الميثاق نت - <br />

الثلاثاء, 24-يوليو-2012
هشام المشرمة -

يقابل الجنرال محسن مبعوث الأمم المتحدة اليوم بصفته قائداً للثورة!! فهل يمكن لأحد إنكار أن المنشق هو علي محسن وليس علي الجائفي مثلاً وأن سبب الانشقاق ليس حماية المعتصمين بل حماية مصالح خاصة بعيدة عن الشعب تماماً، وكذا -وهو الأهم- تحقيق بعض الاهداف الموكلة إليه من قبل من كلفوه باحتواء الشباب؟ ثم و هل نصدق أن المنشق يشترط هيكلة الجيش وإقالة هذا وتعيين ذاك في حين أنه عنصر عسكري فاسد سبب ويسبب ضعفاً كبيراً في الجيش؟ إن صدّقنا ذلك نكون حكمنا على أنفسنا بالغباء المطلق وبالتالي الانتحار من الآن.. ولكن وقبل الانتحار دعونا نصنع أرضية مشتركة للتفاهم نبحث فيها عن الهدف الذي يسعى الجنرال لتحقيقه عبر الهيكلة المزعومة !! لنتمكن من إصدار القرار إما رفض الانتحار وإما اعتباره ذهاباً إلى الفردوس الأعلى!!
لا بد من إعادة التذكير ان افتقار الجنرال للتكنولوجيا العسكرية الحديثة أو على الأقل الطائرات المروحية يقودنا وبدون أدنى شك إلى حقيقة عشناها وهي أن الجنرال تأخر في حسم الأمور عسكرياً العام الماضي لصالح جماعة الأخوان التي أرادت الإنقضاض على الحكم بعد ان فشلت جميع أوراقها السياسية والدعائية (السلمية!!) لذلك رأينا مئات الأحداث التي تفجرت ومازالت في تصاعد بدون سبب كان الغرض منها ( كل تلك الأحداث العسكرية التي شكلت نقطة البداية لـ «اللعبة العسكرية»، ونهاية اللعبة السلمية ) هو القضاء على العيب البنيوي لقوات الجنرال محسن مقارنة مع قوة الحرس أو على الأقل خلق موازنة في الجبهتين، وهذا بدوره يقودنا إلى معرفة الغرض الرئيس من الهيكلة .
هيكلة الشقشقة.. لماذا وكيف؟
بما ان الجنرال ضعيف من الناحية البنيوية للأسلحة والمعدات المتطورة مقارنة مع ما يمتلكه من قوة بشرية ودعائية ضخمة فإنه يسعى من خلال الهيكلة إلى إقامة خطة ذكية تسمى» تدوير الأسلحة والقطع والطائرات العمودية وضمها إلى معسكرات تابعة وستتبعه مع الهيكلة «، وهو بالتالي تفريخ كامل لقدرات الحرس الدفاعية والهجومية منها تحديداً الطائرات العمودية والتي لا يمتلكها الجنرال كما يمتلك المدافع وقاذفات الكاتيوشا وصواريخ اللو والاسلحة الرشاشة، والتي هي ما يمتلكه كل معسكر في خط المواجهة الأمامية تقريباً.
لا اعتقد أن الحرس الجمهوري يعرف مدى الفخ المنصوب له من قبل الجنرال محسن وجماعة «الاخوان» وهذا ما يعول على قيادة وزارة الدفاع التي من واجبها منع مخططات الإستيلاء الإخوانية الحزبية والطائفية الظلامية على اسلحة الجيش المتقدمة باسم جيش الثورة المزعوم.
قد يقول البعض إن القصد في الهيكلة هو تدوير وظيفي ولكن هذا ليس حديثاً استراتيجياً، بل إشاعات تهدف لجعل مسألة الهيكلة تبدو عادية فيما هي ليست كذلك.
