الميثاق نت - حوار/ محمد أنعم - عبدالملك الفهيدي: -
قال الدكتور أحمد عبيد بن دغر الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام: إن المؤتمر يخوض تجربة متميزة في هذه المرحلة تجعله في قيادة العمل الوطني والسياسي والفكري في البلاد، وأن المؤتمر صاحب الريادة في الإنجازات التي تحقّقت للوطن خلال الثلاثين عاماً الماضية، كما أنه صاحب التجربة الرائدة والقائد خلال المرحلة السابقة.
وأكّد بن دغر في حديث لـ«الميثاق» وتنشره في عددها الصادر غداً: أن حضور المشترك احتفالية تأسيس المؤتمر هو "تواصل لنهج المؤتمر ونوع من أنواع المشاركة التي نريد أن تعزّز العلاقة مع الاخوة في المشترك وخاصةً في الائتلاف الحكومي حيث ونحن معهم مسئولون عن البلاد الآن، وأوكلت إلينا معاً إدارة البلاد في هذه الأزمة ويجب أن نحرص على أن يكونوا موجودين معنا ويكون صوتهم مسموعاً وإن شاء الله المؤتمر سيشاركهم في احتفالات مماثلة".
وشدّد بن دغر على أن "المؤتمر لن يقبل بأي تفكير من شأنه إسقاط الوحدة أو التمترس حول مواضيع لم يعد بالإمكان التمترس حولها، وأن الجمهورية والوحدة هي السقف الأعلى بالنسبة للمؤتمر أما ما يتعلّق بأطروحات بناء الدولة نحن سنتفهمها".
وأكّد الأمين العام المساعد أنه لا يوجد خلاف أو رؤى متناقضة أو متصارعة بين الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر وأمينه العام، والزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر ومؤسّسه، وهناك تكامل بين الزعيمين وليس تعارضاً والذين يريدون أن يخلقوا هذا التعارض أو التناقض واهمون.
حوار/ محمد أنعم- عبدالملك الفهيدي
< بداية نهنئكم بالعيد الثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وبهذه المناسبة كيف تقيمون تجربة المؤتمر خلال ثلاثة عقود من مسيرته الوطنية؟
- أولاً أجدها فرصة لنهنئ زملاءنا وأخوتنا أعضاء وقيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام بهذه المناسبة، كما نهنئ أبناء اليمن في كل مكان على اعتبار أن المؤتمر كان ولايزال يمثل الوجه المشرق للتجربة الوطنية السياسية في بلادنا.. نحن في قيادة المؤتمر نعتقد أن المؤتمر صاحب الريادة في الانجازات التي تحققت للوطن خلال الثلاثين عاماً الماضية، كما أنه صاحب التجربة الرائدة، وهو القائد خلال المرحلة السابقة وصاحب الميثاق الوطني الوثيقة التي ظلت ومازالت حتى الآن نبراساً يهتدي به الجميع في نشاطنا الوطني والديمقراطي والاجتماعي.. المؤتمر حزب مميز في تأسيسه وفي تجربته ومتميز في قيادته للعمل الوطني، ويتذكر الجميع أن بداية تأسيس المؤتمر كانت في تشكيل لجنة الحوار الوطني ثم اللجنة التحضيرية ثم المؤتمر التأسيسي، حيث أنيط بلجنة الحوار واللجنة التحضيرية إنجاز وثيقة الميثاق الوطني والتحضير للمؤتمر.
