الثلاثاء, 24-يوليو-2012
الميثاق نت -   نبيهة أحمد محضور -
‬كما‮ ‬يُـقال‮ ‬لكل‮ ‬وقت‮ ‬رجاله‮ ‬وأبطاله‮.. ‬وهناك‮ ‬من‮ ‬الأحداث‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬نسيانها،‮ ‬ومن‮ ‬المواقف‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬تجاهلها‮.. ‬ومن‮ ‬الرجال‮ ‬من‮ ‬حفروا‮ ‬في‮ ‬الصخور‮ ‬الصماء‮ ‬أسماءهم‮ ‬بصنيعهم‮ ‬وشهامتهم‮ ‬ووفائهم‮ ‬لأوطانهم‮..‬
ففي تاريخ بلادنا الحبيبة اليمن الكثير من الاحداث والمواقف البالغة الصعوبة والمناسبة التي مر بها الشعب اليمني قبل وبعد اندلاع ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين في شمال اليمن وجنوبه آنذاك، شمال الوطن الذي كان يرزح تحت وطأة الجهل والفقر والظلم والاستبداد الإمامي لعقود من الزمن، وجنوب الوطن الذي كان يئن من الاستعمار البريطاني واستبداد السلاطين والاشتراكية الباغية، وفي ظل تلك الاوضاع الهائجة والمضطربة المليئة بالاغتيالات، والانقسامات تولى الزعيم علي عبدالله صالح رئاسة اليمن، حاملاً كفنه بيديه واهباً نفسه فداء للوطن‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬تنصل‮ ‬فيه‮ ‬الجميع‮ ‬عن‮ ‬هذه‮ ‬المسؤولية‮ ‬التي‮ ‬حملها‮ ‬هو‮ ‬بنفس‮ ‬راضية‮.. ‬تحمل‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الحب‮ ‬والوفاء‮ ‬لوطنه‮.‬
فكان 17 يوليو علامة فارقة في تاريخ اليمن واليمانيين، حيث دخلت اليمن عهداً جديداً صنع فيه الكثير من المنجزات الوطنية التي لمسها الشعب اليمني بل العالم بأسره، فاستطاع هذا القائد العظيم بناء يمن كان مهدماً وإظهاره الى حيز النور بعد ما كان يسبح في ظلام دامس، استطاع إيجاد نهضة تنموية على كل الاصعدة الاجتماعية والصحية والثقافية والتعليمية، فانتشرت في عهده المدارس والمعاهد والجامعات في أرجاء الوطن، استطاع بحكمته وصبره من توحيد ارض اليمن المشطرة، في الـ22 من مايو لعام 90م وفي الوقت الذي كانت فيه أعظم دول العالم تتفكك وتتجزأ أعاد هو لحمة اليمن واليمانيين وإن لم يكن لعلي عبدالله صالح الا منجز واحد وهو الوحدة اليمنية لكفى اليمانيين فخراً به، وبأنه أرسى قواعد الديمقراطية وكان المعلم الاول في السلوك الديمقراطي، ففي عهده عاش اليمانيون أجواء الحرية والانتخابات والمشاركة في اختيار من يمثلهم في البرلمان والمجالس المحلية واختيار حاكم لهم.. في عهده فصح المفصحون وتحدث المتحدثون ونقد الناقدون، في عهده مورست الديمقراطية قولاً وفعلاً، فشكلت الأحزاب على مختلف أنماطها والصحف بمختلف أشكالها، فكان مثالاً للقائد المتواضع والمتسامح والمستمع لهموم وقضايا شعبه، الحكيم في التعامل معها، شمل عفوه وتسامحه القريب والبعيد العدو والصديق، قدم الكثير والكثير من أجل أمن وعزة وشموخ اليمن وأثبت بحق أنه رجل المواقف الصعبة، ذو العزيمة الفولاذية التي لا تنحني ولا تنكسر ولا يحمل بداخله الا الوفاء والحب لوطنه‮ ‬ولأبناء‮ ‬وطنه،‮ ‬لذلك‮ ‬استحق‮ ‬محبتهم‮ ‬ووفاءهم‮ ‬له،‮ ‬وكان‮ ‬وسيظل‮ ‬خالداً‮ ‬في‮ ‬ذاكرة‮ ‬اليمانيين‮ ‬والزمن‮.. ‬وسيظل‮ ‬17‮ ‬يوليو‮ ‬علامة‮ ‬فارقة‮ ‬في‮ ‬حياتنا‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27621.htm