الميثاق نت -

الثلاثاء, 25-سبتمبر-2012
الميثاق نت -
أكد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول أهمية هذا اليوم الاستثنائي للاحتفال باليوبيل الذهبي لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة الذي يأتي في ظل ظروف وطنية استثنائية ومنعطفات تاريخية حاسمة ومصيرية تمر بها الثورة اليمنية 26 سبتمبر.

وقال اللواء الأشول في تصريح على هامش الاحتفال بإيقاد شعلة اليوبيل الذهبي لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة:" نوقد في هذه الساحة شعلة الثورة اليمنية 26 سبتمبر اليوم إيذاناً ببداية عام جديد من عمر الثورة ويمكن اعتباره من منظور المسؤوليات العظيمة التي يضطلع بها شعبنا والمهام التاريخية الجسيمة المحتم عليه إنجازها برزخاً بين واقعين وزمنين مختلفين من مسيرتها المظفرة وفي الوقت ذاته جسراً للعبور بالوطن والشعب نحو بناء الدولة المدنية الحديثة، وصياغة واقع وطني جديد تتجسد فيه قيم الحق والعدالة والاستقرار، وتزدهر فيه أحلام وتطلعات البسطاء في غد مشرق أكثر عدلاً وإنصافاً وحرية وتطوراً".

وأضاف:"اليوم نطوي نصف قرن من عمر الثورة وهي فترة زمنية قصيرة في تاريخ الحضارات والشعوب لكنها كانت زاخرة بصراعاتها وتناقضاتها وإنجازاتها .. فيها مضى ركب الثورة سالكاً دروباً وعرة متعرجة مملوءة بالإشكالات والأزمات والمصاعب الذاتية والموضوعية".

وأكد رئيس هيئة الأركان أنه وعلى الرغم من كل التحديات والتآمرات والمخاطر التي اكتنفت مسيرة الثورة السبتمبرية خلال نصف قرن مضى إلا أن فعلها وإنجازاتها ظلت على الدوام ذات منحى تصاعدي متطور ومتمدد على الصعيد الرأسي المتمثل في بناء الدولة ونظامها السياسي وعلاقاتها بمختلف مؤسساتها وهياكلها.. وعلى الصعيد الأفقي المتمثل في الإنجازات التنموية وتطوير مستوى حياة الشعب وزيادة ثرائه المادي والروحي ..

مشيراً إلى الإنجازات الكثيرة التي قدمت من خلالها الثورة نفسها للتاريخ كقوة فعل وبناء وتغيير متواصل استنهضت وحشدت إمكانات وقدرات الوطن المادية والروحية والبشرية،وأكدت حضورها وتجددها وقدرتها على الصمود والاستمرارية في الكثير من الحقائق الحياتية والشواهد المادية والإنجازات الكبيرة الدالة على انتقال وطننا وشعبنا من عصور الظلام والتخلف والنسيان التاريخي إلى رحاب العصر الحديث والحضارة والازدهار.

واعتبر اللواء الأشول, إيقاد شعلة الثورة, مناسبة وطنية رمزية لها أبعادها ودلالاتها الوطنية وإن أهميتها هذا العام نابعة من كونها تدشن لبداية مرحلة جديدة من تاريخ ثورتنا الذي تولد منه بكل المعايير التجديد العضوي الحي والمعاصر لأهداف الثورة ومبادئها وقواها الاجتماعية وقيمها الحضارية والديمقراطية والإنسانية.

واستطرد اللواء الأشول قائلا:" أجدها مناسبة لأخاطب شبابنا وجيل الثورة المعاصر وأحثهم على دراسة تاريخ هذا الوطن والاستفادة من كل ما هو إيجابي وتجاوز حالات القصور والضعف والأخطاء التي وقع فيها من سبقوهم وهم يؤدون دورهم في بناء وطنهم وتنميته والدفاع عنه.. وأدعوهم إلى المضي قدماً بركب الثورة نحو غايتها السامية وأهدافها النبيلة".

