عبدالرحمن مراد -
مجبر «1»
تصدقوا بالله يا اصحابنا بين أبصر أي واحد مطوع وبين أهرب منه، هؤلاء الناس اللي يلبسوا ثوب أبيض قصير وسروال لوما كعب القدم ويسبلوا اللحية ويحفوا الشوارب وقصدهم أن التشبه بالأولين في الشكل قده عين الفلاح ويقرّب الجنة لا عند أقدامهم، وعاد يستعجلوا حين يتمنطقوا بالأحزمة الناسفة، ويتفجروا بين خلق الله من سب يزفوهم بالهيدة والزامل الى الحور العين في مقصورات الجنة.
فكر خوارجي له قرون من الزمن وهو يبيح قتل المسلمين، ولا قدرنا نغير فيه شيء وكل شغل فقهاء المسلمين منحصر في باب النجاسة والطهارة وباب النكاح ولا واحد منهم حاول يعيد الاعتبار لهذا الدين ولا لعقلانيته وإنسانيته ورحمته ولا لقيمته الجوهرية في إنقاذ العالم، والمنجز الوحيد للفقهاء هو تخريج إنسان في صورة حزام ناسف وشكل عبوة ناسفة يبعث فينا الخوف قبل الأمن والسلام احنا المسلمين قبل الأجانب اللي ارتسم الاسلام في أذهانهم في صورة مسلم متفجر وعدو للحياة والسلام، وأصبح في أذهانهم مرادفاً للموت وللإرهاب والدمار والخراب.. صدقوني ما بش واحد يشاهد واحد من أولئك وإلا ويشعر بالخوف، القضية أصبحت ترهيب وتنفير أكثر منها ترغيب وتبشير، وما ظني أنها قضية دينية وبحث عن تحكيم شرع الله بقدر ما هي شغل مخابراتي أمني واضح تديره قوى انتهازية تسعى جاهدة في الوصول الى السلطة لأنه ببساطة يا اصحابنا الجماعات الدينية والعقائدية ما تقتل حد يعصي الأوامر ويرفض تفجير نفسه بس في موضوع أبين وأنصار الشريعة الموضوع ثاني أكثر من حادث تداولته وسائل الإعلام عن تنفيذ إعدام في حق أشخاص رفضوا يتفجروا في الأماكن العامة ويقتلوا المسلمين بدون ذنب.. يعني الشغل الأمني والمخابراتي بدا يظهر بوضوح في السلوكيات والممارسات.
أيش يمنع هذي الجماعات من شغل السياسة بدل من استخدام ورقة الإسلام فقد تشوه الاسلام بأفعالهم، وبعدين ما ذنب الناس يقتلوا في الأماكن العامة وفي مجالس العزاء كما حدث مؤخراً في أبين وباسم الدين والاسلام وحاكمية الله.
عندالله وعندكم يكفي الاسلام ما قد حصل ويحصل، والله ان الاسلام دين عظيم ما به سخا، وما يحصل باسمه حرام..
مجبر «2»:
اللي يتأمل في الواقع اليمني الثقافي والسياسي وحتى الاجتماعي يصل الى نتيجة مذهلة ومفادها أن أصحابنا لديهم القدرة على النجاح بس المشكلة بمجرد يوصلوا الى القمة يصابوا بالدوران وما تراهم إلا وقد هم سفل الوادي حالة من الانحدار والسقوط اللاإرادي يقعوا فيها للمه؟ ليش يحصل هذا الكلام؟ ولا حد داري.
اللي مش مصدق هذه النتيجة عد اضرب له مثل معاش وهو المسلسلات الرمضانية مش ملاحظين أنه إذا نجح «كيني ميني» مثلاً تزيد تفعل مثله الثاني والثالث والرابع ومثله «عيني عينك» ومثله «همي همك» وهلّم جرا، تعدم علينا الاسماء وما به الا نكرر الشيء لوما نسقط في السفاسف والابتذال وعاد مشكلة «همي همك4» هذا العام عويصة فقد أساء المسلسل الى المواطن اليمني إساءات بالغة وقدمه كساذج وعنصر قادم من العصور السحيقة وصوّره في صورة مبتذلة، ولا فن ولا موضوع والدراما مفقودة، وكله خبيص في خبيص، وأجمل ما فيه أنه ينشر بلبلة فهد القرني اللي كان يجفل بها على النظام السابق وأثبت أن المعارض في اليمن لا يبحث إلا عن فرصة للتعبير عن وجوده والبطولات التي يذبحها الإعلام ليست إلا وهم كبير وزيف وتضليل، والملاحظ أنّ كل الذين تشدقوا بالقضايا الإنسانية الكبرى، زمان سكتوا أمام القضايا الإنسانية الكبرى التي تواجه الوطن في الآونة الأخيرة بعد أن وصلوا الى الحكم.. أما لهم فحلال وأما لغيرهم فحرام، يا خبرة الله واحد، ومحد يوزن بمكيالين.. وربنا يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر، كلام نسمعه كل جمعة من الخطباء منذ عمر بن عبدالعزيز حتى الآن وأصبح عادة محد يعمل به.. وهانا تقع مشكلة الأمة.. أو مه؟
فنقلوها شوية.
مجبر «3»:
سبحان الله العظيم، النار تشتعل وتتحول رماد تذروه الرياح، والثورة تشتعل وتتحول كساد وكله إلى زوال وما يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
اللي يتوهم أنه قادر بمجرد حركة وبلبلة وإخلال بالنظام العام والقانون الطبيعي يصنع متغير ويقود ثورة حضارية متقدمة لا أقول إلا أنه يعيش في أبراج عاجية وينفصل عن حقائق الواقع الموضوعية وقد دلّ الواقع على كساد الثورة اللي يقولوا عليها ويرفعوا شعارها يعني ما بش ثورة، ولا هم يحزنون، اللي حصل في 2011م تدمير وخراب كل منجزاته أنه وسّع من دائرة التشظي ودائرة الفقر، ودائرة البطالة، ودائرة الجوع، وحوّل الوطن الى أنفال وغنائم يتقاسمها أصحاب النفوذ والأحزاب والجماعات المنسجمة على بعضها.. والشعب وحده من يدفع ضريبة كل تهوّر الساسة ونزقهم وطموحاتهم المشروعة وغير المشروعة.
اللي يقرأ التأريخ يعرف أن حركة التحولات العظمى في حياة الأمم بدأت بثورة ثقافية وهي وحدها من قادت الى المتغيرات في حياة الأمم.. أما ما حدث في نهارات الربيع العربي فلم يتجاوز لعبة الشطرنج التي أتقن محترفوها لعبتها فتصدرت المشهد الشعبي كثورات ولم يدل واقعها إلاّ على صورتها البشعة التي فاقمت من المعاناة وزادت جرح الشعب العربي إتساعاً.
الله يعين الشعوب اللي واقعة تحت سندان الساسة الأغبياء ومطرقة المصالح الذكية التي تعرف من أين تؤكل الكتف.
تشتو الصدق احنا بحاجة إلى قراءة منظومتنا الثقافية ومراجعة عثراتنا الحضارية من أجل نستوعب حركة التاريخ والامتداد الحضاري ونستوعب ذواتنا نحن ويكفي نكرر مهازل التاريخ والثورات العقيمة.