الثلاثاء, 24-يوليو-2012
الميثاق نت -   أحمدالأهدل -
أعتقد أنّ إنشاء القوات الخاصة, وإعادة تأهيل الحرس الجمهوري، على أسس علمية حديثة، والإستمرار في تأهيل قوات الأمن المركزي، بما يتواءم مع تنفيذ خطة الإنتشار الأمني، أثار حوافز الإنتباه وكوامن الخوف والقلق، لدى المتمرد علي محسن، وإن كانت تلك الإجراءات؛ لحماية الدولة المدنية الحديثة التي ظل ينشدها الزعيم علي عبدالله صالح، فمهما يكن(أنا خيرٌ منه)..
لكنّ إنشاء وحدة مكافحة الإرهاب وإسنادها إدارياً وفنياً وتكتيكياً إلى الحرس الجمهوري والأمن المركزي، وتكليفها بمعالجة ملف الإرهاب، أثار حقداً دفيناً وعداءً واسعاً لدى المتمرد محسن وأشعل في قلبه ناراً لاتطفئها مياه المحيط ليس على الزعيم علي عبدالله صالح والعميد أحمد علي فحسب، بل وعلى كل من يتولى قيادة الحرس الجمهوري و الأمن المركزي، حتى لوكان ابن المتمرد علي محسن نفسه، لأنّ ملف الإرهاب هو الملف الذي يمسك به علي محسن ويلعب بأوراقه على الخارطة اليمنية والإقليمية من عام 1979م. وهو ما جعل المتمرد علي محسن يخوض صراعاً حاداً مع القيادة العامة للقوات المسلحة وقائدها الأعلى ورئيسها الأسبق، المشير الصالح علي عبدالله صالح ـ حفظه الله ـ كان التمرد العسكري الذي أعلن عنه علي محسن يوم الأثنين/21/مارس/2011م.أحد تلك الضربات المتبادلة بين الفريقين.
اعتمد علي محسن في إعلانه ذاك، على معطيات الظرف المتداخل واللحظة الحاسمة المتمثلة في:
1ـ اضطراب الوضع السياسي على المستوى الإقليمي, وهو ما يجري في تونس ومصر وليبيا على وجه الخصوص.
2ـ الحليف السياسي المعارض الذي كان يمد كلتا يديه للمتمرد علي محسن، تيار الأخوان المسلمين على وجه التحديد.
3ـ الزخم الشبابي السائر في ركاب التقليد، الذي لايعرف مجريات الأحداث ولا يعلم عواقب الأمور، ولابقداسة العقيدة ومبادئ الحرية.
4ـ الإعلام المكثف المأجور، الذي كان يخترق الخطوط الحمراء، والمنظومة الدفاعية، السياسية والاجتماعية، في تلك اللحظات المحرجة.
على تلك المعطيات وغيرها مجتمعة، ذهب علي محسن إلى خوض الصراع المستميت، ليس من أجل البقاء وإنما من أجل الإنتقام من الحرس الجمهوري و الأمن المركزي، لإبقاء الذات المغرورة على عتبة الواجهة, وفي ذلك الطريق المخيف الذي يوصل صاحبه إلى القبر, قبل أن يوصله إلى الصدارة, سار علي محسن بخطوات متقاربة أحياناً ومتباعدة أحياناً أخرى وناجحة تارة وفاشلة تارة أخرى، نجملها لك في مرحلتين لاثالث لهما.