وقد نجحت لجنة الحوار في التوافق على الأفكار الرئيسة التي مثلها الميثاق وهي أفكار تمت بصلة عميقة الى تراثنا الوطني وديننا الاسلامي وعروبتنا والى ميراثنا الثقافي والاجتماعي في اليمن على مدى عقود طويلة .. الميثاق في حقيقته حتى إذا كان برنامجاً وطنياً خلال العقود الثلاثة الماضية فإنه مازال يمدنا حتى الآن بأفكار ومفاهيم ورؤى نعتمد عليها في صياغة مواقفنا السياسية في الوقت الحاضر، اعتقد أن المؤتمر في هذه المرحلة يخوض تجربة متميزة وهذه التجرية في هذه المرحلة تجعله في قيادة العمل الوطني والسياسي والفكري في البلاد.. كل المتغيرات التي حدثت كان المؤتمر الشعبي العام في قلبها كحزب سياسي ووطني يجمع معظم الكفاءات الوطنية في البلاد ويضم في عضويته معظم المناضلين الذين ضحوا من أجل ثورة سبتمبر واكتوبر وحققوا وحدة اليمن في 22مايو 1990م كما أن المؤتمر تنظيم رائد في مجال التنمية والبناء السياسي والديمقراطي وكثير من الإنجازات التي نشاهدها الآن على الساحة الوطنية شمالاً أو جنوباً جاءت بفعل القيادة الحكيمة للمؤتمر الشعبي العام والمتمثلة بالزعيم علي عبدالله صالح.. والمرحلة التي نحن فيها ايضاً تؤكد أن المؤتمر الشعبي العام أعطى خيرة ما لديه من كوادر، ولعل الأخ المناضل الكبير عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- يقع في قلب هذه الإنجازات كلها.. فهو نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام وأمينه العام وهو أبرز قيادات المؤتمر الشعبي العام التي أفرزتها المرحلة، كما أنه الرئيس التوافقي وهو المؤمل عليه أن يخرج اليمن من أزمتها الراهنة.. جميعنا ندين للرئيس علي عبدالله صالح ولعبدربه منصور هادي بالكثير من التقدير والاحترام والعمل المثابر معهما الى جانب كوادر المؤتمر الأخرى.. المؤتمر هو الحزب الذي ضحى كثيراً من أجل اليمن وعبدالعزيز عبدالغني هو مثال لهذه التضحية البارزة للرجل الصبور والحكيم والهادئ والاقتصادي البارز الذي ترأس أكثر من حكومة وأكثر من عمل ومؤسسة وهيئة خلال الثلاثين عاماً الماضية، هناك اسماء كثيرة لا يسعني أن أذكرها الآن لكني متأكد أنها قد شكلت أنموذجاً للمناضل المواطن اليمني الجسور المدافع عن وحدة وطنه وأمنه واستقراره.. وأتمنى في هذه المناسبة للجميع الخير والسعادة ولدي إحساس بأن المستقبل سيكون وضاء بوجود المؤتمر الشعبي العام وبمشاركته الفاعلة في الحياة السياسية.
< ما الرسالة التي يحرص المؤتمر على أن يوجهها من خلال هذا الاحتفال الكبير بذكرى تأسيس المؤتمر؟
- أولاً بهذه المناسبة نريد أن نؤكد لجماهير شعبنا اليمني العظيم أن الرسالة السياسية والاعلامية والتنظيمية والشعبية هي ذات الرسالة التي كنا قد أكدنا عليها خلال الفترة الماضية وجاءت على لسان الاخ الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر والاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ومفادها.. اننا في المؤتمر الشعبي العام نؤكد موقفنا الى جانب التسوية السياسية التي تؤدي الى إخراج البلاد من الأزمة .. فنحن مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. نحن مع الشرعية الدستورية الممثلة بفخامة الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ونحن مع وحدة الوطن وأمنه واستقراره .. ونحن مع صياغة دولة مدنية حديثة بكل ما تعنيه من تفاصيل.
< باعتباركم رئيس اللجنة التحضيرية للاحتفال.. هل تم تحديد عدد المشاركين في الحفل؟
- نعم، هناك أكثر من سبعة آلاف مشارك ومشاركة من أعضاء المؤتمر وقياداته البارزة سوف يحضرون الاحتفال الذي سيقام الاثنين بالذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر.. بالتأكيد القائمة تشمل اللجنة الدائمة الرئيسية وكل أعضاء المؤتمر العام السابع، إضافة الى بعض الشخصيات الوطنية والاجتماعية والسياسية والدينية والتي كانت صاحبة السبق في الحياة السياسية وكانت قريبة من المؤتمر الشعبي العام، أو كانت لها مواقف وطنية.. المؤتمر الشعبي العام يتشرف بحضورها ومشاركتها بهذه الفعالية.
احتفال فقط
< نلاحظ من خلال التحضير الاهتمام الكبير بهذه الفعالية.. فهل سيكون هذا احتفالاً أم مؤتمراً عاماً للمؤتمر؟
- الفعالية التي ستقام الاثنين هي مناسبة احتفالية بالذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر ومرور ثلاثة عقود على الريادة والتقدم والقيادة المتميزة.. وهذه تستحق إقامة احتفال كبير.
