الإثنين, 30-يوليو-2012
الميثاق نت -    د./ علي مطهر العثربي -
< يبدو أن البعض من القوى السياسية يقرأ التاريخ قراءة علمية تحقق المعرفة وتخلق الوعي المستنير لتقديم المفيد النافع، فالبعض مع الاسف يقف عند نقطة واحدة من مراحل التاريخ ويتذكر ما كان له من المكانة والهيبة والنفوذ والاستعباد للآخرين، ولم يقف عند الآثار السلبية التي تعمد ممارستها على الشعب من المخالفات والانتهاكات التي جعلت الناس يعيشون في ظل الثالوث المخيف، وهو الفقر والمرض والجهل، وكان هذا الثالوث الخبيث المحرك الأساس لاندلاع الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر»، فقد كان أحرار اليمن يركزون في كيفية القضاء على ذلك الثالوث الذي سحق الشعب ثم الانتقال الى التحرر من الاستعمار البريطاني الذي جثم مع الثالوث على صدر أبناء اليمن الواحد.
إن دراسة التاريخ السياسي بعناية تتطلب التجرد من الاهواء والنزعة الفئوية والعنصرية، والبعد عن البحث عن الذاتية الانانية، والاعتماد على الموضوعية والحيادية العلمية والانحياز الى الحقيقة وحدها من أجل استخلاص العبر والعظات وتقديم النتائج المفيدة لتصحيح مسارات بعض القوى السياسية لكي تتخلص من سلبيات ماضيها، وتدرك أهمية احترام حق الشعب في امتلاك السلطة والتخلص من الاعتقادات الوهمية التي خلفت الجور والحيف على الشعب وسامته سوء العذاب.
إن دراسة التاريخ السياسي بعناية فائقة هي البداية العملية لصناعة مجد جديد وإضافة صفحة جديدة في تاريخ الألق اليماني الذي تفاخر به الاجيال، وقد سعدت باتجاه المؤتمر الشعبي العام الذي اعتمد هذه المنهجية العلمية من اللحظة الاولى لتكوينه الشعبي التي مكنته من التخلص من النظرة الأنانية والذاتية والتحرر من جور الإملاءات غير السوية، لأنه انطلق من الشعب وآمن بشكل مطلق بحق الشعب في امتلاك السلطة، ولم يرضخ للأهواء الفردية والادعاءات غير المشروطة.
إن المؤتمر الشعبي العام بانطلاقه من الإرادة الشعبية وانحيازه المطلق لحق الشعب في امتلاك السلطة جعله الأداة الحقيقية المعبرة عن قوة الإرادة الشعبية التي تقدس الحياة الموحدة الواحدة الآمنة والمستقرة، كما أن إيمانه المطلق بالمشاركة السياسية الواسعة في الحياة السياسية لكل القوى الفاعلة في ساحة الفصل الوطني المستنير مهما اختلف معها في وجهات النظر قد جعله معبّراً حقيقياً عن الإرادة الكلية التي تستمد قوتها من الإرادة الإلهية.
إن المؤتمر الشعبي العام لم يجعل كل ما سبق مجرد شعار يزين به صورته أمام الآخرين على الاطلاق، بل قدم تجربة فريدة في الحياة السياسية من خلال إيمانه المطلق كذلك بقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وهي قاعدة شرعية تمثل جوهر الاسلام عقيدة وشريعة، التي اعتمدها المؤتمر الشعبي العام في الميثاق الوطني تحت عنوان بارز تضمن باباً كاملاً فيه وهو الاسلام عقيدة وشريعة، ولذلك فإن التجربة التي قدمها المؤتمر الشعبي العام في الحياة السياسية مليئة بالمواقف التي رقت الى مستوى الوطن واتصفت بالتضحيات الجسام من أجل الصالح العام، وسأترك للمنصفين من النخب الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية الحديث عن تلك المواقف الوطنية التي صنعت ألقاً ومجداً يمانياً جديداً تجسد روح التفاني والاخلاص لوحدة الوطن اليمني الكبير ونبذت الذاتية والأنانية الفاجعة.
إن المؤتمر الشعبي العام بنظريته السياسية ثاقبة الابعاد الدينية والوطنية والانسانية مدرسة ينبغي الرجوع اليها في الحياة السياسية، ولا اعتقد أن منصفاً كائناً من كان ينكر هذه الحقيقة، ولنا في أحداث الأزمة السياسية التي فرضت على اليمن منذ بداية 2011م وحتى اليوم القدرة في معرفة التاريخ الناصع الذي التزمه المؤتمر الشعبي العام وقيادته الوطنية وتغليبه للمصالح العليا للوطن فوق المصالح الأخرى، ولذلك أشد على أعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام القول بالمزيد من الالتزام بالثوابت الوطنية وعدم التفريط فيها خدمة للدين والوطن بإذن الله.




تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27733.htm