د./ علي مطهر العثربي -
< يأتي الحديث عن تفعيل الأداء التنظيمي في مختلف تكوينات المؤتمر الشعبي العام خلال الشهر الكريم من باب الإيمان المطلق بأن رمضان استراحة المؤمن الذي يراجع نفسه ويقيّم أفعاله وأقواله من أجل الاستفادة من النجاحات والبعد عن الاخفاقات، وهي في حقيقة الأمر وقفة إيمانية تتجلى فيها سمات الانسان الذي أمره الله سبحانه وتعالى بإعمار الأرض واستخلافه بما يرضي الله ويحقق الخير والسعادة للانسانية بعيداً عن الجور والحيف والكيد الذي اعتاد الانسان أن يبرره على غيره، والمؤتمر الشعبي العام الذي ينطلق من الميثاق الوطني الدليل النظري السياسي والفكري المستنير يشد دائماً على الاستفادة من الأجواء الروحانية والنفحات الايمانية في شهر رمضان من أجل المزيد من البناء والإعمار.
إن المرحلة القادمة من الحياة السياسية المعقدة تحتاج من المؤتمر الوقوف أمام مستجدات الواقع المعاش والتركيزعلى القضايا الحيوية التي ينبغي على المؤتمر أن يكون فاعلاً ومؤثراً فيها لصالح الإرادة الكلية للشعب، ويجد المؤتمر الشعبي العام في شهر رمضان الكريم الفرصة السانحة لالتئام مختلف التكوينات التنظيمية ابتداءً من الجماعة التنظيمية وانتهاءً برأس الهرم التنظيمي بهدف إحياء ليالي هذا الشهر الكريم وخلق حالة من التكافل والتضامن الذي يحقق الوئام ويعزز الوحدة الوطنية ويخفف من جور المعاناة التي يتكبدها المواطن من غلاء المعيشة.
إن المؤتمر الشعبي العام يجد في الشهر الكريم الفرصة السانحة الأكثر أهمية أمام الاغنياء ليقدموا للفقراء ما أوجبه الله سبحانه وتعالى عليهم في أحوالهم، وهنا تتجلى المعاني والدلالات الانسانية في معاني التكافل والتضامن، وهذا النهج الذي ينطلق منه المؤتمر الشعبي العام ليس غريباً عليه على الاطلاق، لأن المؤتمر الشعبي العام نشأ على مبادئ الاسلام عقيدة وشريعة وانتهج الوسطية والاعتدال في حياته السياسية والإيمانية وضرب أروع الأمثلة في ترسيخ قيم الدين الاسلامي الحنيف.
|