ولقد حرصنا- حتى لا يُظلم أحد- أن ندعو نفس أعضاء المؤتمر العام السابع وكان ذلك وفق قواعد عادلة لضمان مشاركة جميع المحافظات والمديريات وعلى مختلف المستويات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني.. أظن أن المشاركة استندت الى قواعد عادلة.
< دكتور.. هل سيحضر هذا الاحتفال رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر؟
- هذا الأمر متروك لهما.. لكني متأكد أن الزعيمين معنا وفي قلب الحدث.
< وهل ستلقى كلمات في الحفل ولمن؟
- بالتأكيد .. واللجنة التحضيرية حددت مجموعة كلمات.. حيث ستكون هناك كلمة للجنة التحضيرية، وكلمة أخرى للدكتور عبدالكريم الارياني النائب الثاني لرئيس المؤتمر، وكلمة ثالثة للدكتور قاسم سلام، وهؤلاء كما أعرف أصبحوا جاهزين.. وهناك كلمة للمرأة.. كما أن هناك قصيدة شعرية ستلقى بالمناسبة.. وهناك كما يحتمل كلمة لرئيس المؤتمر أو لرئيس الجمهورية ولا أدري بالتحديد من سيلقي الكلمة حتى الآن.
< هل تتوقعون حضوراً كبيراً في الاحتفال رغم الأوضاع الامنية في العاصمة؟
- إذا تكلمنا عن الحضور أقول.. لو نفتح باب الحضور للجميع فسيشارك في هذه الفعالية ما بين 30-40 ألف شخص برغبتهم وبطواعية .. لكننا حصرنا الحضور في إطار قيادة المؤتمر وفي إطار العضوية السابقة للمؤتمر السابع، لأننا لا نريد أن نثقل على الناس من ناحية ومن ناحية أخرى نعرف أن هناك الآلاف المؤلفة من الناس الذين يتعاطفون مع المؤتمر ومع قيادته وخصوصاً في هذه المرحلة وعلى وجه الخصوص..
ولهذا حرصنا على أن نخفف عليهم وأردنا أن لا تتكرر بعض التجارب السيئة السابقة التي كانت تشهد بعض الاشكاليات فيما يتعلق باستضافة المشاركين وطريقة التعامل معهم.. ولذا حرصنا على أن نخفف عليهم من كل الوطنيين المخلصين والاوفياء مع المؤتمر وقيادته أن يتفهموا منا هذا الموقف، وأن يخففوا علينا وعلى أنفسهم وخصوصاً في هذه المعقدة.. علماً أننا حسبنا الجانب الامني بهذا الجانب.. فكلما ازداد العدد كلما ازدادت الاعباء الامنية.. ونعتقد أن أمام مثل هذه الظروف التي تمر بها كلما حصرت المشاركة في إطار أفراد محددين كانت الإجراءات الامنية ناجحة.
المكرمون
< وبالنسبة للقيادات التي سيتم تكريمها بهذه المناسبة.. ممكن تحدثنا عن المعايير التي تم الاستناد اليها في اختيار المكرمين؟
- طبعاً نحن استشرنا زملاءنا السابقين الذين قادوا المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة الماضية ونصحونا بأن يكون هناك مستويان للتكريم .. هناك مؤسسون وعددهم ألف شخص ويصعب علينا تكريمهم في هذه المناسبة.. لكن في قوام المؤتمر هناك ألف وستة أشخاص تقريباً ولديّ المحاضر.. هؤلاء إذا أردنا تكريمهم فذلك يحتاج الى وقت، وهناك أعضاء اللجنة الدائمة الأولى التي انتخبت وهناك أعضاء اللجنة الدائمة التكميلية من المحافظات الجنوبية.. وهناك 25 شخصية..
أقول هؤلاء جميعاً سيتكرمون الا من تركوا المؤتمر الشعبي العام وانتموا الى أحزاب أخرى.
