< محمد الاشموري - < الزعيم علي عبدالله صالح كان يطلق على علاقته «بالاصلاح» التحالف الاستراتيجي فيما علاقته بالمرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر يصفها بالتحالف المصيري.
«الاصلاح» كان يعتبر نفسه الذراع الايمن للرئيس وحزب المغرم فيما المؤتمر الشعبي العام هو حزب المغنم.
أعتقد الاصلاح أنه إذا وصل الرئيس الصالح الى أي وضع للخروج من الحكم أو تركه اختياراً أو اضطراراً فالاصلاح حزب «المغرم» يرى أنه الأحق من حزب المغنم المؤتمر وبطبيعة المحطة ها هو الاصلاح يرى نفسه الأحق من أي طرف آخر أياً كان بالحكم..
خلال آخر انتخابات برلمانية حافظ الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التحالف المصيري ووقف مع المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر لينجح في الانتخابات حفاظاً على استمرار وضعه كرئيس لمجلس النواب حتى وفاته.
وفي آخر انتخابات رئاسية حافظ المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر على التحالف المصيري ولم يذهب في موقف حزب الاصلاح الذي يرأسه وهو موقف المشترك وأعلن مساندته لترشيح ودعم نجاح علي عبدالله صالح.
فالواضح في انتخابات 2006م أن التحالف الاستراتيجي بات بين الاصلاح والاشتراكي ولم يعد مع المؤتمر أو علي عبدالله صالح.
كما أن العلاقة التي نشأت واستمرت بين علي عبدالله صالح كرئيس قرابة العقدين والنصف كانت علاقة التحامية وحميمية مثَّـل علي محسن امبراطورها أو قيصرها، ومع ذلك فإن علي عبدالله صالح لم يجعل من «الاصلاح» الحزب الحاكم كما عمل الحمدي مع الناصريين ولا «الاصلاح» ذوب الرئيس واحتواه بطريقة الانقاذ في السودان مع عمر البشر.
إذاً منطق علي عبدالله صالح هو ترك السلطة وإجراء انتخابات مبكرة فالمفروض في رأي الاصلاح انطلاقاً من وضع العلاقة الطويلة والمتميزة وان شابها فتور أو حتى تباينات وتقاطعات في آخر عقد بأن يسلم علي عبدالله صالح الحكم للاصلاح ويدعم هذا الهدف والاتجاه.
الاصلاح لم يكن يتوقع عام 2011م أن ينحاز علي عبدالله صالح للديمقراطية أو للمؤتمر ليعطل تسلم الاصلاح الحكم، ولذلك فكان رد فعل الاصلاح عنيفاً ومازال كطرف لم يجاهر فقط بأنصار له في الجيش بل يجاهر بمليشياته التي يحاول بها اقتحام معسكرات أو يفرض حصاراً عليها.
إذاً علي عبدالله صالح ركز على بديهية أن القاعدة خرجت من عباءة الاصلاح فالاصلاح ليس لصالحه القول بأن الاصلاح الطرف السياسي نمى وتطور في القوة والاستقواء بعلي عبدالله صالح أو أقطاب في نظامه فيقفز من ينصص هذه العلاقة بين علي عبدالله صالح والاصلاح على طريقة قاعدة الرئيس السابق مسألة أن القاعدة خرجت من عباءة الاصلاح أو ربطها كطرح الرئيس السابق لم تعد ذات تأثير يعتد به في السياسة الامريكية.
كل ما في الامر هو أن الاصلاح الذي يطالب الاشتراكي بالتوبة من الالحاد هو مطالب بالتوبة من دعم ورعاية نشاط القاعدة بأشكال مباشرة أو غير مباشرة.
علي عبدالله صالح حين زار أمريكا 2003م ووقع على شراكة الحرب ضد الارهاب فهو قدم أقوى وأدق ملف معلوماتي عن الارهاب، ولم تكن الأهم في هذه المعلومات هي من وجهة أجهزة بقدر ماهي من طرف سياسي وثقل سياسي.
