الميثاق نت -
قال الشيخ صادق أمين أبو راس الأمين العام المساعد للشئون التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام إن إرادة الله كتبت له العيش بعد جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة رغم أن الجريمة أدت إلى استشهاد الكثير من الموجودين بالمسجد في صلاة جمعة رجب 3 يونيو 2011. ورغم الحالة السيئة التي كان فيها جراء الانفجار الذي كان أحد ضحاياه، متحدثاً عن ست عشرة عملية أجريت له في أنحاء متفرقة من جسده وما نتج عنها من بتر بعض أجزائه.
وأكّد أبو راس في حديث لبرنامج "ساعة زمن" الذي بثّته قناة "اليمن اليوم" الفضائية، وتعيد "الميثاق" نشر أبرز ما جاء فيه:
أنه لا يمكن أن يتنازل عن دمه وأن القضية منظورة الآن أمام القضاء وثقته بالقضاء اليمني كبيرة، مستدركاً "لكن بعد أن يصدر القضاء حكمه فلكل حادث حديث".
وعن تماسك المؤتمر الشعبي العام بعد جريمة الاعتداء على مسجد دار الرئاسة، قال أبو راس "بعد الحادث الذي تعرضت له قيادة المؤتمر الشعبي العام في مسجد دار الرئاسة لو كان أي حزب آخر تعرض لما تعرض له المؤتمر لانهار، لكن المؤتمر الشعبي العام بتماسكه وثباته استطاع أن يواصل المسيرة ليثبت أنه متماسك ومتجذر في كل مناطق اليمن".
وتحدث الأستاذ صادق أمين أبو راس عن مرحلة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، وقال: "فترة الزعيم علي عبدالله صالح شهدت عدداً من المنجزات ففيها تم بناء الدولة، وبناء الجيش، ووجود الخدمات، وشق الطرق، وبناء المؤسسات واستخراج النفط والتعددية السياسة والحزبية، وتحقيق الوحدة".
واعتبر أبو راس أن الجيش ليس من مهمته أن يواجه تنظيم القاعدة، وأن الجيش النظامي لا يجب أن يخوض حرباً مع تنظيم القاعدة الذي يلجأ لعمليات الكر والفر، وإنما يجب أن يكون هناك توعية وعمليات نوعية وعمليات استخباراتية.
وأكّد أبو راس أن ثورة 26 سبتمبر حقّقت الكثير من المنجزات التي تضمّنتها أهدافها الستة مثل تحقيق العدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات وبناء جيش وطني قوي، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، وأنه ينبغي بناء الجيش اليمني المنقسم حالياً ليصبح جيشاً مهنياً محترفاً ولاؤه لله والوطن والشعب وليس لأشخاص.
وأوضح " الهدف الأول من أهداف الثورة هو هدف كبير تحقق فيه أشياء كثيرة أهمها إقامة النظام الجمهوري سواء أكان في الشمال أم الجنوب بشكل كامل، أما فيما يتعلق بإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات فقد قطع شوطاً كبيراً في هذا المجال، وكلنا يعرف بأنه لم يعد هناك فرق بين فئة وأخرى.. وقال: لماذا قامت الثورة؟ قامت لتحرير اليمن من الجمود الذي وصلت اليه بشكل كامل، من كل النواحي الثقافية والاجتماعية وأساساً الفقر والجهل والمرض، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات أولاً اليمن ليست في المستوى الذي يمكن أن يكون فيه طبقات.. الشعب اليمني كله شعب متكاتف ومتآزر وإن كان هناك جوانب فهي محددة على أساس شريحة من شرائح المجتمع ممثلة بالمهمشين والمزارعين والفلاحين .. هؤلاء كانوا ضمن إطار الشعب.. أما بالنسبة للطبقات الأخرى فلا يوجد فرق بين هذا وذاك كلنا يمنيون.. مشيراً إلى أن الهاشميين موجودون في اليمن وهم يمنيون أصلاً لهم دور في نهضة اليمن، ولهم دور في مقارعة الظلم خلال الفترة الماضية وضحوا وساهموا، وهناك عناصر كثيرة منهم كان لهم دور في ثورة 26سبتمبر. هناك أشياء في المجتمع لا يستطيع أحد أن يتجاوزها بشكل كامل، لكن وسائل الحياة مفتوحة .. التعليم مكفول، الوظيفة مكفولة للجميع، كل الجيش مكفول للجميع ولا يوجد حواجز أو فواصل تمنع أي شيء".
وفي إجابته على سؤال حول عدم وجود توزيع عادل للثروات والشركات الاستثمارية والاقتصادية الكبيرة وأنه عندما قامت الثورة تم تسليم الشركات والمصالح لعيال الاحمر، أجاب أبو راس "هذه الأسرة لم يكن لها أية علاقة بالتجارة ولم تدخل في التجارة، وخلال الفترة السابقة وكلنا نعرف أن التجارة كان لها أشخاص معنيين وأسر معينة سواء أكانت في تعز أم صنعاء أم الحديدة أم حضرموت وعندما دخلت التجارة هذه الأسرة استغلت وجودها في الدولة والحكم بشكل كامل، ولهذا لم ينفذوا ما كان يريده الشعب، الشعب لا يريد أن تجمع ما بين التجارة والسلطة، ما بين أن تكون مسؤولاً وأن تكون تاجراً، والله سبحانه وتعالى حرّم الجمع بين الأختين حرام.. لا يجوز أن نكون مسؤولين وموظفين ووزراء وقادة وفي نفس الوقت تجار..
