إقبال علي عبدالله -
< لم تشهد البلاد حالة من الفوضى والانفلات الأمني وتعذيب المواطنين مثلما تشهده اليوم في ظل حكومة الباسندوة المعروفة بالوفاق الوطني.. هذه الحقيقة لايمكن لأحد أن ينكرها حتى قادة أحزاب المشترك الذين افتعلوا الأزمة السياسية العام المنصرم وبموجبها شكلوا الحكومة التي يشكو منها اليوم كل مواطن.. الصغير قبل الكبير.. حكومة الاستاذ باسندوة جعلت البلاد على وشك الوقوع في الهاوية- لا سمح الله- في كل المجالات، وفي مقدمتها المجال الأمني الذي يزداد كل يوم انهياراً غير مسبوق، وكذلك المجال الاقتصادي والمعيشي للناس.. ولعلي لا أبالغ في الطرح أو انني أتحامل على هذه الحكومة التي يحاول رئيسها الشيخ باسندوة تبرير فشلها بكونها جاءت بعد أزمة طاحنة شهدتها البلاد.. فبدلاً من تركيز عملها وتنفيذ البرنامج الذي بموجبه نالت ثقة البرلمان عمد وزراء المشترك في هذه الحكومة «الموقرة»- ومنذ اليوم الأول لتشكيلها بموجب ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة- الى اللهث وراء مصالحهم الشخصية والنهب من خزينة الدولة الذي أنكر رئيسهم باسندوة أن الحكومة السابقة قد تركت شيئاً في تلك الخزينة في الوقت الذي كشف تقرير رسمي للبنك المركزي أن حكومة الدكتور مجور تركت أكثر من أربعة مليارات دولار.. ولكن وزراء المشترك استغلوا حالة الفوضى التي مازالت قائمة في البلاد منذ تشكيل حكومة الوفاق ليخفوا هذه الحقيقة ويغرفوا من أموال الشعب الذي تزداد معاناته يوماً بعد يوم..
ولتغطية هذا النهب الذي بات واضحاً في وجوه بعض وزراء المشترك فكر الباسندوة في الشحت من دول الجوار وجعلها مهمته الاولى، وجميعنا يتذكر، فالأمر ليس ببعيد ماذا جنت الحكومة الباسندوية من هذا الشحت إنها كشفت للاشقاء الخليجيين والمجتمع الدولي أنها غير مؤهلة في قيادة حكومة مهمتها الرئيسية إخراج البلاد من أزمتها وإنهاء حالة الانفلات الامني وإعادة الأمن والسكينة للمواطنين..
ومن الملاحظ أن الحكومة الباسندوية التي افتعلت لنفسها مسرحية البكاء لتظهر للعالم أنها مغلوبة على أمرها عمدت في تنفيذ فصول هذه المسرحية البلهاء الى خلق الأزمات الواحدة تلو الأخرى وكان بطل هذه المسرحية وزير المالية والشواهد كثيرة والتأكيدات واضحة بأن مخرج المسرحية وهو أحد شيوخ حزب الاصلاح المتشدد عرف بأن الفوضى وعدم الاستقرار والانفلات الامني المخيف هي أدوات تنفيذ المسرحية وعرضها على الجمهور.. ولعل الواقع الذي لا يمكن إنكاره لأننا نعيشه اليوم يشير إلى أن الانفلات الامني ليس فقط في العاصمة صنعاء بل وفي عدن وبقية المحافظات يؤكد بأن حكومة الوفاق ليست مستحقة لهذه التسمية بل الانسب أن نسميها حكومة الانفلات الامني وتعذيب الناس.