نجيب علي -
رغم أن احتفالات المؤتمر الشعبي العام بالذكرى الـ30 للتأسيس جاءت في ظل ظروف وتطورات خطيرة ومهمة شهدتها بلادنا وتشهدها منذ العام الماضي فإنها في مضمونها حملت دلالات كبرى عبرت عن تماسك وقوة المؤتمر الشعبي العام في مواجهة التحديات وأظهرت مدى التفاف الجماهير حوله وقت الشدائد ومع تتابع الأيام تعزز اصطفافهم ووقوفهم إلى جانب المؤتمر ككيان واحد اسقط كل المؤامرات والدسائس..
وهو في الثلاثين من العمر اضافت الاحداث الأخيرة حقيقة تاريخية بارزة في سجل المؤتمر الشعبي العام إذ برهنت على أنه سيظل قلعة صمود شامخة ولا يمكن حصره في 20 خيمة ومنصة تغرير.. فكل اليمن ساحة المؤتمر وكلنا مؤتمر وهذا الانتصار الذي يحتفل به الحزب اليوم حققه أبناء الشعب اليمني كافة وفاءً وضماناً لبقاء انتمائهم للتنظيم السياسي الوحيد الذي لطالما انتصر لطموحات وتطلعات الجماهير اليمنية على مختلف المستويات..
كما ان تمسكها بالمؤتمر يشكل في حد ذاته انتصاراً للوطن ولأهداف ومبادئ الثورة والوحدة وحماية للمكتسبات الوطنية التي تحققت في ظل المؤتمر بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر.
هذه الضمانة المعتمدة من جماهير الشعب كانت الاكثر تأثيراً ونفاذاً على مجريات الواقع اليمني ومازالت سارية المفعول لدرجة عجزت أمامها كل محاولات المشترك واعتماده على صرف شيكات دراهم قطر وذهب ايران من ترحيل أي مواطن يمني مؤتمري.
على أنه لا يمكننا الاستهانة بأحداث الأزمة التي مرت بها اليمن وما جرى خلالها من جرائم متعددة استهدفت قتل الشباب والمواطنين وتصفية قيادات الدولة ولجوء بعض الاطراف إلى وسائل هدم وتخريب البلاد من أجل فرض مخططاتهم التآمرية.
ومن هنا فإن المؤتمر الشعبي العام يتحمل كامل المسئولية في اخراج اليمن من الأزمة المفتعلة إضافة إلى أن المواطنين والمجتمع الدولي ورعاة اتفاق المبادرة الخليجية يعولون على المؤتمر الشعبي العام في أن يلعب الدور الرئىسي والحاسم في انجاح عملية التسوية السياسية وتجاوز تداعيات المرحلة وايجاد الحلول لايقاف معاناة الشعب.
يرى الجميع في الداخل والخارج للمؤتمر من زاوية أنه التنظيم الأول القادر على فعل ذلك وتصدر الريادة في الفعل، وعلى المؤتمر اليوم اثبات ان فترة الثلاثين عاماً لم تأتِ من فراغ وانه لايزال في وضع يسمح له بقيادة البلاد وايصالها إلى بر الأمان..
يتفق الجميع بأن مرور ثلاثة عقود من الزمن تعني أن قيادة المؤتمر تمرست على أساليب مواجهة الصعوبات ولديها من الخبرة ما يكفي لمعالجة واحتواء أعقد وأخطر المشكلات.
أما بالنسبة لأزمة العام ونصف الفائتة صحيح انها كانت الأسوأ والأشد شراسة وتأثيراً على المؤتمر إلاّ أنها في المقابل زادت من صلابة المؤتمريين واكسبتهم مهارة التصدي لكافة اشكال المؤامرات والمشاريع الانقلابية.