الإثنين, 06-أغسطس-2012
الميثاق نت -  «الميثاق»- أبين: -
استشهد وأصيب ما لا يقل عن 78 شخصا في عملية ارهابية للقاعدة استهدفت منتصف ليلة يوم الأحد، في منطقة باتيس بمحافظة أبين، تجمعاً للجان الشعبية في مراسم عزاء بوفاة نجل شقيق رئيس اللجان بمدينة جعار، عبداللطيف السيد.وجاءت هذه العملية الانتحارية في ابين بعد نصف ساعة من مصرع خمسة وإصابة سادس من إجمالي 9 من عناصر القاعدة كانوا على متن سيارة (لاند كروزر) استهدفتها غارة جوية في وادي (سر) بضاحية مديرية القطن بمحافظة حضرموت، بينما اكدت وزارة الدفاع إن انفجار العبوة الناسفة التي خلفت قتيلاً وجريحاً مساء الجمعة في سوق جنوب العاصمة صنعاء «حدث جنائي وليس لتنظيم القاعدة علاقة به».
إلى ذلك كشف وكيل محافظة ابين، احمد غالب الرهوي تفاصيل الجريمة الارهابية التي نفذها تنظيم القاعدة في منطقة باتيس اثناء مراسم عزاء هاشم عارف السيد الذي توفي السبت متأثرا من اصابته قبل يومين في اشتباكات بمدينة جعار، وهو نجل شقيق رئيس اللجان بجعار، عبداللطيف السيد، الذي انشق عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وأنصار الشريعة التابعة له، العام الماضي وانضم للقتال الى جانب القوات الحكومية ومقاتلي اللجان لاخراج عناصر القاعدة من محافظة أبين.
وقال وكيل محافظة ابين في حديث لـ»الميثاق» ان اكثر من 46 شهيدا سقطوا في الجريمة الارهابية وما لا يقل عن اثنين وثلاثين جريحا معظمهم في حالة حرجة، وان من بين القتلى الناتج عن انفجار عبوتين ناسفتين زرعتا في الجهتين المتقابلتين- الشمالية والجنوبية - لقاعة العزاء، ثلاثة اشقاء لرئيس اللجان الشعبية، وشقيقهم الرابع عبدالسلام اصابته خطرة، إضافة الى استشهاد ثلاثة اشقاء هم علي وفضل وفتحي الحوشبي ورابع ابن شقيقتهم مصاب، وضمن القتلى عضو المجلس المحلي لمديرية خنفر واثنين من مرافقي وكيل محافظة ابين «الرهوي».. مؤكداً ان سقوط العدد الكبير من الضحايا يعود الى ان العبوتين انفجرتا في وقت متتابع، حيث انفجرت الاولى في الجهة الشمالية من قاعة العزاء وبينما كان الحاضرون يركضون هاربين نحو الجهة المقابلة- الجنوبية- انفجرت العبوة الثانية التي كانت مزروعة في هذه الجهة، ما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى، بالإضافة ضخامة العبوتين والمواد المتفجرة التي صنعت منهما.
وأضاف: «لقد واجهنا صعوبة في انتشال الجثث وإسعاف الجرحى الى مستشفيات عدن لعدم وجود سيارات اسعاف في المحافظة، وحتى لا ننتظر حتى تأتي سيارات الاسعاف من مدينة عدن اضطررنا اسعافهم بسرعة ونقلهم على سيارات مكشوفة».
وفي حين اتهم الرهوي تنظيم القاعدة بالوقوف وراء العملية الارهابية، حمل مسئولية التقصير حكومة الوفاق الوطني وعلى رأسها وزارة الداخلية التي- حد قوله- تتحمل مسئولية الجريمة كونها لم تتجاوب مع مطالب السلطة المحلية بتوفير جهاز أمني لفرض هيبة الدولة والقيام بالمسئولية الامنية للمحافظة وملاحقة عناصر القاعدة الذين لا يزالون يتواجدون بمختلف اسلحتهم داخل مدينة جعار ويتحركون بكل حرية.. وقال: «لم نجرأ التخاطب معهم لعدم وجود قوة امنية تعمل على ملاحقاتهم وتفتيش احياء مدينة جعار».
وابدى وكيل محافظة ابين، استياءه من صمت وزارة الداخلية وعدم استجابتها لمطالبهم في توفير الجهاز الأمني لمحافظة ابين كقضية رئيسية لعودة الحياة والاستقرار بعد تحريرها من عناصر القاعدة.
وقال انهم واجهوا صعوبة في اسعاف الجرحى الى مستشفيات عدن لعدم وجود سيارات اسعاف في المحافظة، وبدلا من الانتظار لسيارات الاسعاف تاتي من مدينة عدن اضطررنا الى نقلهم على متن سيارات مكشوفة، كما واجهنا صعوبة في تجميع اشلاء وجثث الشهداء.
وأضاف» العناصر الارهابية لا تزال موجودة في مدينة جعار ونحن طالبنا بتوفير قوات امنية وجهاز امني وتكلمنا بشكل رسمي وعلني ولم يسمعنا احد وطرحنا هذه القضية في الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء في مدينة عدن عقب تحرير محافظة ابين، وكذلك في اجتماعنا مع وزيري الدفاع والداخلية عند حضورهما الى ابين وطرحنا عليهم ان توفير الجهاز الامني وإعادة الاجهزة الحكومية للعمل في محافظة ابين من الاولويات الاساسية التي يحتاجها المواطن في ابين.
وتابع قائلاً: «مادام لا يوجد جهاز أمني ولا منطقة أمنية في محافظة ابين لا يمكن ان يطمئن الناس في العودة الى بيوتهم وأعمالهم بأجهزة السلطة المحلية».
مشيراً إلى انه مضى الى اليوم اكثر من شهرين على تحرير ابين من عناصر القاعدة ولم تستطع الحكومة توفير امن للمدينة ولم يتجاوب احد معنا.
لافتاً الى ان إنشاء منطقة امنية وتوفير القوة الامنية اللازمة لمحافظة أبين، تعد اولوية رئيسية لأنه بدون وجود الامن لن يطمئن الناس على حياتهم والعودة الى المحافظة او الى عملهم في المكاتب الحكومية، وقال» لكن لم يستجب أحد لمطالبنا».
وقال الرهوي: إن الاعتداء الارهابي الذي وقع امس الاول والتهديدات المستمرة من قبل القاعدة لكل مسئول حكومي او من له علاقة بالحكومة- يجعلنا انا وغيري من مسئولي السلطة المحلية في محافظة ابين غير مستعدين للعمل بعد اليوم مع دولة لم تتجاوب مع مطالب واحتياجات الناس في المحافظة وتسارع في توفير جهاز امني يؤمن على الاقل حياتنا من استهداف الإرهابيين.
واعرب عن مخاوفة من ان العملية الارهابية ستؤدي الى مقاطعة المواطنين حضور المناسبات الاجتماعية خشية ان يتعرضون الى عملية من هذا النوع ما دام الإرهابيون باستطاعتهم استهداف أي مكان وأي شخص بعملياتهم الارهابية في ظل غياب الاجهزة الامنية.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27832.htm