الثلاثاء, 31-يوليو-2012
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
< الصحف الصفراء سوق سوداء للشائعات والأخبار الكاذبة، وحتى الصحف الملونة تقع في أخطاء شنيعة عندما تستخدم للمكايدات السياسية. المعروف أن الخبر له مصدر حقيقي ومسمى، وهذا مصدر قوته والثقة به إذا كان المصدر محترما وموثوقا به، بينما أخبار الصحف التي نتكلم عليها يدبجها مخزنون حسب الطلب ولا يحسنون حتى سبكها حيث تلطم الفقرة التالية فقرة سابقة، والقارىء يستطيع اكتشاف ذلك الكذب والتناقض بسهولة. وأحيانا تتكفل الصحيفة نفسها بذلك، حيث تنشر إلى جانبه خبرا يناقضه، أو خبرا يكذبه في اليوم التالي.
أغبياء الذين يشكون بذكاء القارىء.. يستطيع أن يدرك أن هذه شائعة أو قصة خبرية مفبركة وكاذبة.. وقد تصمد ليوم لكنها تفتضح في اليوم التالي عندما يبان كذبها.. منذ عام وصحف الإصلاح وعلي محسن تنقل للجمهور أخبارا عن انشقاق وشيك في المؤتمر الشعبي.. وتنقل له اخبارا مصنوعة من قبيل أن الرئيس السابق سافر.. الرئيس السابق سيسافر.. الرئيس السابق طلب من الدولة الفلانية استضافته.. الرئيس السابق سافر خفية للإقامة الدائمة في البلد الفلاني.. الرئيس المخلوع سافر للإقامة في البلد الفلتاني لمدة عامين.. عشر سفن غادرت ميناء الحديدة تقل الرئيس المخلوع وأفراد عائلته مع أثاث وسيارات مصفحة ومدرعة....
فما الذي صح من هذه الأخبار العدوانية خلال عام ويزيد؟ لا شيء لأنها كذب وشائعات صممت لأهداف محددة فلم تصدق ولم تحقق أهدافها..
ولأن الأمر كله شائعات وأخبار كاذبة تسبك حسب الطلب، فلا ذكر لمصدر معين.. دائما يحيلون الأمر إلى مصدر مجهول أو غير موجود أو متخيل، مثل: قال مصدر مقرب.. علمت الصحيفة من مصدر مطلع..علمت الصحيفة من مصادرها (دون تسمية مصدر واحد). أو ذكر قيادي مؤتمري رفيع طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع (وليس في الموضوع حساسية) أو أكد للصحيفة مسؤول كبير في الوزارة فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح..
وبذلك تكون الصحيفة قد صنعت شائعة أو قصة خبرية كاذبة محملة برسالة كريهة مقصودة، دون أن تتلقى عتابا أو تصحيحا أو ردا أو شكوى من المصدر الذي كذبت عليه، لسبب بسيط هو أن المصدر المكذوب باسمه غير موجود أصلا لكي يرد أو يصحح أو يكذب.. إذ عندما تنسب صحيفة ما لشخص أو مصدر معين ومسمى خبرا كاذبا أو كلاما لم يقله عادة ما يبادر بنفسه إلى التكذيب أو النفي ويطلب التصحيح أو يلجأ إلى القضاء إذا كان متضررا، ولكي تتجنب الصحيفة ذلك تدبج قصصها وأكاذيبها على لسان مصدر غير موجود، ولكي تعوض عن هزال الخبر ذي المصدر المعلول تقول:” طلب عدم ذكر اسمه.. فضل عدم ذكر اسمه...”


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27734.htm