< ما دلالات دعوة المؤتمر لأحزاب المشترك لحضور هذا الحفل.. وهل هذا تأكيد على الوفاق.. وقبوله بالآخر؟
- نحن نريد أن نؤكد أنه ليست لدينا مشكلة فيما يتعلق بحضور الآخرين.. واعترافنا بالآخر هو بالنسبة لنا قناعة وطنية وسياسية سابقة ولاحقة ومتزامنة مع تفكيرنا السياسي.. وإذا أخذنا في الاعتبار أن المؤتمر الشعبي العام نشأ في ظل وجود الآخر »الاسلامي والاشتراكي والقومي البعثي والقومي الناصري وغير ذلك..« أقول لقد نشأ المؤتمر وسط هذا العدد الكبير من الاختلاف في الرأي وفي الانتماء السياسي.. لذا يصبح حضور المشترك في الاحتفال هو تواصل لنهج المؤتمر ونوع من أنواع المشاركة التي نريد أن تعزز العلاقة مع الاخوة في المشترك وخاصة في الائتلاف الحكومي حيث ونحن معهم مسؤولون على البلاد الآن، وأوكلت الينا معاً إدارة البلاد في هذه الأزمة ويجب أن نحرص على أن يكونوا موجودين معنا ويكون صوتهم مسموعاً.. وإن شاء الله المؤتمر سيشاركهم في احتفالات مماثلة.. فإذا حضروا سيكونون محل ترحيب وستكون لهم كلمة ولا حدود عندنا على ما يريدون أن يطرحوه.. بالتأكيد نحن في المؤتمر نتمنى أن تكون كلمة المشترك توافقية تذهب الى المبادرة الخليجية وتلتزم بأسسها ومبادئها والتي تؤكد على ضرورة إنجاز مهام المرحلة وإنجاز التوافق الوطني في أفضل صوره فيما يتعلق بتعزيز وتحقيق أمنيات وتطلعات شعبنا في الحفاظ على الدولة اليمنية الموحدة والامن والاستقرار.
دعوة الحراك والحوثي
< هل سيوجه المؤتمر الدعوة لحضور الاحتفال لقيادة الحراك والحوثيين.. لبدء مرحلة جديدة من التوافق؟
- هذا رأي يمكن أننا لم نتنبه له كثيراًَ.. لكن دعني أقول: إذا حضروا فسيكونون محل ترحيب من قبلنا.
< لماذا لا يتم دعوتهم بشكل رسمي مثل المشترك والسفارات الأجنبية؟
- سوف نرى في هذا الأمر.
< سبق وأن ذكرتم أنه سيتم في هذا الاحتفال توضيح موقف المؤتمر من القضية الجنوبية ومشكلة صعدة وغيرها من الرؤى التي سيطرحها المؤتمر على مؤتمر الحوار الوطني.. ممكن تعطوننا صورة كاملة ذلك؟
- نحن في المؤتمر الشعبي العام أنجزنا وثيقة تتعلق بالقضايا المستقبلية، وبشكل أو بآخر الكلمات التي ستلقى في الحفل ستشير الى أهم ما جاء فيها.. نحن نقول مجدداً إن المؤتمر مع حوار وطني شامل لا يستثنى أحد منه.. ويتم فيه طرح كل القضايا دون حرج.. ونحن مع حوار لا يستثني الحراك ولا المعارضة في الخارج ولا يستثني الحوثي.. ونتمنى أن يحضر الجميع تحت سقف مشترك لا أقل ولا أكثر.. نحن مع دولة مدنية ونظرتنا في المؤتمر للدولة المدنية الحديثة أن تكون قائمة على أسس حديثة.. نعتقد أن الدولة المركزية التي شيدت في عام 1990م تحتاج الآن الى إعادة النظر في قواعدها.. كونها لم تعد قادرة على أن تستوعب هذه التناقضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة.. هذه الدولة التي شارك الجميع في بنائها وليس فقط المؤتمر الشعبي العام حتى لا يقال إن هذا من أخطاء المؤتمر.. بل الجميع شارك في بناء هذه الدولة.. الاصلاح والاشتراكي والقومي وغيرهم..
لذلك نعتقد أن واجبنا الآن هو أن نمضي في اتجاه إعادة بناء الدولة من جديد.. هذه الدولة في تقديري الشخصي يجب أن تكون لا مركزية في أي مستوى من مستويات اللامركزية.. وهذا متروك للمؤتمر وللأخوة في الأحزاب الأخرى للتحاور حوله حتى نصل الى اتفاق.. ونحن في المؤتمر مع معالجة الوضع في المحافظات الجنوبية.. ونعتقد أن المعالجة الصائبة والسليمة والتي تتفق مع طموحات شعبنا في التقدم والحرية والمساواة تأتي في إطار الوحدة.
