الميثاق نت -

الإثنين, 03-سبتمبر-2012
سمير النمر -

ها نحن اليوم كأعضاء وقيادات في المؤتمر الشعبي العام نحتفل بمرور ثلاثين عاماً منذ تأسيس المؤتمر الشعبي العام في ظروف بالغة التعقيد وشديدة الخطورة يمر بها الوطن.. وتكمن أهمية هذا الاحتفال ليس في شكله وإنما في مضمونه الجوهري نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد في هذه الفترة الحرجة من تاريخها والتي تتعرض لأبشع وأقذر مؤامرة في تاريخ اليمن الحديث المعاصر كون هذه المؤامرة تستهدف أمن الوطن واستقراره ووحدته وعزته وكرامته وسيادته الوطنية، ويجري الآن تنفيذ فصول هذه المؤامرة على الواقع من قبل قوى داخلية وخارجية.. ويمثل هذا الاحتفال أهمية كبيرة بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام والوطن برمته باعتباره محطة مهمة ينبغي على كل مؤتمري أن يتزود في هذه المحطة بكل ما يحتاجه من طاقة لكي نتمكن من اجتياز طريق صعب نرسم فيه معالم المستقبل الذي يكاد أن يكون مجهولاً ومظلماً، لنحرق فيه بمشاعلنا كل عشاق الظلام الذين يريدون أن يجعلوا مستقبل الوطن مظلماً كظلمة قلوبهم ومجهولاً كجهل عقولهم، حتى نستطيع أن نضيئ للأجيال القادمة ملامح مستقبلهم المشرق الذي يتطلعون اليه في هذا الوطن المجروح من قبل بعض أبنائه العاقين الذين تربوا في أحاضنه وأكلوا من خيراته وتنفسوا هواءه النظيف، ثم ارتدوا ليحملوا سكاكين الغدر والخيانة والعمالة ويطعنوا هذا الوطن في خاصرته ويلوثوا وجهه الناصع بأياديهم الملوثة بأدران العمالة والخيانة ليجازوا وطنهم جزاء سنمار ويمكنوا عدونا من استباحة حرماته المقدسة.
ومن هنا نقول إن المؤامرة التي تعرض لها اليمن منذ أكثر من عام ونصف استطاع المؤتمر الشعبي العام أن يصمد في وجهها رغم الضربات الموجعة التي تعرض لها، وتجاوز المرحلة الأولى من الامتحان بنجاح والتي هدفت الى حل المؤتمر الشعبي العام واجتثاثه من الخارطة السياسية والوطنية، على غرار ما حصل للحزبين الوطني والدستوري في مصر وتونس، لكن المؤتمر استطاع أن يجتاز هذه المرحلة ورغم خروج المؤتمر من تلك المحنة إلاّ أننا نقول إن المؤامرة لم تنتهِ بل مازالت في بدايتها، وما يجري الآن على واقع البلد الاجتماعي والاقتصادي والأمني والسياسي يؤكد ذلك، الأمر الذي يتطلب من المؤتمر الشعبي العام أن يستشعر عظم وحجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه تجاه ما يتعرض له البلد من مؤامرات داخلية وخارجية على مختلف الأصعدة، والاستشعار للمسؤولية الوطنية من المؤتمر لا يتأتى من خلال الشعارات الرنانة واللقاءات والاحتفالات الجوفاء الخالية من المضامين الجوهرية، وإنما من خلال قيام المؤتمر بكافة اعضائه وقياداته بالوقوف مع الذات ومكاشفتها ومراجعة الاخطاء والسياسات الخاطئة وتصويبها التي سلكها المؤتمر في الماضي وتعزيز الجوانب الإيجابية بأسلوب نقدي وعلمي من أجل الخروج برؤية استراتيجية جديدة قادرة على مواكبة المتغيرات المختلفة في البلد ومواجهة التحديات والاخطار التي تتهدد الوطن.. وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث الا إذا قمنا بتعزيز وتفعيل وتجديد العمل التنظيمي بآليات جديدة تتواكب مع حجم المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها الوطن، على أن يكون معيار الكفاءة والنزاهة والقدرة على العطاء المعيار الأساسي في العمل التنظيمي بعيداً عن الارتجالية والعشوائية والمحسوبية والولاءات الشخصية التي لا تخدم العمل التنظيمي.