ودعا الشباب إلى ضرورة الإدراك الجيد بأن قوة ومكانة وفعل الثورة لا تكمن في شعاراتها السياسية، ولا في استثارة عواطف البسطاء.. وإنماَ قوتها الحقيقية تكمن في قدرتها على إحداث التغيير الجذري والإصلاح الإيجابي المنشود في الوعي والسلوك والنظم والتشريعات وفي بنية الدولة ووظائفها ومؤسساتها وغيرها من التحولات التنموية الشاملة التي بها ومن خلالها تتحقق آمال وأهداف ومصالح الجماهير التي قدمت التضحيات الجسيمة في سبيلها.

وأردف قائلا:" إن قدرتكم - أيها الشباب - على تحقيق تطلعاتكم المشروعة في تجديد روح الثورة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة مرهون بمدى حرصكم، قولاً وفعلاً، على تمثل أهدافها وأخلاقياتها ومبادئها السامية والتعاطي الأمثل مع متطلبات التطور ومتغيرات الأحداث وتعقيدات الواقع وأزماته بمرونة وواقعية ورؤية منفتحة على الآخر والحوار معه".

وأضاف:" نحن على يقين – أيها الشباب- من حقيقة عنفوانكم وارتباطكم الوثيق بالثورة السبتمبرية وأهدافها العظيمة، ووفائكم لوطنكم ونقدّر طبيعة برامجكم وتطلعاتكم الطموحة وآمالكم التي لا حدود لها في بناء اليمن والانتقال به إلى مصاف الدول الديمقراطية الحديثة، وعليكم أن تعوا جيداً أن هذه التطلعات المشروعة ستظل مجرد أحلام طوباوية غير قابلة للتحقق إذا ما افتقرت إلى الرؤية الواقعية والإرادة والوحدة الوطنية وطالما بقيت قواها الاجتماعية غير مهيأة بما فيه الكفاية لتحقيقها.

ودعا رئيس هيئة الأركان الجميع إلى حشد الإمكانات وتوحيد الطاقات والقدرات الوطنية في مشروع وطني نهضوي استراتيجي والالتفاف حول القيادة الرشيدة للمناضل المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وأن نتجاوز هذه المرحلة الانتقالية وتنفيذ مهامها المحددة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وفق أولوياتها العملية المتدرجة وإنجازها بواقعية واقتدار وبرؤية وطنية بعيدة المدى".

ومضى قائلا :" هذه المرحلة الاستثنائية الخطيرة والمعقدة تضعنا – نحن اليمنيين- دون استثناء، أمام مسؤوليات تاريخية جسيمة وواجبات مصيرية تحتم علينا تجاوز خلافاتنا وحساباتنا ومصالحنا الأنانية الذاتية نحو غايات وطنية سامية يتوقف عليها شكل المستقبل الذي نصنعه لأبنائنا وأحفادنا وتحتم علينا العمل المشترك بروح الفريق الواحد للحفاظ على كياننا ووجودنا وحاضرنا ومستقبلنا المشترك وصيانة وطننا وحمايته وإصلاحه وتحديثه وتطويره وفق مقتضيات العصر الحديث، مستلهمين ماضينا وتجربتنا وأهداف ومبادئ ثورتنا وما تحقق من إنجازات تراكمية وجعلها قاعدة انطلاق نحو بناء يمن جديد بمفاهيم ووسائل وأسلحة جديدة، فانتصارات اليوم لا يمكن تحقيقها بمفاهيم وشروط وثقافة وأساليب الأمس وأدواته العتيقة التي تجاوزها الزمن".

واختتم اللواء الأشول تصريحه لوكالة سبأ قائلا :" نهنئ كافة أبناء الشعب اليمني بالعيد الخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وترحم على الشهداء الأبرار الذين نسجوا بأرواحهم ودمائهم الزكية خيوط أشعة هذا الفجر السبتمبري الخالد.. وأولئك الذين بذلوا أرواحهم دفاعاً عن حرية واستقلال هذا الوطن وصناعة إنجازاته وأمجاده. . الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار.. المجد والخلود لثورتنا اليمنية الظافرة.. النصر والظفر لقواتنا المسلحة الباسلة.. وكل عام ووطننا وشعبنا بخير".


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 04:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28452.htm