لابد من الإشارة إلى قضية حساسة تقول إن تمكن الجنرال من السيطرة على قوات الدفاع الجوي بعد تغيير اللواء محمد صالح الاحمر كان كافياً للسيطرة الجوية بشكل نصفي (نصف حرس-نصف قوات جوية). غير أن عين الجنرال محسن لا تذهب بعيداً حينما تركز على طائرات الحرس ومعداته المتطورة وتلك هي القضية الحساسة.
ولكن إذا كان الهدف الجوهري الأول هو محاصصة أو عملية استيلاء وانفراد بالأسلحة المتطورة بما في ذلك الطائرات العمودية وغيرها من الأسلحة المتقدمة.. فهل هناك هدف جوهري آخر؟
الجواب : نعم.. هنالك هدف جوهري ثانٍ و هو محاولة خلق جبهة قوية تكون هي الأقوى في الساحة العسكرية وقادرة حتى على تحقيق انقلاب في دقائق معدودة على سبيل المثال، ولكن في إعتقادي ان هذا السعي الدؤوب والمتكرر والملح لن يكون لانقلاب فقط، بل لما هو أخطر بالنسبة لجماعة الإخوان، بل ان الجماعة بما في ذلك الجنرال وعلى ما يبدو من تصريحاتهم، لديهم مشروع آخر وطارىء، ولابد من مناقشته قبل الحوار ونتائجه، وقد اكون مبالغاً حين اقول ان الجنرال ينوي إنهاء الحركة الحوثية في حرب مدمرة في الأيام القادمة وكذلك الدفاع عن مصالحه النفطية في الجنوب بالقوة ، وإبعاد شيء يسمى مساومة مع أي طرف كان، ولكني لن أكون مبالغاً حينما أقول إن الجنرال محسن هو رجل مرحلة مهمته شرذمة اليمن بهذه الصورة أو تلك، وبالنسبة للحوثيين الذين يخدمون الجنرال بالقول على أنه عدوهم ! فهم لن يكونوا هدفاً لعلي محسن ولن يفكر بالقضاء عليهم خاصة وقد كان بإمكانه القضاء عليهم في الحروب الأولى ولكنه كان يبيع لهم الأسلحة.
وبالتالي فإن الحقيقة التي نستطيع استنتاجها الآن هي أن مهمة الجنرال شرذمة اليمن فقط وفتح أبواب الصراع التي كلما أغلق باب منها نجده يقص الشريط لفتح باب آخر.
كلمة أخيرة..
في بلد مثل هذا تكون الديمقراطية فيه عبارة عن حصان طروادي لهدم الحصن من داخله لابد من تجاهل الديمقراطية، او على الاقل تقنينها تماما كما فعلت امريكا حينما تعرضت لهجمات ارهابية اعلنت بموجبها حالة الطوارىء القصوى وفرضت اجراءات صارمة تجاه مواطنيها، وكذلك كامل اوروبا مع انهن دول مستقرة ولا يعانين أي تهديد خارجي، بخلاف اليمن- مثلاً- التي هي ليست مستقرة وليست بعيدة عن مطامع الاحتلالات والتقسيمات التقزيمية . والسؤال الملح الان هو : أما يحن الوقت للرئيس عبدربه منصور هادي لإعلان حالة الطوارىء المطلقة خاصة في ظل وجود أحصنة طروادية إيرانية وأمريكية وقطرية وووو....الخ وفي ظل وجود تمردات وحروب وتفجيرات وانفلات امني وعمليات تخريب منظمة ؟؟.. نعتقد اننا بحاجة الى رؤية أكبر وتلك رسالة لمن يريد ان يعمل بحق وليس كأولئك المتباكين خلف العدسات نهاراً والرقص وهز أوساطهم ليلاً على أنغام الشرق الأوسط الجديد فوق بلاطات بني عثمان وطهران والدوحة ويدسون رؤوسهم في الرمل حينما تحل الكوارث مثل النعام، مع أننا نشاهد مؤخراتهم واضحة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27625.htm