الثلاثاء, 31-يوليو-2012
الميثاق نت -   سمير النمر -

< ظل المؤتمر الشعبي العام طوال الفترة السابقة ومازال يمثل التنظيم السياسي الأكثر جماهيرية والأكبر تمثيلاً في ميدان العمل السياسي في البلاد نظراً لتكوينه الفكري والسياسي الذي يقوم على مبدأ الوسطية والاعتدال إضافة الى أنه تنظيم سياسي نابع من عمق المجتمع اليمني بقيمه وأفكاره وتوجهاته ولم يتكون على أسس طائفية أو عنصرية أو مذهبية كما هو حال الأحزاب الأخرى في الساحة،

ولهذا نجد المؤتمر الشعبي العام التنظيم الوحيد الذي يقف على مسافة متساوية من كل فئات المجتمع بمختلف مذاهبهم وأفكارهم وتوجهاتهم وهذه المميزات التي يحملها المؤتمر الشعبي العام هي التي جعلته التنظيم السياسي الأكثر حضوراً بين جماهير الشعب اليمني في الماضي والحاضر وهذا بحد ذاته هو الذي جعل التجمع اليمني للاصلاح ينظر الى المؤتمر الشعبي باعتباره العائق الوحيد الذي يقف أمام طموحه ومشروعه الأيديولوجي في الماضي والحاضر والمستقبل، ولذلك فقد عمل بكل الطرق والاساليب على تفكيك المؤتمر الشعبي العام وتشويه سمعته سواء عن طريق الدفع بعناصر الاصلاح للانضمام للمؤتمر ومن ثم العمل على خلخلة المؤتمر من داخله من خلال عناصرهم المدسوسة أو من خلال الدخول في تحالفات مع المؤتمر لتصفية خصوم الاصلاح السياسيين أومن خلال إفساد الحياة العامة والسياسية وتحميل المؤتمر الشعبي العام نتائج هذه السياسات .. هذه الاساليب والمحاولات التي دأب عليها الاصلاح ضد المؤتمر منذ وقت مبكر لم تؤتِ أكلها ولم يتحقق للإصلاح مراده وأهدافه، بل ظل المؤتمر الحزب الأقوى والأكثر جماهيرية رغم الأخطاء التي وقع فيها ورغم حملة الاستهداف التي طالته سواء من داخله أو من خارجه، وما إن اندلعت الأزمة السياسية في البلاد التي أشعل فتيلها الاصلاح ومراكز القوى حيث اعتبروها الفرصة المناسبة لاسقاط النظام ومن ثم اسقاط المؤتمر والإجهاز عليه وحله على غرار ما حصل للحزب الوطني في مصر.
وبهذا تخلو لهم الساحة من أجل تحقيق حلمهم ومشروعهم الايديولوجي الشمولي الذي طالما اعتبروا المؤتمر الشعبي العام هو العقبة الوحيدة التي تحول دون تحقيق حلمهم ومشروعهم ورغم حجم المؤامرة وبشاعتها الا أن المؤتمر استطاع أن يجتاز هذه المحنة رغم الضربات الموجعة التي تعرض لها، باءت كل محاولات الاخوان المسلمين بالفشل الذريع أمام ثبات وصمود أعضاء المؤتمر وقياداته وأنصاره.. بعد توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني الذي حصل فيها الاصلاح وشركاؤه على أكثر من نصف حقائبها وبعد انتخاب رئيس جديد للبلاد اتخذ الاصلاح أساليب جديدة تتناسب مع المرحلة الجديدة ضد خصومه السياسيين وعلى رأسهم المؤتمر الشعبي العام.. بعد أن فشلت أساليبه في اجتثاث المؤتمر وحله ولذلك لجأ الاصلاح الى أساليب جديدة لأنه يدرك أن المبادرة الخليجية لم تحقق له ما يصبو اليه من تفرد بالسلطة يتمكن من خلالها من تحقيق مشروعه الايديولوجي الشمولي، وهذا المشروع لن يتحقق له الا من خلال تصفية عدد من القوى السياسية باعتبارهم خصوماً للاصلاح، وأهم هذه القوى المؤتمر الشعبي العام والحوثيون والحراك الجنوبي.. بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام لجأ الاصلاح الى أساليب جديدة ضده بعد أن فشل في حله، وتتلخص هذه السياسة التي يتبعها الاصلاح حالياً ضد المؤتمر في أساليب الضغط السياسي على قيادات المؤتمر واشتراط اعتزالهم العمل السياسي من المؤتمر كشرط أساسي لدخول الاصلاح الحوار الوطني.
