الإثنين, 10-سبتمبر-2012
الميثاق نت -   مطهر الأشموري -
الواضح في محطة 2011م أنها سُيرت على أساس سيناريو مسبق في عائمات وتعميمات لا تفرق بين واقع وآخر ولا تهتم بفروق وقائع وحقائق تختلف من بلد لآخر.
فاليمن كانت أفضل من سمح وأتاح للمظاهرات والاعتصامات السلمية بما لم يحدث في بلد آخر وكانت الأقل عنفاً من طرف النظام و الأكثر عنفاً من اصطفاف المعارضة.. فالجماهير الشعبية خرجت مع النظام لم يحدث مثلها في بلد آخر وهي شعبية حقيقية بل هي الأفضل والأكثر وعياً كونها مثلت اصطفافاً للحل السلمي وليس اصطفافاً صراعياً ومتطرفاً.
المعارضة أو أدعياء الثورة لو لم تقبل بأن يكون الوزير الأول- رئيس النظام للفترة الانتقالية - ما كان الحسم تحقق.. وكذلك لو لم تقبل المعارضة والثورة في مصر بالقوات المسلحة في مصر كبديل للفترة الانتقالية.
فالحسم جاء بالحلول أو من الحلول السياسية وليس بالحسم الثوري، ولذلك فبطبيعة وضع اليمن الصراعي والديمقراطي وتموضع الأزمة تم تطوير الحلول السياسية من خلال مبادرة إقليمية وقرار دولي وبانتخاب رئيساً للجمهورية للفترة الانتقالية.
الأحزاب والتنظيمات السياسية المعارضة لم يكن حضورها خلال الأزمة في تونس أو مصر كما اليمن.. والاخوان في اليمن لم يستطيعوا مركزة الصراع في ثقلهم كما تونس ومصر.
«الاخوان» في اليمن كانوا الأقوى ولكن في قوة وعتاد عسكري ومليشيات، ومارسوا تفعيل هذه القوة الى مستوى من الحروب ضد الجيش وفي المدن، ولكن ليس سياسياً وواقعياً وشعبياً بقوة الاخوان في تونس أو مصر كما تشير التطورات.
المؤتمر الشعبي العام ذاته جاء من اتفاق سياسي وحصيلة لحوار سياسي ومثل مظلة سياسية ديمقراطية للاخوان والقوى السياسية الأخرى في الواقع.
إذا واقع اليمن والوقائع فيه هي التي أوصلت الى الحل السياسي «المبادرة الخليجية»، فالأساس الذي نشأ به ومنه المؤتمر وأدواره وتموضعه في الحياة السياسية والواقعية جعل شطبه أو تجاوزه ضرباً من الأوهام للذين لم يفرقوا بين واقع وآخر أو حتى يعطوا حقائق ووقائع في واقع ومشهد كل أزمة استحقاقاتها بالحد الأدنى.
ربما هو الحوار المباشر والوحيد خلال الأزمة الذي جمع الزعيم علي عبدالله صالح كرئيس بأطراف المعارضة برعاية السفير الامريكي وفي منزل الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي.. حينها أحزاب المشترك سربت لـ«الجزيرة» رحيل الزعيم علي عبدالله صالح خلال أو بعد ساعتين.
الزعيم صالح بعد ذلك كان مستضافاً في حوار مع قناة «العربية» وطرح بوضوح حينها أنه حتى لو ترك الحكم فإنه سيظل رئيس المؤتمر الشعبي العام ولن يترك المؤتمر إلا إذا أراد المؤتمريون في المؤتمر العام القادم للمؤتمر.
إذاً أحزاب «المشترك» اختارت قبل وبعد ذلك القطيعة ومقاطعة علي عبدالله صالح كرئيس للجمهورية الى درجة رفض المجيئ لدار الرئاسة للتوقيع على المبادرة الخليجية وفي ذلك تطرف لا يليق بالعمل والتعامل السياسي خاصة في ظل التوافق والموافقة على المبادرة..