المرحلة الأولى: من 21/مارس/2011م.إلى 21/فبراير/2012م:
في هذه المرحلة اعتمد المتمرد علي محسن على الآتي:
الخطوة الأولى: الدعاية العسكرية والإعلام المعادي:
لقد أتقن المتمرد علي محسن فن الدعاية العسكرية، واستطاع تحديد الوقت المناسب لإنزالها على الخصم, حيث كان ذلك النزول المفاجئ إلى الساحة خطوة مفاجئة, للحرس الجمهوري بل والجيش اليمني بكل تشكيلاته العسكرية والأمنية, وتساقط من خلالها ضعاف النفوس، كما تتساقط أوراق الخريف، وذلك لما يحظى به المتمرد علي محسن من الاحترام والمكانة العالية في الجيش والمجتمع، فقد كان بمثابة الرجل الثاني، أو بمثابة الطاووس في الملائكة، قبل أن يخلق الله أبانا آدم. لكنّ هذه الخطوة سرعان مالاحقها الفشل وقضى عليها الموت في اليوم الثاني، وذلك بسبب الخطاب الذي نزل به المتمرد، والذي كان محشوّاً بالألفاظ العسكرية التي توحي بأنّ نزوله هذا, هو تكليف من الرئيس علي عبدالله صالح، وهذا الإبهام والإيهام في الخطاب جعل المتمرد علي محسن في دائرة الشك, بالإضافة إلى أنّه لم يستطع تحديد موقعه الفعلي, هل هو متمرد عسكرياً أم منشق؟وهذا ما أبطل تأثير تلك الخطوة المشؤومة، وبالتالي خرجت الدعاية العسكرية من سيطرته وأصبحت تُدار إعلامياً حيث كان الإعلام يروّج للإنشقاق العسكري الذي كان ينفيه علي محسن، وبذلك ماتت تلك الدعاية، وإن كانت لها نتائج نسبية إلا أنّ فائدتها لم تصل إلى المتمرد/ بالشكل المطلوب.
الخطوة الثانية: الحرب النفسية:
استطاع المتمرد/ علي محسن حشد الشباب في مكان واحد، وقام بتعبئتهم تعبئة حاقدة, على الحرس الجمهوري والأمن المركزي، حيث تغيرت الشعارات واللافتات, من اليوم الثاني على نزوله ساحة الجامعة، وأصبحت تُرفع صور قائد الحرس وعمار ويحيى، قاصدا ًبذلك مضاعفة الضغط النفسي على الحرس الجمهوري والأمن المركزي، إلا أنّ هذه الحروب لم تتوفر لها الأسباب الكافية في النجاح، وبالتالي عادت سلباً على المتمرد، حيث انسحبت الكثير من الوحدات الفرعية للفرقة، وتمسك بعضها بالصمت، بينما انسحب ما يقارب إثنا عشر ألف جندي وضابط ممن هم تحت القيادة المباشرة للمتمرد علي محسن، فيما الشباب انقسموا إلى ثلاثة أقسام، قسم سار مع المتمرد ولكن بأسلوب سياسي وليس عسكرياً، وقسم تمسك بالصمت ورفض السير، وقسم آخر خرج صارخاً إلى الشعب ليخبرهم بما يجري في شارع الجامعة، مما دفع الشعب إلى الخروج المماثل ليقف في ميدان السبعين وجهاً لوجه، وبذلك فشلت هذه الخطوة كما فشلت الأولى. الخطوة الثالثة: الحرب والمواجهة:
ربما تأكد المتمرد من فشله في تلك الخطوات، فذهب إلى تفجير الحرب في مربع الحصبة، لإدخال الحرس الجمهوري, والوحدات المساندة و المشاركة له في حرب أهلية لا انقضاء لها، إلا أنّ الحرس الجمهوري حسم المعركة هناك، قبل أن تصل خطوطه الأمامية إلى أرض المعركة.. وحقيقة الأمر فإنّ حرب الحصبة، كانت خطأً كبيراً ما كان ينبغي حدوثه، صحيح أن علي محسن أراد من تفجير الحرب في الحصبة، استعطاف القبائل للتضامن والوقوف معه، بسبب المكانة التي يحتلها منزل الشيخ/عبدالله بن حسين الاحمر الذي يقال انه كان قصر عتيقة زوجة الإمام يحيى -عليهم رحمة الله جميعاً ـ لكنّ ذلك كان فشلاً ذريعاً من الناحية الاستراتيجية العسكرية والتكتيكية والتخطيطية، يصبّ في حق المتمرد/علي محسن، لماذا؟ لأننا لوفرضنا أنّ مقر الفرقة أو ساحة الجامعة بل شارع الستين كله, هو مقر القيادة والحركة للمعركة، فإنّ مربع الحصبة, يكون على الخارطة القتالية في الميسرة، وفي قواعد القتال العسكري، لايجوز لأي قائد عسكري الهجوم بالميسرة مهما يكن لديه من عدة وعتاد، وبالتالي فإنّ هذا التصرف المتسرّع من المتمرد، جعل الحرس الجمهوري، بل والشعب اليمني كله, يتأكد من أنّ المتمرد/علي محسن، فقير إلى درجة الإفلاس من الخبرة القتالية.
