عبدالله الشعوبي - من خلال مشاهدتنا ومتابعتنا للفضائية اليمنية ولمقدمي برامجها نجدها تراوح مكانها ولا تتزحزح إلى الأمام قيد أنملة ولا ترتقي الى المستوى المطلوب ولم تواكب التطورات الاعلامية كسائر القنوات الفضائية للبلدان العربية مما حدا بالغالبية العظمى من مشاهديها الى العزوف عنها -لا أقول بصورة مؤقتة ولكن بصورة نهائية.
فالفضائية اليمنية مؤسسة ابداعية يجب أن تستقطب أكفأ الكوادر المؤهلة إعلامياً على مختلف تخصصاتهم كالمذيع، والمخرج، والمصور المحترف، هذا اذا أرادت أن تساير القنوات الفضائية الأخرى، أما أن يتم القبول في هذه المؤسسة عبر الهاتف أو الرسالة الشخصية أو من أولي القربى أو المؤلفة قلوبهم فالنتيجة مصيرها الفشل وهذا ما هو حاصل ومشاهد للعيان.
أنا لا أقول هذا من باب التجني على فضائيتنا، ولكن هذه حقيقة وواقع ملموس، والدليل على ذلك ما تلقاه المذيع المخضرم مقدم برنامج »نوح الطيور« محمد المحمدي من انتقادات عدة عبر مكالمات هاتفية أثناء قيامه باختيار رقم عشوائي قائلاً لهم: ألو مرحباً.. معكم محمد المحمدي من الفضائية اليمنية هل تسمعني؟ تُرى ماذا كان ردهم له:
يا أخي نحن لا نعرف هذا الاسم، ولا نسمع عنك ولا نشاهد الفضائية اليمنية لأن برامجها رديئة وغير مرغوب فيها ولا تعالج أية قضية لذلك لا نرغب بمشاهدتها.. فكان رد معظم من تواصل معهم أشبه بهذه العبارات.. وكانت تلك العبارات تعتبر بالنسبة للقائمين على هذه المؤسسة استبياناً كافياً وتقييماً حقيقياً لهم.
وكنا فعلاً نتحسر ونتألم للكلام الذي وُجّه لهذا المذيع المخضرم من اساءة وتجريح عبر الهاتف ولكنه كان يحاول أن يغطي »الضرط بالحنحنة« وكان وجهه يتلون جراء الرد الجافي الذي كان يتردد على مسامعه فكان أمام الأمر الواقع الذي لا مفر منه.
لذا على القائمين في الفضائية اليمنية أن يستوعبوا الدرس جيداً وأن يعملوا جاهدين على معالجة تصحيح مكامن الخلل القائم وألا يجعلوا من هذا المكان لمن هب ودب من المتدربين حتى ينالوا رضا المشاهدين ويجعلوا من قناتهم قناة مرغوبة ومحبوبة لكي يتمكن المشاهدون من متابعة ما يجري على الساحة اليمنية.. أما اذا استمرت على هذا المنوال وعلى هذا الأداء فإنها ستفقد سمعتها وستظل قناة تغرد خارج السرب "محلك سِر".
|