الإثنين, 08-أكتوبر-2012
الميثاق نت -   علي عمر الصيعري -
قبل يومين تقريباً أطل عليَّ من مربع الدردشة بـ(الفيس بوك) صديق قديم مضى عقد من الزمن على آخر لقاء لنا قائلاً ـ بعد السلام والسؤال عن الأحوال ـ :إنني في عجب من أمر وزراء “المشترك” في حكومة الوفاق هذه!! وقبل سؤاله عن مرد عجبه واستغرابه هذا، سألته: هل ما زلت مستقلاً ؟ أجابني: نعم وسأظل كذلك.. قلت له: حسناً، ما الذي أثار عجبك في هؤلاء الذين إليهم أشرت؟ قال لي: بصراحة وبعد كل ما سمعته عن التغيير وثورة الشباب وتقاسم الحكم ، توقعت بحسب مداركي أن القادمين الجدد وبخاصة وزراء الحقائب المسئولة عن المتطلبات المعيشية والثقافية والأمنية للمواطنين والذين ظلوا لعقد ونصف يجأرون في صحفهم ووسائل إعلامهم المعارضة للحزب الحاكم ـ سابقاً ـ بالشكوى من الفساد وينكرون ما حققه من المنجزات.. ويعدون- معاذ الله- بأنهم سيعملون على اجتثاثه عندما يصلون إلى الحكم .
قلت له : هاهم وصلوا واستلموا نصف مقاعده،فهل نفذوا ما وعدوكم به؟ رد علي بالقول : بصراحة ومن دون مجاملة لحزبك المؤتمر، إنهم وفي فترة قياسية من توليهم مناصبهم ، ومن دون إحم ولا دستور أثبتوا لنا أنهم جهابذة في الفساد ونهب المال العام وسوء الإدارة الحكومية للمشاريع، ولما تمر عليهم عشرة أشهر من قيام حكومة الوفاق هذه.. والأعجب من ذلك أنهم ما زالوا يشكلون النصف فكيف لو بسطوا على النصف الآخر؟! واستطرد قائلاً: إنني أخال البعض منهم يسابق الزمن في الإثراء وترتيب أموره وأولاده وأقاربه تحت مرأى ومسمع رئيس الحكومة والبرلمان والشورى!!. قلت له : أعطني مثالاً على ذلك! أجابني هم وزراء حزب الإصلاح وشركائه وفي مقدمتهم وزير الكهرباء الذي فاح فساد وزارته حتى وصل المحافل الدولية .. وثانيهم وزير المالية ، وثالثهم وزير التخطيط ، ورابعهم وزير العدل الذي لا نراه إلا في ما ندر، يليهم مثال للتقاعس، وهو سمة من سمات الفساد ، وزير الداخلية، إلى جانب عدد من الوزراء المستجدين على القرار الحكومي الأعلى الذين سابوا وزاراتهم وجاروا وزراء الإصلاح على طريقة عيني بعينك.
أكدت على كلامه وعرضت عليه بالأرقام والوقائع عينات من الفساد والإفساد المهول، ثم سألته قائلاً : وماذا عن النصف الآخر من الحكومة؟ أجابني: بصراحة ومن دون مجاملة لولاهم لقلنا على الوطن السلام.. قلت له: هل من دلالة على استنتاجك هذا؟ أجابني بالقول : نعم هناك وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد بن دغر، ووزير الثروة السمكية، ووزير التعليم العالي، ووزير الخارجية، وأمين العاصمة ، وغيرهم
اختتم محدثي دردشته معي بالقول : لقد صدق الحكيم القائل “إذا أردت أن تختبر شخصاً في أمانته ومقدرته في الإدارة فعينه وزيراً ينكشف لك معدنه خلال عام”.. وأولئك لم يكملوا عامهم بعد ، فإذا بمفاسدهم تسبق أسماءهم !!! فقلت له ، ونحن على مشارف انتهاء الدردشة :هل أفهم مما قلته أن عزاءكم في وزراء المؤتمر؟! أجابني على الفور: نعم.. نعم” فمن جرَّب كذّب”.. شكرته على صدقه وصراحته.. وودعته.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28613.htm