إذاً فمحطة 2011م كأزمة جعلت ما يمكن ان توصف بطلق عليها بشبه الوصاية على اليمن بعيداً عن المعالجات المثلى التي نريدها نحن كواقع.. غير أن كل طرف دولي مؤثر بات يستقي المعلومات التي يريد من أي طرف يريد، فالحرب ضد الارهاب لم تعد بشراكة النظام، فقط كما وقع علي عبدالله صالح عام 2003م ولكنها باتت إشراكاً لكل الاطراف السياسية والاثقال الواقعية.
فالحزب الاشتراكي مثلاً كان شريكاً معلوماتياً ضد الارهاب قبل أحداث سبتمبر 2001م وقبل إعلان الحرب ضد الارهاب، ولكن الاصلاح انتقل من شراكة غير مباشرة الى الشراكة المباشرة عام 2011م.
ومع هذا فالشراكة المعلوماتية للاشتراكي أو الاصلاح تكون عبر أثقال أو مستويات فوقية ومحدودة وهي تحسب كموقف لطرف ولكن كل طرف لا يعرضها للنقاش في إطار الحزب كما قضايا ومواقف أخرى.
لقد كان يطرح أو يعرف مثلاً بأن علي محسن هو من يقف ويدعم صحيفة «الشموع» ومن ثم «أخبار اليوم» وكلاهما بين أكثر الصحف في اقتباس الإثارة من اختراق الطائرات الامريكية لأجواء اليمن ودخول الاساطيل المياه الاقليمية مع أن السواحل هي تحت قيادته ومسؤوليته كمنطقة شمالية غربية أو منطقة شرقية حيث كان القائد فيها محمد علي محسن التابع له.
فالحديث عن حروب للطائرات الامريكية أو الاساطيل هو لإخفاء ما يتصل بوجه المعلومات أو إبعاد النظر عن هذا المحور في الحرب ضد الارهاب.. رئيس حكومة الوفاق وبزعم انه تطوع ليقوم بشيء من دور «الشموع» أو «أخبار اليوم» وبالطريقة أو الاسلوب الانسب لوضعه كرئيس حكومة في تموضع وفاق.. يكفي أن يقول إنه لم يأمر الطائرات الامريكية ان تضرب ليتساءل الناس من الذي أمر بالضرب حتى ولم يعد لنا كواقع وأمر واقع لا إرادة ولا أمراً تجاه طائرات امريكية إن الذين يخافون الالتفات أو التركيز على حرب وملفات المعلومات في الحرب ضد الارهاب يلجأون لحروب الطائرات والاساطيل الامريكية ومثلما علي محسن ينيط هذه المهمة بصحيفة أو أكثر فهو أو حميد الاحمر بعد أزمة 2011م يكلف رئيس الحكومة بأدائها وهي بقدر ما تجسد خوفاً تحمل تخويفاً قامعاً تجاه أي أطراف قد تسير في حمق ومغامرة تكشف ما لا يسمح بكشفه بين المحاذير والخطوط الحمراء لخطة واستراتيجية الحرب الدولية ضد الارهاب.
ربما الاصلاح بات يعنيه أن لا يحول ملحمة علاقاته بعلي عبدالله صالح الى حقد وانتقام يمارسه في تكريس العنف ومواصلة المزيد من العنف في الواقع وتجاه المعسكرات.
ربما الأفضل له ومن منظور مصلحته الأعمق وعلى المدى المتوسط والبعيد أن يسير في وفاق حقيقي وفي موقف صادق وأمين مع الوفاق ومن أجل الوفاق.
علي محسن وحميد الآخران الأكثر تطرفاً ضد هذا الموقف من الاصلاح حتى وذلك بالتأكيد لن يكون لصالح الاصلاح بأي حال من الاحوال! |