ولذلك سنؤكد على موقفنا بأننا مع معالجة مشكلات المحافظات الجنوبية بروح أخوية صادقة ونرفض أي شكل من أشكال الإقصاء أو الاستغلال في المحافظات الجنوبية أو غيرها.. وهذا الأمر ينطبق على وضع الاخوان في صعدة.. فالمؤتمر مع معالجة الاوضاع التي نشأت في محافظة صعدة تحت إطار وسقف الوحدة .. ونرفض الاقصاء السياسي أو المذهبي أو الطائفي وأي شكل يكون من شأنه الإضرار بأية فئة من فئات المجتمع.. سنكون منفتحين على أخوتنا في المحافظات الجنوبية وفي محافظة صعدة وليس لدينا خيارات أخرى.. كل ما في الأمر أننا نذكر بأن الوحدة في اليمن لم تتحقق الا في ظل الاستقرار السياسي، في ظل الجمهورية والوحدة.. وأذكر الجميع أنه تاريخياً لم تنشأ أية وحدة على أسس سلمية الا في ظل الجمهورية.. والاخوة في صعدة يعرفون موقفنا هذا.. وقد وصل اليهم أو اعتقد أنه سيصل اليهم على هذا النحو..
بصراحة لن يقبل المؤتمر بأي تفكير من شأنه اسقاط الوحدة.. أو التمترس حول مواضيع لم يعد بالإمكان التمترس حولها.. الجمهورية والوحدة هما السقف الأعلى بالنسبة للمؤتمر.. أما ما يتعلق بالأطروحات التي تتعلق ببناء الدولة نحن سنتفهمها .. ونريد أن نذكر اخوتنا في القوى السياسية والأحزاب أننا سنرفض فيدرالية بين شطرين، وسنرفض فيدرالية طائفية أو مذهبية.. وما عدا هذا.. فأفكارنا السياسية في المؤتمر الشعبي العام قد تم مراجعتها.. وندرك تماماً أن المرحلة تتطلب أن نتخذ مواقف أكثر عقلانية من الواقع الراهن.
لا مشكلة حول الفدرالية
< هل أصبح لدى المؤتمر تصور واضح حول الفيدرالية وعلى كم تكون؟
- ليس لدينا مشكلة حول الفيدرالية على خمسة أو سبعة أو فيدرالية على المحافظات كلها.. لا مشكلة لدينا.. وإنما لابد أن تكون هذه المقترحات محل مناقشة ومراجعة، وإذا ما وصل الحوار الوطني الى أي شكل من أشكال الدولة ما عدا الاستثناء الذي ذكرته، اعتقد أن المؤتمر سيكون مع ما سيتوصل اليه الحوار الوطني..
هذه ليست شروطاً على مؤتمر الحوار الوطني وأرجو ألا تفهم بأنها شروط.. ولكنها بالنسبة لنا في المؤتمر مبادئ سنتمسك بها ونأمل أن نقنع الآخرين بها.. لأن هناك خطراً على النظام الجمهوري إذا ما انحرفت الافكار نحو أي شكل من أشكال النظم السياسية الاخرى التي لم تفرزها مرحلة النضال الوطني منذ خمسين عاماً... ونعتقد أن هناك خطراً من الدعوات التي تطالب بفك الارتباط أو بفصل المحافظات الجنوبية.. لا أظن في نهاية المطاف أن اخواننا في المحافظات الجنوبية سيؤيدون دعوات من هذا النوع.. وربما هذه الافكار تروج الآن في المحافظات الجنوبية لأن الدولة القائمة لا تلبي طموحات المواطنين في تلك المحافظات.. ولذلك يبحثون عن أي مخرج لمشكلاتهم.
نرفض أطروحات الحسني والبيض
< كيف تقرأون عودة قيادة معارضة في الخارج الى عدن بالذات وإصرارهم على التحريض لتحقيق فك الارتباط؟
- نحن نرفض أطروحاتهم فيما يتعلق بفك الارتباط رفضاً باتاً سواء رجع الحسني أو غيره وحتى لو رجع علي سالم البيض، فسنقول له: نحن لسنا مع ما تفكر به فيما يتعلق بفك الارتباط.. لكننا نتوقع أن يعدلوا عن تفكيرهم.. فالواقع مختلف عما يفكرون به وهم يعيشون في منتجعات سويسرا وألمانيا.. الواقع شيء آخر.. لا يمكن تجاهل وجهة نظر 25 مليوناً من أبناء اليمن.. هذه القضية تطرح للمناقشة وسنرى إن كان الشعب سيقف الى جانبنا في وحدة الوطن وأمنه واستقراره أم سيقف الى جانبهم في تمزيق اليمن وتحويله الى كنتونات صغيرة مذلة ومهانة وبلا سيادة..
