علي عمر الصيعري -
بعد أن أدى صلاة “التراويح” في مسجد”ابن خلدون”الواقع في حافة “البدو” بضاحية المكلا”الديس”ليلة الخميس الماضي الحادي والعشرين من رمضان المعظم الموافق 9أغسطس الجاري ،استقل سيارته الـ”برادو” البيضاء متجها بها صوب رصيف الضفة الشرقية من خور المكلا ليركنها على مسافة من جسر المشاة الذي يربط المكلا بالشرج ، ومن ثم يبدأ ممارسة رياضة المشي في اتجاه المكلا كعادته في كل ليلة من ليالي رمضان.
لم يدر العميد الركن عمر سالم بارشيد، مدير كلية الأركان والقيادة بالعاصمة صنعاء،أن يد الغدر كانت تتربص به في تلك الليلة المشئومة ،فبدأ رياضته المعتادة ؛وحين عاد إلى سيارته عند الحادية عشرة من تلك الليلة وشغّل محركها ،بعد أن أوصد أبوابها،انفجرت مشتعلة ومحدثة دوياً أرعب المارة. ،وبشجاعة الجندي ودربته ،تمكن العميد بارشيد من الخروج منها والنيران تشتعل فيه ليهرع المارة لإنقاذه إلى المشفى حيث فارق الحياة شهيدا تحف به ملائكة الطهر والنقاء.. تغمده الله بوسيع رحمته وأدخله جنته.
هز هذا الحادث الإجرامي الجبان أبناء المكلا وحضرموت قاطبة لما عرف عن الشهيد من دماثة أخلاق وحسن معشر وعلو منصب ناله بكفاحه وعرقه ، كما عرفته أنا صديقا ودودا وفيا وضابطا شجاعا مخلصا لمسئوليته وذا مواقف عسكرية مشرّفة لوطنه . غير أن مما حز في نفوسنا تجاهل وزارة الدفاع وتقاعسها عن إصدار بيان في الحال يندد بذلك الفعل الإجرامي ، في الوقت الذي اهتمت بحادث تفجير مقر دائرة للإصلاح بصنعاء في نفس اليوم ،الأمر الذي ولَّد شكوكا لدى أبناء حضرموت في خبايا هذا الحادث، فانهالت التعليقات في مواقع “النت” منددة بهذا الموقف ، إذ كتب الزميل صلاح العجيلي قائلا: (تابعنا وانتظرنا صدور بيان وزارة الدفاع عند الساعة الثانية من صباح الجمعة ولكن وزارة الدفاع اليمنية بخلت على العميد بارشيد إصدار بيان نعي رغم مروراكثر من 3 ساعات على وقوع الحادث الإرهابي الذي اقلق ساكني مدينة المكلا وأرعبهم جراء شدة الانفجار ولم يهز شعرة واحدة لا في جسد الوزارة ولا هيئة الأركان العامة ولا قيادة المنطقة العسكرية الشرقية”) .
أخيرا لا نملك إلا القول في حق الشهيد البطل : سلام عليك يوم ولدت ، ويوم استشهدت ،ويوم تبعث مع الشهداء والصديقين ، وشُلّت يد الغدر والخيانة .
قال الشاعر :
غاض الوفاء فما تلقاه في عِدَةٍ
وأعوز الصد في الأَخبار والقسمِ
( المتنبي )