الإثنين, 23-أبريل-2007
الميثاق نت -
تتواصل حالياً أعمال انعقاد اللجان الدائمة المحلية للمؤتمر الشعبي العام في عدد من المحافظات.. وكان الأخ عبدالقادر باجمال الأمين العام للمؤتمر قد دشن الأسبوع الماضي تنفيذ خطة النزول الميداني لقيادات المؤتمر إلى فروع التنظيم في أمانة العاصمة والمحافظات، والبدء‮ ‬بعقد‮ ‬الاجتماعات‮ ‬الدورية‮ ‬للجان‮ ‬الدائمة‮ ‬المحلية‮..‬
ووجه‮ ‬الأمين‮ ‬العام‮ ‬بالمناسبة‮ ‬كلمة‮.. ‬فيما‮ ‬يلي‮ ‬نصها‮:‬
الأخوة‮ ‬والأخوات‮:‬
إن لمن دواعي السرور ان نلتقي بكم مجدداً، حاملين إليكم تحيات فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية رئىس المؤتمر الشعبي العام، وتثمينه لكل الجهود الوطنية المخلصة التي تقدمونها من أجل النهوض بالوطن، وخدمة شعبكم، ودفع مسيرة التنمية والديمقراطية إلى مستقبل‮ ‬زاهر‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮.‬
إن هذا اللقاء يأتي متميزاً بكونه يعقب مرحلة مليئة بأمور كثيرة أولها أنها ترسخت فيها الممارسة الديمقراطية عبر تجربتين انتخابيتين- رئاسية ومحلية- أكد فيها المؤتمر الشعبي العام وجوده القوي في الساحة الوطنية، وثانياً لأننا نلتقي بعد أن قطعنا شوطاً تنموياً عظيماً على مختلف الأصعدة تم تتويجه بما تحقق في مؤتمر المانحين، وبالثقة التي منحنا إياها المجتمع الدولي.. أمَّا المسألة الأخرى التي تميز المرحلة هي أنها وضعت المؤتمر الشعبي العام على بوابة مرحلة جديدة، ومسئوليات تاريخية بارزة تجاه إدارة الدولة والمجتمع.
الأخوة‮ ‬والأخوات‮:‬
إن تنظيمكم الرائد المؤتمر الشعبي العام ينطلق خلال المرحلة الراهنة من حقيقة ان تعزيز البناء التنظيمي والسياسي والفكري هو المحور الأساسي للعمل الوطني لتأكيد قوة تماسك الجبهة الداخلية للوحدة الوطنية، ولتطوير المشاركة والعمل المؤسسي ولاسيما في ظل المهام المستقبلية المناطة به، والتي تقف في طليعتها مسألة إيجاد القواعد التنظيمية والإجرائية والانضباطية العالية التي تتطلبها العملية السياسية، والتي تمنح المؤتمر بمختلف تكويناته التنظيمية ثقلاً نوعياً وبعداً فكرياً عميقاً يترجم ريادته التاريخية والسياسية والتنموية، خاصة في ظل مبادرة القيادة السياسية الرامية إلى تطوير انتخابات المجالس المحلية بما يؤدي إلى انتخاب المحافظين ومديري المديريات.. إلى جانب ماهو مطروح حالياً من رؤى حول تعديل قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية.
ويمكن القول إن المرحلة الراهنة تضع مختلف تكوينات المؤتمر الشعبي العام أمام مسئولية تنسيق الجهود السياسية وتوافقها مع الحكومة والهيئة البرلمانية والشوروية وحشد مخرجاتها بما يخدم القضايا الوطنية، ويعزز غايات التكامل المنشود لخدمة قضايا الوطن والمواطن الذي هو‮ ‬الهدف‮ ‬الأول‮ ‬والأخير‮ ‬الذي‮ ‬يقوم‮ ‬لأجله‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮.‬
ونؤكد أيها- الإخوة والأخوات- ان حكومات المؤتمر الشعبي العام منذ عام 1995م تبنت برنامجاً للإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، نجحت اليمن من خلاله في تفادي الكثير من الأزمات والكوارث التي كانت متوقعة الحدوث في ظل الاختلالات التي كان يعاني منها الاقتصاد، وتقف عقبة في طريق تقدم العملية التنموية.. لكن برنامج الإصلاحات كان دليل المؤتمر الذي بذل الجهود في إصدار أو تعديل الكثير من التشريعات الرامية إلى تحسين المناخ الاقتصادي، ورفع قدرات العمل المؤسسي، وتعبئة مناخ استثماري ساهم في جذب استثمارات خارجية كبيرة، ووسع من أفق انفتاح السوق الاقتصادية اليمنية على الحراك العالمي، وهو الأمر الذي عزز الثقة باليمن وتوجهات قيادتها السياسية، ودفع الدول المانحة إلى تقديم الدعم لبلادنا لتمكينها من تقليص الفجوة التمويلية في الخطة الخمسية.
لقد ظل الهم الأول للمؤتمر الشعبي العام هو تحسين الظروف المعيشية للأسرة اليمنية وتقليص معدلات الفقر، والبطالة، وزيادة الخدمات في مختلف المجالات التي تقدمها الدولة للمواطن.. لذلك فإن البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية رئىس المؤتمر الشعبي العام وضع هذه الطموحات في الصدارة، وقدمها على كل الاعتبارات الأخرى.. وما مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية التي من المتوقع أن تشارك فيه نحو (ثلاثمائة شركة) عربية وأجنبية، وحوالي (مائة وخمسين) شركة يمنية إلاَّ أحد الرهانات التي يوليها المؤتمر الشعبي العام جل اهتمامه، نظراً لكون هذه الاستثمارات هي الوسيلة المضمونة التي نستطيع بها تحقيق كل ما سبق ذكره من طموحات تضمنها البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ/ الرئىس، لأنها لاتعني لنا فقط موارد وعائدات لميزانية الدولة، بل فرص عمل لآلاف الشباب، وركائز تنموية لا غنى‮ ‬لأية‮ ‬دولة‮ ‬عنها‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬رفاهية‮ ‬شعبها،‮ ‬وضمان‮ ‬مستقبل‮ ‬أجياله‮..‬
ومن هنا نجد أن مسئولية المؤتمر الشعبي العام.. مسئولية كبيرة يتحمل فيها حشد الجهود الوطنية باتجاه دعم تحقيق مصفوفة الإجراءات التنفيذية المقدمة من الحكومة والمقرة من قبل اللجنة العامة لتنفيذ البرنامج الانتخابي لرئىس الجمهورية..