توحيد الجيش
< كيف يمكن أن يتزامن الحوار مع حمل السلاح وانتشار المسلحين؟
- هذه قضية لابد أن تحسم.. ونحن في المؤتمر نرجو أن يتمكن الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية من توحيد الجيش.. ونؤكد أننا سنقف معه بأية خطوة في هذا الاتجاه، ونأمل أن تشارك جميع القوى السياسية في حوار جدي وإيجابي حول هذا الموضوع يؤدي في نهاية المطاف الى تكوين جيش وطني من كل اليمن وكذا أمن من كل اليمن لا يستثنى منه أحد..
إذا استطاع الرئيس عبدربه منصور هادي أن يفعل هذا وهو يستطيع فإنه سيجدنا في المؤتمر الى جانبه كما وجدناه دائماً الى جانبه.
وقيادة المؤتمر ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر قد أكدت هذا الموقف وكررته اكثر من مرة.
نعم.. لا يمكن أن يتحقق أمن واستقرار أو أن تنفذ المبادرة الخليجية أو حوار في ظل انقسام الجيش ووجود أكثر من عاصمة.. طبعاً هذه المسائل اعتقد أن شعبنا يدركها جيداً، ولذلك نحن ندعم كل القرارات التي أصدرها الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية خلال الفترة الماضية بهدف توحيد الجيش وسندعم أية خطة لما من شأنه إعادة الهيكلة حتى نحصل على جيش وأمن وطني يحقق الاستقرار ويحمي البلد والحقوق والحريات.
< يلاحظ أن الجيش يتعرض للتفكيك، والمليشيات المسلحة تزداد تنظيماً، وشخص يحتجز أكثر من مائة ناقلة نفط خارج صنعاء ولا أحد يستطيع ردعه.. والحديث يدور الآن عن هيكلة الجيش.. ما قراءتكم لما يحدث؟
- هي تحديات المرحلة الراهنة..
< هل الأولى توحيد أو هيكلة الجيش أم القضاء على المليشيات المسلحة..؟
- الآن الأمور كلها يجب أن تمضي في اتجاه واحد.. وتوحيد الجيش يعني في نهاية المطاف القضاء على أي شكل من أشكال امتلاك السلاح لأي طرف كان.
< كيف يمكن إعادة هيبة الدولة..؟
- تبدأ هيبة الدولة بإعادة توحيد الجيش..
< هل تعتقدون أن المؤتمر الشعبي العام قادر في هذه الظروف الصعبة على بناء الدولة المدنية الحديثة؟
- نحن لا نريد القول إننا لوحدنا القادرون على بناء الدولة المدنية الحديثة، ولكن باتفاقنا مع الاطراف الاخرى الفاعلة في الساحة الوطنية.. نعم نستطيع.. نحن في المؤتمر مع عبدربه منصور هادي وكل القوى السياسية الاخرى نستطيع أن نبني الدولة المدنية الحديثة.. ومع ذلك سيظل المؤتمر هو في طليعة الجميع لتحقيق هذا الطموح..
< يدور حديث في الشارع وعبر وسائل إعلام المشترك حول خلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر.. وبحكم قربكم من الزعيمين.. ما حقيقة ذلك؟
- أنا أريد أن أذكّر الجميع بأن علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي لا يوجد لهما شبه .. يعني الاختلاف من سنة الحياة.. الاختلاف في الموقف.. في الرأي.. لكن أن يحمل الزعيمان رؤى متناقضة أو متصارعة.. أقول: لا..
كلنا في المؤتمر الشعبي العام ..فالأخ عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية ونائب رئيس المؤتمر وأمينه العام يساهم في تحديد الرؤى والسياسات التي انتهجها المؤتمر خلال الفترة الماضية أو التي ينتهجها الآن.
والزعيم علي عبدالله صالح هو رئيس المؤتمر ومؤسسه ودوره في تحديد خط المؤتمر ورؤيته قائمة ايضاً..إذاً هناك تكامل بين الزعيمين وليس تعارضاً والذين يريدون أن يخلقوا هذا التعارض أو التناقض واهمون، واعتقد أننا استطعنا أن نحجم مثل هذا خلال الفترة الماضية..
مهمتنا في قيادة المؤتمر الشعبي العام هو مساعدة الزعيمين على تجاوز أية اشكاليات تحصل في المستقبل.
