبك.. كنت السياسي الذي أذهلت سياسيي ومفكري العالم بحكمتك ورؤيتك واستيعابك للماضي والحاضر وجعلت العالم يحترم سياسة اليمن ويقف لها تحية إجلال.
كنت الطبيب الذي عرف الداء وشخّـصه وأوجد له الدواء فشفيت الجراح وضمدتها وأزلت أوجاعها.كنت تحمل بين أضلعك صدراً حنوناً احتضن كل يتيم وجريح ومريض واجهت كل المشاكل والصعوبات بالصبر والحكمة.. كنت العين التي لا ترى من خلالها الا الحب والأمل والتفاؤل والرحمة والحنان والعطف والود والتسامح والشموخ، واليد التي تزرع وتبني وتعمر وتنحت الصخور لشق طريق الحياة الكريمة ليسير عليها شعبك، وحملت السيف للدفاع عن الوطن وفرض هيبة الدولة.جئت بحمامات السلام وغصن الزيتون رغم كل الآلام من غدر الأصحاب والأنذال.. لسانك كان يقول الحق ويهاجم الظلم، كنت المثل الاعلى لرعاية الحقوق والحريات.عهدناك منبراً للرأي والرأي الآخر يقبل النقد البنّاء، وكنت الأمان لكل خائف وحققت الأمن رغم كل المحن والمؤامرات.. والأب لكل يتيم وكنت السند لكل ضعيف.أنت عطاء الزمان لأرض اليمن وتنشدك كل الاجيال.. كنت المعجزة في زمن اختفت فيه المعجزات فتجسدت فيه عبر التاريخ والأزمان.. يعرف أن الثورات تمثل ثورات الجياع وأن الجياع ثاروا يطالبون حبك، متشددين وفاء لك.. ويدعون ويتضرعون وينذرون ويصومون ويقرأون القرآن بأن يحفظك الله من كل المؤامرات وينصرك على من عاداك.
تجسدت المعجزات في تحمل شعبك ألم الجوع والظلمة والجبابرة اللائم.. وتحملوا صنوف العذاب حباً في قائدهم، وضحوا بالروح والدم وتركوا أقرب المقربين من أجلك كل ذلك معجزة في حب الشعب لقائده العظيم.
معجزة أيضاً هي نجاتك من مؤامرة أيادي الغدر والخيانة، فأصبحت الشهيد الحي، معجزة في تسابق الناس لمصافحتك، معجزة في تزايد شعبيتك وحبك في أوساط الناس.الأمهات والآباء والشباب وكل أبناء الشعب الشرفاء تسابقوا الى ميدان الوفاء والدموع تسكب والأزمة والمعاناة تتزايد والأغلبية يهتفون بحبك وينشدون الوفاء لك ويضحون من أجلك بأرواحهم وأولادهم وأموالهم وظلوا يصرخون في وجه أعداء الوطن الى أن عدتم بحفظ الله وسلامته.
يفتقدون لرؤيتك ولعهدك عهد التنمية والأمن والامان والحب، واليوم يحنون لسماع صوتك يشعرون بعظيم وفائك.. اسمك يجري في دمائهم يتفاخرون بإنجازاتك وحكمتك.. يسيرون على خطاك يجسدون حبك للوطن.. يرسمون صورتك في قلوبهم واسمك وتاريخك في قلوب أولادهم وأحفادهم وأجيال اليمن.. جيلاً بعد جيل..