الخطوة الرابعة: يعود محسن من جديد
بعد حرب الحصبة وحادثة تفجير جامع النهدين, أصبح المتمرد/ علي محسن يواجه ضغطاً نفسياً شديداً، وحالة معنوية وصحية مهترئة، ومن موقع الضعف حاول تصدير ما يعاني منه إلى الحرس الجمهوري والأمن المركزي، بواسطة اللقاءات الصحفية والخطابات المتلفزة، وعلى الرغم من أنها كانت خطابات موجهة صوب الحرس والأمن المركزي، إلا أنه كان يسبقها النقص ولاتلحقها الدقة، بحسب المنطوق اللغوي الذي كان يتلفظ به علي محسن، وهو في حالة مرتبكة ومرتعشة، ما يوحي للمشاهد والمستمع من أن الرجل في حالة ضعف شديد، ويؤكد ذلك ما قاله في أحد خطاباته وبالحرف الواحد(إننا ندعو أنصارنا وأخواننا وزملاءنا لمناصرتنا في هذه المحنة)ومع ذلك لم يتجاوب معه سوى النزر اليسير, من أبناء القبائل ومنتسبي الجوية والدفاع الجوي، الذين استطاع من خلالهم أن يفتح جبهة في تعز وأرحب، بعد ان كان يراهن على محاصرة الحرس في جميع محافظات الجمهورية، ما يعني صراحة أنّّ الرجل أصبح في الدرك الأسفل من الضعف، وانعدام الثقة، في تلك اللحظة الفارقة.
الخطوة الخامسة:
المرحلة الثانية: من 21/فبراير2012م إلى 28/6/2012م
بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، أصبحت بحكم الضرورة الشرعية، قيادة الجيش والأمن، موحدة تحت قيادة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لكن الذي حصل هو عكس ذلك، فالتشكيل التوافقي في اللجنة العسكرية، جعلها تمثل بموجب القانون، قوتين عسكريتين كليهما يدعي لنفسه الشرعية، وبعد أن كان المتمر علي محسن مجرد ضابط يجب عليه العودة إلى بيت الطاعة، أصبح بحكم تشكيل اللجنة، يمثل نصف الجيش، بينما وزير الدفاع الذي كان ينبغي أن يتبعه علي محسن، أصبح مجرد عضو في اللجنة العسكرية، وبحكم ذلك التشكيل التوافقي في اللجنة، يصبح علي محسن في موقع الرجل الثاني بعد الرئيس عبدربه منصور هادي، كلاهما يملك نصف أعضاء اللجنة العسكرية، ونلحظ ذلك في اللقاءات الصحفية واللقاءات الدبلوماسية التي يعقدها المتمرد مع السفراء، والدبلوماسيين, بل وحتى مع رجال الأعمال، دون رقيب أو حسيب، وبموجب تلك القسمة التي لاتقبل القسمة على إثنين، إلاخارج قانون القسمة، سار محسن إلى الخصم بالخطوات التالية:
الخطوة الأولى:
1ـ بسبب اللجنة العسكرية، استطاع علي محسن, أن يحافظ على موقعه العسكري، وأصبح يتدخل في جميع شؤون الحياة، حتى في الوظيفة العامة والقبول في الجامعات، بعد أن كان مطلوباً للعدالة.