ولا ننسى أن الأخ عبدربه منصور هادي هو رئيس الجمهورية وعنده شرعية وطنية وهو مسؤول عن قيادة البلاد وليس عن قيادة المؤتمر الشعبي العام حتى وان كان أمينه العام..
ولذلك لا نتوقع من رئىس الجمهورية توافقاً كلياً فيما نرى.. فنحن ندافع عن وجهة نظرنا فيما يتعلق بترتيب أوضاع البلاد بعد الأزمة، ويمكن لرئيس الجمهورية أن يأخذ وجهة نظرنا بعين الاعتبار أو يأخذ وجهة نظر الطرف الثاني.. ولابد أن يضع رؤية جديدة لا تتفق مع وجهة نظرنا أو لا تتفق مع وجهة نظر اخواننا في المشترك أو القوى السياسية الأخرى الموجودة في الساحة.
هذا أمر طبيعي وبدهي بالنسبة للأخ عبدربه منصور هادي رئىس الجمهورية.. فمحاولة وضع الأمور على نحو متناقض ومتصارع بين الاثنين لا تبدو لي موفقة، ولا اعتقد انها ستنجح في المستقبل..
< يعني ان وحدة قيادة المؤتمر صلبة ونطمئن أعضاء اعضاء وأنصار المؤتمر وكل جماهير الشعب بأنه لا خلاف بين الزعيمين؟
- نعم، نعم.. أؤكد ذلك والدليل هذه الفعالية الكبرى الكل يرعاه رئىس الجمهورية ورئيس المؤتمر.. ونحن جميعاً نحاول بقدر الامكان أن نتوافق مع وجهة نظر رئىس الجمهورية المسؤول عن 25 مليون مواطن، والمسؤول عن اخراج البلاد من أزمتها.. والذي يراهن عليه بأن يكون الفارس الكاسب في هذه المرحلة.. والقائد الذي وضع الشعب فيه ثقته المطلقة لاخراج البلاد من الأزمة.. وهو مدعوم من كل القوى.. فهو رئىس توافقي..
طبعاً نحن متأكدون ان الزعيم علي عبدالله صالح يتفهم هذا الوضع الجديد ويدركه.. ونحن ديمقراطيون ونقبل بالتداول السلمي للسلطة.. ونحن الذين وضعنا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وعلي عبدالله صالح هو الذي وقع عليها وهو مقتنع بأنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى إحداث نقلة نوعية في حياة البلاد وفي تاريخها ونقطة تحول كبيرة.. وهو أيضاً مقتنع بأنها الطريق الوحيد لاخراج البلد من أزمتها الراهنة ووقف حالة الاحتراب والاقتتال والتناحرات التي اثرت على حياة المواطن المعيشية وأمنه واستقراره..
لهذا فمساهمتنا في المؤتمر ستكون إن شاء الله في المستقبل كبيرة في توحيد الصفوف داخل المؤتمر وخارجه.. فذلك يهمنا ان يتوحد الجميع حول المبادرة الخليجية والحفاظ على الدولة اليمنية الموحدة..
< ما الرسالة التي تودون توجيهها لأعضاء وأنصار المؤتمر بهذه المناسبة.. وما المطلوب منهم للمرحلة القادمة..؟
- بهذه المناسبة أود أن أؤكد اننا حزب منفتح على الآخرين، وعنده الاستعداد للتعاطي مع مشكلات المرحلة بروح متسامحة وان يتفهم وجهة نظر الآخرين.. ولديه الرغبة الحقيقية والأكيدة للدخول في حوار وطني ناجح يحقق الاستقرار ويعزز الوحدة في بلد أنهكته الأزمة واضرت باقتصاده وحياة الناس..
ادعو أعضاء المؤتمر إلى ان يحتفوا بهذه المناسبة كما يجب ان يُحتفى بها وأن يؤكدوا وجهة النظر القائلة: إن المؤتمر الشعبي العام هو حزب الشعب والذي يؤكد ان هدفه الأول هو اليمن وأبناؤها.. كما ان غاية المؤتمر هي تحقيق حياة كريمة لأبناء الشعب فهذا هدف كل أعضاء وأنصار المؤتمر في هذه المرحلة، ونتمنى من الجميع التفاعل مع هذا التوجه المؤتمري.
| 
بن دغر: احتفال مؤتمري غير مسبوق ورسائل تؤكد الالتزام بتنفيذ المبادرة