أما أن يقاطع المشترك احتفالية للمؤتمر بعد ان ترك الزعيم علي عبدالله صالح الحكم ومع اقتراب انتهاء عام من الوفاق وتطبيق الاتفاق فذلك ما لا يستطاع فهمه أو حتى قياسه كصراع في التطرف أو المعايير.
المعارضة في اليمن ما كانت لتقبل بحل تونس للفترة الانتقالية ولا بحل مصر أو على الاقل بتشكيل الحكومة الانتقالية من قبل المجلس العسكري.
والمعارضة في اليمن هي الطرف الذي سار في تجاوزات ومخالفات للمبادرة الخليجية بل جمع بين تطبيق المبادرة الخليجية وتفعيل التثوير وما سميت ثورات المؤسسات معروفة للجميع.
الاشتراكي برر مقاطعته لانتخابات 1997م بأنه حتى لا يعطي المشروعية للحكم، في حين المقاطعة لم تلغِ أو تعطل المشروعية.
ربما المشترك قاطع علي عبدالله صالح منذ ذلك الاجتماع برعاية السفير الامريكي حتى لا يعطيه المشروعية بعد ذلك أو بعد محطة 2011م كرئيس.
مقاطعة المشترك احتفالية المؤتمر بالذكرى الثلاثين لتأسيسه، هل يقول المشترك إن ذلك لعدم إعطاء المشروعية لرئيس المؤتمر أو للمؤتمر؟
إقامة هذه الاحتفالية بصالة 22مايو بالعاصمة أقل ما تؤكده تأكيد أن شعبية المؤتمر والزعيم علي عبدالله صالح والحل السلمي كانت شعبية حقيقية وقد صمدت أمام حروب استهدافها وإحباطها بأقوى وأكثر وأكبر مما يتوقع.
مادام في سوريا لم يسمح للاعتصامات الشعبية ضد النظام أن تخرج وتظل فإنه يصعب قياس شعبية للنظام تخرج مع احتمال ان تكون موجهة أو مدفوعة بسلطة وقبضة النظام.
ومع ذلك فالمتابع المحايد يستطيع التقاط شعبية لصالح لصالح النظام جاءت في الشهور الاخيرة من تصعيد الجهاد والقاعدة للعنف في واقع سوريا.
سيناريو 2011م كأنما جاء لإقصاء الحكام، ولم يهتم بالبديل بالحد الادنى كقضية، ووضع اليمن في تفكير المحطة يعالج بما تم في تونس ومصر، ولكن واقع اليمن يمانع أو يمنع ذلك، والمشترك أكثر الاطراف رفضاً أو معارضة.
غير ذلك فالصراعات الاستثنائية في اليمن تجعل الأمن والاستقرار والبديل الآمن هو الأولوية حين التفكير بتغيير الحاكم أو النظام من خلال ثورة سلمية، والشعب سيحدد اصطفافه على أساس هذه الأولوية.
الصراع بين المؤتمر والمشترك جعل اليمن في وضع واقع تأزمات بسقف مرتفع ومستمر قرابة العقد قبل محطة 2011م.. ومحطة 2011م صعدت الى الأزمة بإعلامها الهادر المؤثر للخروج للساحات.
وبقدر ما عاش الواقع هذا التأزم فهو كان يبحث عن الحل السلمي قبل الأزمة، واشتداد الأزمة زاد الإصرار وأكد صواب الحل السلمي.
المشترك سار في مقاطعة احتفائية المؤتمر من متراكم التأزمات والصراعات داخله أكثر منه موقفاً في الواقع أو من الواقع حتى كصراعات.
وحدوث هذا في احتفالية قد يكون لصالح الوعي ليراجع المشترك وعيه ويستعيد الواقعية للتعامل مع متغيرات قد تعيد تشكيل خارطة الحياة السياسية.


تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28259.htm