الثلاثاء, 14-أغسطس-2012
الميثاق نت -   م/ يحيى القحطاني -
يناقش مسلسل «همي همك4»الذي يبث في شهر رمضان على قناة السعيدة للعام الرابع على التوالي، قضية ظلم أحد المشايخ لأبناء قريته في منطقة تهامة، حيث بساطة الناس وخضوعهم لسلطة الشيخ أكثر من أي سلطة أخرى، ويظهر في المسلسل شخصية الشيخ «طفاح» الذي لاتفوته أي شاردة أو واردة في القرية ولا يتم أمر إلا بموافقته، ويقوم بنهب المال العام من خلال استيلائه على أموال بناء مدرسة خصصتها الدولة للقرية وعلى عيادة القرية و الذي حولها إلى عيادة خاصة لابنه الفاشل ،وإستيلائة على أموال المواطنين النقدية والعينية،
كل تلك القضايا والأحداث يتم مشاهدتها في المسلسل الذي تم تصويره في تهامة التي شهد لها التاريخ بكفاح أهلها الذين رفضوا الانصياع للطغيان والظلم وأثبتوا انهم على قدر عالٍ من المسئولية، وليعلم هؤلاء أن كل ما يحدث في تهامة يعتبر قنبلة موقوتة, وأولها نهب الأراضي والذي تُعطى كهدية للمسئولين وتوزع أراضيها بصورة فيها إهدار لحقوق المواطنة، إضافة إلى الظلم والاستبداد الذي يمارسه بعض المشايخ ضد أبناء تهامة. فأمثال هؤلاء من المعيب علينا كدولة وشعب ومنظمات المجتمع المدني أن نتركهم يسرحوا ويمرحوا وينتهكوا حقوق الغير، فأمثالهم لا يستحق كلمة شيخ ولا حتى الاحترام و علينا تعريتهم حتى ينظروا لأبناء جلدتهم من منظور إنساني بعيد عن التسلط والتبعية, والمشاهد لأوضاع تهامة يجد أن بعض مشايخها لا يولدوا من رعاياهم أحرار بل عبيداً ليصبحوا لقمة سهلة للمتنفذين والبساطين للأراضي، فالبرلماني صخر الوجيه أحد أعضاء البرلمان المنتخبين عن دوائر محافظة الحديدة لدورات عديدة، ويرأس منظمة برلمانيون يمنيون ضد الفساد (يمن باك)،وعضو لجنة التنمية والنفط بالبرلمان وكانت له مواقف قوية في انتقاد الفساد المالي والإداري قبل تولية حقيبة وزير المالية العام الماضي ،وكما قال شاعر اليمن الكبير عبد الله البر دوني كل الناس طيبون، حتى يصلوا إلى السلطة، والذين كانوا مثاليين خارج السلطة فبمجرد وصولهم إلى السلطة صاروا واقعيين وبرجماتيين وصيادي فرص، هكذا جرت العادة إن المعارض يتطبع بطباع الحاكم بعد الوصول إلى السلطة عادة وقبلها أحيانا ودون أن يشعر،فمنذ تولي(طفاح الوجيه)وزارة المالية قام بتوقيف صرف العلاوات السنوية والتسويات المستحقة لموظفي الدولة من عام 2005م وحتى نهاية 2011م ونخن اليوم في منتصف عام 2012م والتي اعتمدت من ضمن موازنة 2012م وصدر فيها قرار من رئيس الجمهورية، وكون الطبع غلب التطبع فقد أصر على عدم صرف تلك العلاوات المستحقة لمئات ألآلاف من الموظفين الغلابة على أمرهم تحت مبررات واهية وكاذبة(تفجير أنبوب النفط في مأرب)وكأن الموظفين هم المسئولين عن تلك التفجيرات للأنبوب،بينما قام الوزير(طفاح الوجيه) باعتماد أكثر من ثلاثة عشر مليار للشئون القبائل وبداء بتوزيعها عليهم.