2ـ استطاع علي محسن أن يحافظ على تواجده في أرحب وتعز وفي العديد من المحافظات، كما استطاع أن يحافظ على مواقع أنصاره ومساعديه في مختلف مرافق الدولة دون أن يلحقهم عقاب, بل تم ترفيعهم إلى مواقع لم يكونوا يحلمون بها.
3ـ وبسبب اللجنة العسكرية، استطاع علي محسن أن يغري وحداته الفرعية التي تمسكت بالصمت في أول الموقف، وأن يستميل الوحدات التي انسحبت، بالمناصب والمصلحة المطلوبة.
4ـ بسبب اللجنة العسكرية، استطاع علي محسن، أن يجند ما يقارب من(41)إلى 43)الف جندي لصالح الفرقة، دون أن يكون هناك أي توظيف موازٍ للطرف الآخر.
الخطوة الثانية:هيكلة الجيش
رمى علي محسن إلى حليفه السياسي، بمصطلح الهيكلة، الذي أصبح يردده حتى على فراش النوم، دون أن يعرف معناه، بل وجعله شرطاً من شروط الحوار, وبسبب اللجنة العسكرية، استطاع علي محسن دغدغة مشاعر منتسبي القوات المسلحة والأمن بهذا المصطلح، بل وتفرضه وبقوة على المؤسسة العسكرية والأمنية، بحكم صلاحيتها القانونية، وبسبب اللجنة العسكرية استطاع محسن أن يساوم على المناصب العسكرية والأمنية، ويحصل على الكثير منها كان أخطرها على الإطلاق منصب اللواء الثالث حرس جمهوري, ومنصب مدير أمن تعز حالياً، بينما لم يخسر من مناصب قيادته الفرعية سوى قيادة اللواء 25 ميكا.
المتمرد في أبين:
محافظة أبين هي النقطة والمنطقة، التي كان يراهن عليها المتمرد/ علي محسن لتدمير الحرس الجمهوري، وبسبب اللجنة العسكرية، استطاع المتمرد أن يعزز اللواء 25 ميكا باللواء 35 مدرع، وباللواء135 مشاة بري، وبسبب اللجنة العسكرية -أيضاً- استطاع علي محسن إنزال الحرس الجمهوري، والأمن المركزي، إلى أبين ليجعلها أرضا محروقة على الجميع، لكن الحرس الجمهوري حسم المعركة، في غضون ثلاثين يوماً وخرج منتصراً دون خسائر.
المتمر والعوبلي
في يوم الخميس 28/6/2012م؛تم اختطاف مراد الحرس الجمهوري، في جحانة، من قبل مسلحين يرتدون بدلات الحرس والأمن المركزي، يتبعون المتمرد علي محسن وحزب الإصلاح، لإدخال قبائل سنحان وخولان في حرب قبلية, يكون الحرس الجمهوري طرفاً فيها، كما هو الحال في أرحب، وبحسب المعلومات المتوفرة فقد أخطأ الخاطفون الهدف، إذ المستهدف كان هو (الحثيلي) قائد معسكر العرقوب, التابع لمحور الصمع، لكن وبعد إطلاق العوبلي بدون شروط ضاغطة على قيادة الحرس الجمهوري، يبقى من المؤكد أنّ الحثيلي مازال في مربع الإستهداف، والحرس الجمهوري، لايزال على خط المتمرد علي محسن، وبالتالي على الأخــــوة مشائخ(شمال مــازن)مــــن أهالي أرحب أن يفهموا ويدركوا معنى ومغزى ما أقول، وأنت ياحرف فريد في العرقوب توسع شوية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27624.htm