لذلك فنحن الآن مطالبون كأعضاء وقيادات في المؤتمر الشعبي العام أكثر من أي وقت مضى بتكثيف جهودنا وإثبات صدق ولائنا وإخلاصنا للمؤتمر وأهدافه ومبادئه نظراً للأخطار التي يتعرض لها المؤتمر والوطن على كافة المستويات، وهذا لا يتأتى الا من خلال ترجمة الاقوال الى أفعال وسلوك واقعي، هذا السلوك يتمثل في الوقوف في وجه كل المؤامرات التي تستهدف أمن الوطن واستقراره ووحدته وسيادته الوطنية، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية.
إن الانتماء للمؤتمر الشعبي العام هو انتماء للوطن ولتربته الطاهرة ولعمقه الحضاري الضاربة جذوره في أعماق التاريخ، وصدق الانتماء للمؤتمر يتمثل في الإخلاص للوطن ولقيمه ومبادئه ومصلحته العليا، أما من يقيسون انتماءهم للمؤتمر بمقدار ما يحصلون عليه من مناصب ومكاسب شخصية ونفعية على حساب المصلحة العامة والوطنية، نقول لهم إنكم لا تمثلون المؤتمر ولا يشرفنا أن تظلوا معنا في المؤتمر يوماً واحداً وعليكم أن تلحقوا بأمثالكم من الانتهازيين والفاسدين الذين ظلوا يتسترون تحت عباءة المؤتمر وتساقطوا كما تتساقط أوراق الخريف أثناء الأزمة ليلحقوا بطابور الفاسدين والعملاء من أمثالهم، وبذلك تخلص المؤتمر منهم ومن فسادهم، وإذا كان هناك من لا يزال من أمثال هؤلاء الانتهازيين داخل المؤتمر فعليه أن يلحق بطابور الفاسدين والعملاء لأن المؤتمر لا يمكن أن يقبل من الآن وصاعداً- وهذا ما نأمله- من هم على هذه الشاكلة من الوصوليين والانتهازيين في صفوفه، ولا يمكن أن نقبل نحن كأعضاء في المؤتمر أن يكون أمثال هؤلاء في المؤتمر.
إن الاحتفال بمرور ثلاثين عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام الى هذه اللحظة يحتم علينا أن نكون مدركين بأن المرحلة القادمة أصعب من المرحلة التي مضت نظراً لحجم المخاطر والتحديات التي تواجه بلادنا، الامر الذي يتطلب منا جميعاً كمؤتمريين أن نكون على قدر المسؤولية لإنقاذ الوطن ومواجهة التحديات القادمة، وهذا يتطلب من المؤتمر الخروج برؤية جديدة قادرة على التعاطي مع مختلف الملفات الوطنية الشائكة بروح مسؤولة وبصدق وثبات في المواقف، كما يجب علينا مغادرة عتبات الماضي والاستفادة من أخطائه وإيجاد آليات وطرق جديدة لتفعيل العمل التنظيمي من خلال اعتماد مبدأ اللامركزية التنظيمية والتخلص من المركزية التنظيمية الشديدة التي ساهمت بشكل كبير في ركود وشلل العمل التنظيمي في مختلف القطاعات والمحافظات، كما ينبغي على المؤتمر الشعبي العام أن يمد يده الى كل القوى الوطنية الشريفة الموجودة في الساحة اليمنية بمختلف انتماءاتها الحزبية والأيديولوجية على قاعدة «المصلحة الوطنية العليا للوطن تجمعنا».
أخيراً.. أتمنى من الله أن يكلل هذا الحفل بالنجاح والتوفيق لما فيه خدمة الوطن.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 02-يوليو-2024 الساعة: 05:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28113.htm