سمير النمر -
< مضت أكثر من سنة ونصف على اندلاع الأزمة السياسية التي افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤهم تحت مسمى ثورة «ثورات الربيع العربي» التي تم هندستها في البيت الابيض الامريكي وتل أبيب، وتولى تنفيذ خططها الاخوان المسلمون في عدد من الشعوب العربية واستطاعوا تحريف مسار التغيير عن وجهته الحقيقية التي تعبر عن آمال وطموحات الشعوب وحولوها لخدمة اهدافهم ومخططاتهم الشمولية وبدعم ومساندة من الادارة الامريكية، وما حصل في مصر وليبيا ويحصل الآن في سوريا اكبر دليل وشاهد على هذا المخطط الذي يتقنه الاخوان المسلمون في اليمن بدأ نفس المخطط وتحت مسمى ثورة شباب وسيطر الاخوان المسلمون على حركة الاحتجاجات ووجّهوها لما يخدم مسارهم الذي رسموه، ولكن الامور اختلفت في اليمن كثيراً عما حصل في مصر وليبيا وانتهى الأمر بتسوية سياسية بين فرقاء العمل السياسي تحت مسمى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
ولم يستطيعوا ان يسقطوا النظام ويجتثوا المؤتمر الشعبي العام كما حصل في مصر وتونس وليبيا لأن صمود اعضاء المؤتمر الشعبي العام من خلال خروجهم في مظاهرات واعتصامات حاشدة طوال الأزمة لتأييد الشرعية الدستورية هو الذي حال دون تحقيق مخططات التجمع اليمني للاصلاح وشركائهم في اجتثاث المؤتمر الشعبي العام وإقصائه من الحياة السياسية ولذلك مايزال هدفهم في اقصاء اعضاء المؤتمر الشعبي العام مستمراً بطرق واشكال متعددة، سواء عن طريق اقصائهم من الوظيفة العامة، او نعدها من الاساليب التي يستخدمونها وفقاً للظروف المتاحة لهم، ولهذا ينبغي توجيه رسالة تذكير لاعضاء المؤتمر وانصاره بما حصل لهم من قبل التجمع اليمني للاصلاح لعل الذكرى تنفعهم حتى لاينخدعون مرة اخرى..
ثورة الاصلاح لم تكن ثورة ضد الفساد ومن أجل اصلاح اوضاع الشعب المختلفة لان الواقع الذي نعيشه بعد وصولهم الى السلطة، يكذب ادعاءاتهم، ولكن ثورتهم كانت على المؤتمر الشعبي العام وانصاره لأن ما عمله الاصلاح ضد اعضاء المؤتمر طوال الازمة الى اليوم لايمكن ان يُنسى، وعلى كل مؤتمري ووطني شريف ومخلص ان يسجل كل جرائمهم وأساليبهم التي مارسوها ضدهم طوال الازمة من أجل ان نتذكرها كل لحظة وحتى لانخدع مرة اخرى بأساليبهم الملتوية الماكرة، كما يجب علينا في نفس الوقت ان نطلع الأجيال القادمة على جرائمهم واساليبهم الملتوية حتى لايقعوا فريسة سهلة في شباكهم ويخدعوهم كما خدعونا ومكروا بنا طوال عقود مضت، لقد وصفوا اعضاء المؤتمر وانصاره خلال الازمة بأقبح الالفاظ ومارسوا ضدهم كل اساليب الترهيب والقتل والإرهاب بمختلف أنواعه فكنا في نظرهم مجرد بلاطجة وفاسدين ومرتزقة، واعتدوا على مؤسسات الدولة وقطعوا الطرقات وأفتوا بقتل جنود الامن والجيش ووصفوهم بأنهم حرس عائلي وخاضوا معارك مقدسة بنظرهم ضد معسكراتهم في نهم وأرحب وابين وقتلوا عدداً كبيراً منهم فلا تكاد تخلو قرية أو مدينة في انحاء اليمن إلا وفجعت باستشهاد ابنائها على أيادي الغدر والخيانة من مليشيات الاصلاح والفرقة وأولاد الأحمر، وهذه الجرائم التي ارتكبوها ليست مجرد اتهامات بل حقائق واقعية عرفها الجميع واعترف بها قادتهم من مليشياتهم كأمثال المدعو منصور الحنق الذي قال: انهم يهاجمون معسكرات الحرس بحجة حمايتهم للشباب في ساحة الجامعة بصنعاء، جرائم الاصلاح لم تقف عند هذا الحد بل وصلت الى فرض عقاب جماعي على الشعب من خلال ضرب أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط، وعندما لم تحقق هذه الاساليب شيئاً امام صمود الشعب اليمني، قاموا بارتكاب جريمة ارهابية ستظل وصمة عار تلاحقهم عبر التاريخ وهي جريمة تفجير جامع النهدين التي استهدفت قيادة الدولة في أول جمعة من رجب من أجل تحقيق اهدافهم الاجرامية،، ولكن لطف الله بالقيادة السياسية وبالشعب اليمني حال دون تحقيق مخططهم الاجرامي، الذي لو تحقق لهم لانزلقت البلاد في أتون حرب اهلية تأكل الاخضر واليابس، ولكن الله خيب آمالهم وخرجت البلاد من محنة طاحنة كادت ان تقع وخرجنا بأقل