ونتيجة لما يعانيه أغلب الموظفين من ألارتفاع المستمر للأسعار والراتب الشهري محلك سر والتسويات موقفة والعلاوات السنوية مجمدة قام موظفي رئاسة الوزراء بتنظيم وقفة احتجاجية ضد (طفاح المالية)مرددين شعارات ضده(ياطفاح أرحل أرحل الراتب بأسبوع يكمل) فما كان منه إلا مغادرة مجلس الوزراء محتجا على الموظفين لأنهم وصفوة باسم طفاح وكان يظن وبعض الظن إثم أن الموظفين لا يعرفون الأخطاء والتجاوزات المالية والإدارية التي وقع فيها ألأخ/طفاح الوجيه منذ تولية وزير للمالية، حيث قام بتعيين مدراء تنفيذيين من خارج السجل الوظيفي للوزارة واستغلال سيئ للسلطات في عمليات إقصاء واستهداف سياسي وتحويل الوظيفة العامة إلى ملكية خاصة يوهبها وفق معيار القرابة ألأسرية والانتماء السياسي ولوا على حساب الكفاءات ألإدارية والفنية ومبدأي ألأقدمية والأحقية في شغل تلك المواقع، حيث قام أخيرا بإصدار قرارا إداريا بتعيين نجله أحمد صخر عباس الوجيه بوظيفة مدير في الوحدة التنفيذية لإدارة كبار المكلفين في مصلحة الضرائب، وهي الإدارة المعنية بمتابعة تحصيل الضرائب من كبار التجار والشركات، والتناقضات التي وقع فيها فقد عرف النائب صخر الوجيه بتوجيه انتقادات حادة للحكومات السابقة في قضايا الفساد المالي والإداري والإنفاق الحكومي واستغلال إيرادات النفط والضرائب، فعندما حاولت حكومة المهندس علي مجور رفع الدعم عن المشتقات النفطية عام 2010م قال هناك قاعدة خاطئة تقول «حيثما وجد الدعم يوجد فساد وأنا أقول حيثما توجد إدارة فاسدة يوجد فساد» بدليل أن دولا عظمى كاليابان تتصارع هي والولايات المتحدة، لأن الأخيرة تضغط عليها لرفع الدعم عن المزارع الياباني الذي يزرع الأرز، بينما الولايات المتحدة تدعم مزارعي القطن والحبوب» واليوم طفاح الوجيه يطالب برفع الدعم بينما كان أشرس مدافع عنه فما الذي تغير؟ فهل تغير صخر إلى طفاح أم تغير الديزل والبترول؟ كان صخر يقف تحت نفس القبة مدافعا شرسا على بقاء الدعم، واليوم يقول الوزير(طفاح الوجيه)»إن خزينة الدولة لم تستفد من رفع سعر الدبة الديزل إلى مبلغ(2000ريال )كونها بالمقابل خفضت سعر البنزين للدبة الواحدة من 3500ريال إلى مبلغ(2500ريال)»وتعالوا نستمع مرة أخرى إلى تناقضات(صخر الوجيه)المعارض مع الوزير(طفاح الوجيه)حيث قال عام 2008م «البعض يقول إذا رفعنا الدعم سيخفّ التهريب وبالتالي ستتحسن إيرادات الدولة وكأن خزينة الدولة مسيطر عليها من أجهزة الرقابة، والسؤال الآن: هل صارت خزينة الدولة مسيطر عليها حالياً لمجرد أنك صرت وزيراً للمالية؟ ياصخر الوجية لقد قلت ذات يوما عندما كنت عضو برلمان(إن الذي يستطيع أن يسرق الديزل وهو مادة يستطيع أن يسرق البنكنوت من الخزنة)أليس كلما نقلناه سابقا كان من أقوالك المتناقضة من النائب(صخر الوجيه)وبين الوزير(طفاح المالية).
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27935.htm