الميثاق نت -

الإثنين, 03-سبتمبر-2012
محمد شرف الدين -

< في فترة تاريخية عصيبة استثنائية غير مسبوقة كان يمر بها الوطن اليمني وفي وقت تتقاذفه عواصف أحداث جسام أعاصيرها متسارعة هوجاء أخطارها كادت أن تدفع بأوضاعه الى أتون صراعات وحروب لا نهاية لها في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة والحساسة كان اليمن بحاجة الى قائد من خارج النخبة السياسية التقليدية التي أصلاً هربت من تحمل المسؤولية باعتبارها مغامرة، فتحملها استشعاراً بالواجب الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر- ليبرز الملمح الديمقراطي في فكره السياسي عندما اشترط أن يكون رئيساً منتخباً من المؤسسة التشريعية الدستورية المجسدة حينها في مجلس الشعب التأسيسي،


واستطاع أن يبحر بالوطن وأبنائه بعيداً عن الخطر.. مستوعباً معطيات واستحقاقات التأسيس لمرحلة جديدة أولوياتها إيجاد تنظيم سياسي ديمقراطي يعبر عن مصالح اليمنيين ويحقق طموحاتهم وتطلعاتهم الى النهوض والبناء والتنمية الشاملة، وكان الحوار الذي دعا اليه كافة القوى الاجتماعية والاطراف السياسية الفاعلة بمختلف توجهاتهم وتياراتهم الى التلاقي ومناقشة كافة القضايا التي تهم اليمنيين جميعاً وتتلاقى على رؤية تفضي إلى تكوين إطار يقوم على أساس صيغة سياسية جامعة كلجنة الحوار المشكَّلة حينها من أطراف سياسية واقتصادية وثقافية بما في ذلك الاحزاب التي كانت تعمل تحت الارض وفي ظروف العمل السري لأن الدستور المعمول به آنذاك كان يحرم الحزبية، واستطاع المتحاورون أن يصلوا الى صيغة وثيقة وطنية تعكس عقيدة الشعب اليمني وتاريخه الحضاري العريق والعظيم وتحمل آماله وتطلعاته المستقبلية.. هذه الوثيقة هي الميثاق الوطني الذي لم يكتفِ بكونه كان خلاصة حوار المشاركين الذين كانوا يمثلون كل فئات وشرائح المجتمع وقواه الحية المؤثرة بل طُرح للاستبيان الشعبي ليقر من السواد الاعظم من أبناء اليمن.. وهكذا استطاع الزعيم علي عبدالله صالح ان يدير حركة التاريخ ويوجهه لخدمة إرادة وتطلعات الشعب اليمني مجسداً بذلك الحكمة اليمانية والعبقرية القيادية في انصع صورها وبأشد المراحل والأوقات ليفاجأ العالم بالاعلان عن قيام المؤتمر الشعبي العام في 24 اغسطس 1982م كتنظيم سياسي وطني ديمقراطي وسطي ليبرالي بخصوصية يمنية، ومضى المؤتمر وبزعامة الزعيم علي عبدالله صالح يقود اعظم عملية في التغيير والتطور الايجابي شملت كافة المجالات وعلى مختلف الاصعدة وحقق الانجازات الكبرى في مسيرة الثورة اليمنية «26سبتمبر و14اكتوبر» التي وصلت الى ذروة عظمتها بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في يوم 22مايو الاغر 1990م..
ليدشن الزعيم علي عبدالله صالح بذلك مرحلة جديدة وسفر تاريخ اليمن الموحد أرضاً وإنساناً ببناء دولته المعاصرة على أساس النهج الديمقراطي التعددي.. ورغم أن ذلك كما تصور قصيرو النظر وضيقو الأفق أن الديمقراطية بما تعنيه من تعددية حزبية ستؤدي الى انسحاب القوى المنضوية تحت مظلة المؤتمر لتعود الى أحزابها ومنظماتها التي جاءت منها إلا أن المؤتمر الشعبي العام بقيادة زعيمه الحكيم علي عبدالله صالح خيب كل توقعاتهم وظنونهم المبنية على تصورات خاطئة وواهمة مثبتاً على نحو قاطع أن الديمقراطية والتعددية، ستجعل المؤتمر أكثر تماسكاً وقوة وأن شعبنا اليمني العظيم الذي خبره وجربه سيكون أكثر التفافاً حول زعامته الوطنية.
وهذه حقائق أثبتتها الانتخابات الديمقراطية البرلمانية السابقة التي حاز فيها المؤتمر على ثقة غالبية أبناء اليمن وهي انتخابات شاركت فيها كل الاحزاب والتنظيمات السياسية وشهد العالم بحريتها ونزاهتها وشفافيتها، واتضح أن المؤتمر بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح هو التنظيم الديمقراطي الاكثر جماهيرية وتوج ذلك بإجراء الانتخابات الرئاسية عام 1999م والتي منح فيها اليمنيون ثقتهم لصانع انجازاتهم الوطنية الكبرى وباني دولتهم الديمقراطية الحديثة الزعيم علي عبدالله صالح، ويجدد الشعب اليمني ثقته بالقائد في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2006م ليؤكد انه الزعامة الوطنية لليمن المعاصر لتعود بعد هذه الانتخابات بعض الاحزاب الى ماضيها التآمري والنهج الانقلابي وهذا واضح في قيامها بوضع العراقيل أمام الانتخابات البرلمانية التي كان موعدها في العام 2009م والحيلولة دون اجرائها ويمضون في مشروعهم التآمري بتفجير الازمة التي عاشها الوطن العام الماضي ومازالت تداعياتها تلقي بظلالها حتى الآن في محاولة لإسقاط التجربة الديمقراطية والاستيلاء على السلطة بالقوة..
وعلى الرغم من التنازلات التي قدمها الزعيم علي عبدالله صالح للمشترك من موقعه آنذاك كرئيس للجمهورية إلاّ أن تحالف الشر واصل مشروعه التآمري وفجر العنف في البلاد.. وجر اليمن إلى ساحة لأطراف خارجية تسرح وتمرح فيها كيفما تشاء.. ناهيك عن توقف عجلة التنمية وضرب المنشآت الاقتصادية والخدمية والانمائية..
وقد حرص الرئىس على اخراج اليمن من الأزمة بكل السبل وجسد ذلك في المبادرة الخليجية وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، واليوم من جديد تبرز الرهانات على ضعف المؤتمر معززة بتساقط الانتهازيين والفاسدين من شجرة المؤتمر الوارفة، ولكن مرة أخرى أثبتت الاحداث وستثبت ان المؤتمر بوحدته الداخلية وبقيادة الزعيم هو أكثر قوة من أي وقت مضى بما يمتلكه من خبرة وتجربة وإيمان بوطنه وشعبه الذي جعله دوماً التنظيم الرائد الممسك بزمام المبادرة والمدرك الواعي للمتغيرات المستوعب لمتطلباتها واستحقاقاتها وهو ما يتجلى اليوم بوضعه في التوجهات الجديدة التي سوف تتبلور الى واقع يترجَم عملياً باستعادته راية مسيرة قيادة الوطن صوب المستقبل الأفضل لليمن وأجياله القادمة.


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 01-يوليو-2024 الساعة: 11:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28115.htm