الأخوة‮ ‬والأخوات‮:‬
أمام كل النجاحات التنموية والإنجازات الديمقراطية التي تحققت في بلادنا كان متوقعاً ان تستفز القوى الخبيثة، الحاقدة على الوطن ونهضته ومنجزاته الخالدة.. لذلك تحركت القوى الظلامية لتنفيذ أعمالها الإرهابية والإجرامية في بعض مديريات صعدة بقيادة الإرهابي عبدالملك الحوثي، مستهدفةً أبناءنا وإخواننا في القوات المسلحة والأمن في طليعة أعمالها الإرهابية لأنها تعلم أن هؤلاء هم صُنَّاع الأمن والاستقرار الوطني، الذي هو شرط أي انفتاح استثماري، وليؤكدوا من خلال ذلك حجم أحقادهم الدفينة على الوطن ومصالح أبنائه ونظامهم الجمهوري‮ ‬الوحدوي‮.‬
ولاشك ان الأعمال الإجرامية المسلحة، وقطع الطرقات، ونهب واتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وترويع الآمنين من أطفال ونساء وشيوخ، كل ذلك قد أحدث ضرراً على الوضع الاقتصادي، وكان له تداعياته السلبية على سمعة بلادنا الخارجية، ونحمد الله ان شعبنا العظيم يدرك هذه الحقيقة، ويعرف ان المؤامرة تستهدف القضاء على النظام الجمهوري وثورته المباركة، لهذا خوَّل بكل شرائحه وفئاته وقواه الوطنية الحكومة باتخاذ الإجراءات الرادعة، وتجفيف منابع الإرهاب أياً كان مصدرها وممولها وانتماؤها، فكانت قوات الجيش والأمن عند حسن ثقة الشعب والقيادة‮ ‬السياسية،‮ ‬فتصدت‮ ‬لعناصر‮ ‬الإرهاب‮ ‬بكل‮ ‬شجاعة‮ ‬واستبسال‮.‬

أيها‮ ‬الأخوة‮ ‬والأخوات‮:‬
ان المؤتمر الشعبي العام حريص كل الحرص على ترسيخ الوحدة الوطنية- خاصة في ظل التطورات الخطيرة التي يشهدها العالم، والمنطقة بشكل خاص، ومن هنا كان المؤتمر الشعبي العام المبادر دوماً لتفعيل الحوار السياسي مع مختلف القوى السياسية الوطنية، وهو ينطلق بذلك من رغبة صادقة وأمينة لخوض حوار مسئول تتحمل فيه كافة القوى السياسية مسئوليتها التاريخية في المشاركة بمسيرة البناء والتنمية، وفي تجذير الممارسات الديمقراطية السليمة باعتبارها وسائل للتعايش الآمن، والعمل المشترك من أجل المصالح للوطن والمواطن.. وإننا واثقون أن القاسم الذي يلتقي حوله الجميع هو الثوابت الوطنية التي لاسبيل لأحد للجدل حولها، أو التفريط بها.. أما ما دون ذلك فهو قابل للحوار والتفاهم وصولاً إلى وفاق وطني مستقبلي يسمو بالجميع، ويرتقي بالتجربة الديمقراطية اليمنية التي كان للمؤتمر الشعبي العام الفضل الأول في بذر‮ ‬بذراتها‮ ‬الأولى،‮ ‬واحتضان‮ ‬أولى‮ ‬ممارساتها‮ ‬كمظلة‮ ‬لمختلف‮ ‬القوى‮ ‬الوطنية‮.‬
إن جميع تكوينات المؤتمر الشعبي العام معنية اليوم بحشد طاقاتها، وتطوير أدائها، ورفع درجات انضباطها، ودقة تنفيذها لمسئولياتها الوطنية.. فالعمل السياسي أمانة وطنية ينبغي علينا صونها والتعاطي معها بصدق وإخلاص، وفاءً لجماهيرنا التي أولتنا ثقتها في قيادة مسيرة الوطن‮.‬
نسأل‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬يوفقنا‮ ‬جميعاً‮.. ‬والسلام‮ ‬عليكم‮ ‬ورحمة‮ ‬الله‮ ‬وبركاته



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-سبتمبر-2024 الساعة: 11:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2826.htm