وهذا الاسلوب الجديد الذي يتخذه الاصلاح ضد قيادات المؤتمر من أجل تغييرهم ودولة غربية، وبهذا الاسلوب يستطيع الاصلاح أن يسيطر على المؤتمر الشعبي العام من خلال تغيير القيادات غير المرغوب فيها بالنسبة له وتبني قيادة جديدة للمؤتمر الشعبي العام يدعمها الاصلاح والإدارة الامريكية من وراء ستار وتحمل مواصفات وتوجهات التجمع اليمني للاصلاح، وبهذا الاسلوب يستطيع الاصلاح السيطرة على المؤتمر من خلال التبني وعلى إثرها يتمكن بطريقة غير مباشرة من صياغة وتوجيه أعضاء المؤتمر وفقاً للنهج الفكري والايديولوجي للإصلاح، وبهذا يصبح المؤتمر أحد أجنحة الاصلاح الذي سيستخدمهم ضد خصومه المذهبيين والسياسيين كالحوثيين والحراك الجنوبي، وهذا الاسلوب الذي يتخذه الاصلاح لم يعد خافياً على أحد بل أصبح واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء وما على قيادات المؤتمر الا أن يتنبهوا لهذا الخطر وهذه المؤامرة التي يقودها الاصلاح ضد المؤتمر.
أما القوة الاخرى التي يريد الاصلاح القضاء عليها فهم الحوثيون والذين أصبحوا الشغل الشاغل لهم، ومن يلاحظ تصريحاتهم ورسائلهم الاعلامية تجد أنهم في حالة من الاستنفار والسعار ضد الحوثيين سواء من خلال إثارتهم للفتن الطائفية والمذهبية أو التحريض على شن حرب جديدة على الحوثيين أو غيرها من الأساليب التي يتبعها الاصلاح والتي تصب في خدمة الهدف الذي يسعون اليه وهو القضاء على الحوثيين، وهذا الهدف لا يمكن أن يتحقق لهم الا من خلال إثارة المشكلات والنعرات الطائفية والمذهبية وإشعال حرب جديدة في صعدة، ولهذا فالإصلاح يحاول بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة أن يجر الدولة الى حرب جديدة في صعدة، وبهذا تكون الدولة قد قدمت خدمة جليلة للإصلاح في قضائها على الحوثيين وقد لا يستبعد أن يقحم الحرس الجمهوري في هذه الحرب التي يريدها الاصلاح ضد الحوثي، وبهذا فإن الاصلاح استطاع ان يرمي عصفورين بحجر، ويحقق هدفين الهدف الأول القضاء على الحوثيين والهدف الثاني يتمثل في إنهاك قوات الحرس الجمهوري في هذه الحرب، وإفساح المجال لعلي محسن ومليشيات الفرقة للسيطرة على الوضع داخل البلاد برمتها، وكذلك الامر بالنسبة للحراك الجنوبي، فالاصلاح الآن يخوض حرباً سياسية وميدانية على الحراك الجنوبي وقد يستخدم عناصر القاعدة في حربه ضد الحراك الجنوبي من خلال دخولهم الى المناطق ذات الأغلبية الحراكية مثل الضالع ولحج وغيرها من المناطق ومن ثم ضرب الحراك في معاقلهم بحجة الحرب على القاعدة والارهاب، واعتقد أن هذه الاساليب لم تعد مجرد افتراضات بل أصبحت واقعاً بالفعل، ومن يتابع الاحداث في الجنوب سواء في عدن أو لحج أو الضالع يدرك تمام الإدراك أن هذا المخطط الذي يقوده الاصلاح ضد الحراك الجنوبي يجري على قدم وساق.
وفي الأخير أتمنى من قيادة الدولة ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي أن يدرك هذا المخطط وأن لا يجعل اليمن ضحية لمؤامرات الاصلاح وأسيادهم، كما أتمنى من قيادات المؤتمر الشعبي العام أن يتنبهوا لهذا المخطط القذر الذي يجري تنفيذه حتى لا تغرق اليمن في بركة من الدماء.


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27739.htm