خسائر ممكنة تمثلت في تسوية سياسية فيما يسمى بالمبادرة الخليجية وبإجراء الانتخابات الرئاسية وحصلوا بموجب هذه المبادرة على رئاسة الحكومة ونصف مقاعدها، رغم ذلك مازال مسلسل التحريض والاقصاء ضد اعضاء المؤتمر مستمراً من خلال قرارات الاقصاء ضد كوادر المؤتمر من الوظيفة العامة ومن خلال اساليب الترهيب ضد اعضاء المؤتمر بتهديدهم إما الانضمام اليهم وتنفيذ مخططاتهم او خسارة مواقع الوظيفة، هذا النهج الاقصائي الذي يتبعه الاصلاح لم يقتصر على اعضاء المؤتمر، فقط، بل تجاوز ذلك الى شركائهم في الساحات ممن لايحملون نفس توجهاتهم كالحوثيين والشباب المستقلين والحراك الجنوبي، حيث مارسوا ضدهم كل اساليب الترهيب والاقصاء سواء داخل الساحات أو خارجها ابتداء من الاعتداء على الناشطة اروى عثمان وزميلاتها في ساحة الجامعة ومروراً بحربهم ضد الحوثيين في الجوف واعتدائهم على شباب الحراك الجنوبي في عدن والمكلا وغيرها من المناطق، ومازال المسلسل مستمراً ضد كل من يختلف معهم في الرأي والاسلوب، كل هذه الاساليب والاعتداءات التي مارسها ويمارسها الاصلاح ضد أعضاء المؤتمر وضد شركائهم في الساحات احدثت سخطاً شعبياً كبيراً ضد الإصلاح بسبب اساليبه الاقصائية مما جعل تجمع الاصلاح يعيش حالة من العزلة السياسية والاجتماعية عن بقية مكونات الشعب اليمني، وهذا الشعور بالعزلة التي يعيشها تجمع الاصلاح جعله الآن يتخذ اساليب وتكتيكات جديدة لكسر حالة العزلة التي يعيشها، بدءا بتنفيذها في عدد من المناطق والمحافظات، هذا الاسلوب الجديد الذي يظهر به الاصلاح حالياً تمثل في اتخاذ خطاب جديد تصالحي وودي يخاطب به اعضاء المؤتمر الشعبي العام واصفاً اياهم بأنهم المؤتمريون واعزاء على الاصلاح وانهم اخوة لهم ومسلكنا واحد وهدفنا واحد من أجل التوحد لمواجهة القوى الاخرى الموجودة على الساحة، وبدأوا يوجهون دعوات لاعضاء المؤتمر بحضور فعالياتهم وأمسياتهم.. هذا الخطاب الودي الذي بدأوا يظهرون به لاشك انه لايمكن ان ينطلي على اعضاء المؤتمر لينخدعون به، كما ان هذا الخطاب لاينطلق من قناعة وايمان بهذا المبدأ وانما فرضته الضرورة السياسية وحالة العزلة التي يعيشونها من أجل تحقيق اهداف معينة لكي يستخدموا المؤتمريين كورقة لتصفية حسابات معينة ضد شركائهم الامس في الساحات وخصومهم اليوم في الميدان، وليس حباً في اعضاء المؤتمر ويظنون اننا مغفلون وغير مدركين لألاعيبهم وتكتيكاتهم الماكرة ليستغفلونا بخطابهم المعسول وكأن كل ما حدث ضد اعضاء المؤتمر وابناء الشعب اليمني طوال فترة الازمة ليس الا طيف احلام مر علينا وليست جرائم مازالت دماء ضحاياها لم تجف بعد، وأنات جرحاها لم تهدأ، والمسلسل مازال مستمراً، فهل يمكننا ان نصدق اساليب الاصلاح وألاعيبهم المكشوفة وانهم بين ليلة وضحاها تحولوا من وحش كاسر يريد ان يلتهم ويدمر كل شيء الى حمل وديع يتصنع بالحب والاخاء والدعوة الى التوحد لبناء اليمن الجديد الذي دمروه بالأمس ومازالوا بإصرار وإمعان شديدين، فكيف يمكننا ان نصدق ادعاءاتهم وهم من انقلبوا بالامس القريب على شركائهم في ساحة واحدة وخيمة واحدة، وبعد كل ما عملوه ويعملوه في حق الشعب اليمني من دمار وتخريب وقتل وتحريض واثارة فتنة وصراعات «فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين» واذا كنتم تريدون من المؤتمر ان يصدق ادعاءاتكم فلماذا رفضتم كل دعوات الحوار والاخاء والجلوس على مائدة واحدة لمناقشة قضايا الوطن التي ظل المؤتمر يدعوكم اليها طوال سنوات مضت فرفضتم وأمعنتم في الرفض وظللتم تسيرون في طغيانكم تعمهون، ولم تلبوا هذه الدعوات واخذتكم العزة بالإثم وادخلتم الوطن في نفق مظلم تجرع فيه الشعب من الويلات والخراب والدمار مالانستطيع ان نصلحه خلال عشرين عاماً، وقمتم بتغيير كل شيء جميل في هذا الوطن وفجرتم في خصومتكم حتى وصل بكم الامر الى إفساد العلاقة حتى بين الاب وابنه والاخ واخيه، فما لكم كيف تحكمون، وكبر مقتاً عند الله ان تقولوا مالاتفعلون.. «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم