بليغ الحطابي -
بدا الأمين الجديد عبدالقادر هلال أمين العاصمة وكأنه يبحث عن عاصمة في كومة من القمامة والمخلفات وتركة ثقيلة من التحديات والمنغصات المتنوعة التي تحول دون الوصول إلى عاصمة عصرية، تواكب احتياجات التقدم والتطور..
مشكلة العاصمة وكثير من مدننا اليمنية ليس في الفساد المستشري الذي ينخر في جسد إدارات المكاتب التنفيذية وبالذات الخدمية فحسب.. أو في الازدحام المروري والاختناقات والبساطين أو في عمال النظافة الذين يناضلون انتصاراً لحقوقهم.. أو في الزحف العشوائي والتوسع العمراني الذي وصفه الدكتور عبدالكريم الإرياني ذات يوم بالخطر الداهم الذي يهدد العاصمة، والذي حذر ايضاً من «المافيا» المتلاعبة بالقرارات والإجراءات التي تتخذ للحد من ذلك.. كما أنها ليست في الفوضى والعشوائية والتصرفات العبثية اليومية.. فجميع كل ذلك وغيره لايمكن ضبط ايقاعاته وحركته وتحصينه من الاختراقات دون ايجاد وعي وتكريس فكر يعزز من استمرارية الفعل والتفاعل الحقيقي، وليس من «أبو شريحتين»، والمحافظة على الصورة الجميلة المراد تحقيقها لعاصمة نموذجية لليمن تكون واجهته الحضارية والتاريخية.
نُذكر أميننا «هلال» بحملات كثيرة وإجراءات أكثر لإزالة المخلفات والاستحداثات البنائية والمظاهر العشوائىة من الشوارع، وأخرى للنظافة والتنظيف ورفع مئات الاطنان من القمامة، فضلاً عن وعود الاهتمام بالتخطيط العمراني والحضري السليم للمناطق والأحياء الجديدة، ونقل المنشآت الصناعية ومسببات التلوث وأيضاً المكاتب الخدمية المسببة للازدحام إلى خارج العاصمة..
لكن لاجديد.. مازلنا نعيش ذات الحال والواقع إن لم يكن أسوأ.. وهو كذلك بالنسبة للمدن وعواصم المحافظات الأخرى..
جهاز فني
مهمة أمين العاصمة هلال ليست باليسيرة كما أنها ليست بالصعبة.. وكل ما يحتاجه هو الصدق في التعاون وتحمل المسؤولية بكل تفان.. فما آلت إليه عاصمة اليمن ليس بالهين.. كما أن ما تحتاجه خطة «هلال» للعاصمة هو جهاز فني وإعلامي محترف تسند إليه مهمة تغيير سلوكيات المجتمع وحشد طاقاته وقدرات مواطنيه باتجاه انجاح هذه الخطة، والتوعية بواجبات الفرد تجاه المجتمع.. وحتى لا نطيل.. فهذه فكرة نضعها أمام أمين العاصمة.. حتى لا تظل الأعمال والجهود كمن يحرث في البحر..
[email protected]