هناك أسر كانت تعمل في التجارة بشكل كامل.. وهذه الأسر تضررت من الثورة وتحولت الى هامش استثماري وظهرت أسر جديدة في التجارة، والتجارة لها أربابها"
وقال أبو راس إنه خلال الفترة الماضية التي سبقت وصول الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام للسلطة لم يكن هناك أي جيش، وكان الجيش محصوراً في المدن الرئيسية، ولا يستطيع الوصول الى حدود اليمن.. في عهد الزعيم بني الجيش ووجد الجيش كماً وكيفاً.. الأسلحة، الطيران، البحرية، القوات الخاصة، لكن يؤخذ على الفترة الماضية انقسام الجيش وتحوله الى مليشيات.. طبعاً عندما وقعنا اتفاقية الحدود مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان واتفاقية الجزر مع ارتيريا، لم يكن هناك أي شيء خارجي يستدعي التحرك، لكن ضعف أجهزة الأمن في السيطرة على الوضع الأمني أدى الى تدخل الجيش في الحروب التي تمت ما عدا حرب 94م .. التي كانت بين طرفين لكل منهما جيش، لأن الوحدة عندما قامت وكل طرف مازال محتفظاً بجيشه في مناطق معينة تم اختيارها من كل طرف بشكل كامل ثم قاداتها لا يتم تغييرهم، فأدّى إلى حرب 94م التي ثبتت الوحدة لأنه لم تكن هناك وحدة حقيقية قبل ذلك، الآن نسمع عن اعتذار وما الى ذلك، الاعتذار يعني أن يقدم من الجميع، وليس من طرف لآخر يعتذر من طالب بالانفصال وفي نفس الوقت يعتذر من قاد الحرب، الاعتذار يجب أن يكون متبادلاً".
وفيما يتعلّق بالاعتذار عن حرب صيف عام 1994 أوضح الأمين العام المساعد للمؤتمر أن "الاعتذار ينبغي أن يكون في حالة ما تم ارتكاب خطأ، الوضع في اليمن ساهم فيه الجميع، وكان المؤتمر موجوداً والاصلاح والناصريون وكل الفئات وكل الاطراف التي تتوزع وتنقسم الآن كانت طرفاً واحداً، وإذا كان هناك أي اعتذار فهو للمواطن البسيط وليس للحزب الاشتراكي الذي ساهم بإعلان الانفصال. الاعتذار لكل متضرر هنا وهناك لضحايا الحروب".
وردّاّ على سؤال يتعلّق بأن ثورة 26 سبتمبر جاءت لبناء الجيش وجاءت ثورة الشباب لتقسيم الجيش قال أبو راس "لن يبنى الجيش بالطريقة التي نشاهد الآن، الآن الجيش منقسم، لم نشاهد جيشاً يخرج في مظاهرات الا في اليمن، في العالم كله الجيش منضبط، وأظن أن ما يسمى بالربيع العربي كان هناك ظلم فعلاً من القادة الذين كانوا موجودين، لكن القوى الأخرى التي لا تريد الخير لهذه القوى استغلتها فرصة ودمرت كل القوى العربية الموجودة. دمرت كل ممتلكات ليبيا وسوريا والجيش السوري الذي كان مؤهلاً لحرب مواجهة مع اسرائيل تم تدميره، تلك القوى استغلت ما حدث واسرائيل الآن مرتاحة لهذا الجانب.. الذي خرج سالماً هو الجيش المصري وهو أصلاً مكبلاً باتفاقية كامب ديفيد، وعندما يلاحق متطرفين أو متشددين في سيناء يأخذ الإذن من اسرائيل.. وحول الحديث عن تشكيلات في الجيش قال أبوراس: ليست بالتشكيلات العسكرية وإنما أشبه بمجموعات، وأنا أربأ بعبد ربه منصور هادي أن يمارس نفس العمل الذي ننتقده جميعاً وهو في نفس المكان، وهو نفسه كان ينتقد هذا الامر".
مبيناً أن كل ما تم إصداره من قرارات توحي بأنها عملية لتصفية كل كوادر المؤتمر في كل أماكن الدولة وفق خطة مدروسة ومرتبة يساهم فيها كل الموجودين الآن في السلطة، وهذا الشيء سيكون ضرره على اليمن، لأن الوزير إن وجد فهو في منصب سياسي.. المؤتمر عندما مارس السلطة مارسها بعيداً عن التعصب والحزبية، والآخرون يريدون أن يقوموا بأشياء تضر بالبلد، وهذه الاشياء إذا لم يتم فيها الصراحة وقول كلمة الحق فلن نبني اليمن".
وفي معرض ردّه على سؤال حول قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي بتشكيل الحماية الرئاسية من ثمانية ألوية من الجيش، أوضح أبو راس "هي ثمانية ألوية نصفها من الحرس الجمهوري ونصفها الآخر من الفرقة وهي أساساً ليست ملك الحرس ولا الفرقة، هي ملك الشعب اليمني، الألوية لم تكن تابعة للفرقة وإنما أعلنت ولاءها للشرعية الدستورية، أما عن ضم ألوية من الحرس الجمهوري الى مناطق مأرب أو تعز أو عدن فهذه إجراءات نظامية، لكن بناء الجيش بهذه الطريقة وبهذا الاسلوب سيقود اليمن الى ما هو أسوأ مما حدث في الماضي، لأن بناء الجيش لا يبنى بهذه الطريقة، يجب أن يتم إعادة هيكلة الجيش وفق الأنظمة والقوانين.. قانون التقاعد والترقيات، يجب يكون الجيش مهنياً محترفاً ولاؤه لله والشعب".