كلمةالميثاق -
يحتفل شعبنا بالعيد التاسع والأربعين لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة التي أعادت الأرض والسيادة الى اليمنيين بعد أكثر من 129 عاماً رزح فيها جنوب وطننا الغالي تحت وطأة الاستعمار البريطاني.
ولعل احتفالنا اليوم ما هو إلا من قبيل التذكير بالأدوار البطولية التي قام بها أحرار اليمن من أجل الخلاص من الحكم الاستعماري بعد سنة من قيام ثورة 26سبتمبر في الشمال ضد حكم الائمة لينتفض الجميع في ثورة واحدة كان مقرراً لها أن تنتزع تلك البراميل التي فرقت الاخوة، ولكن شاء الله ان يتأخر الموعد الى العام 1990م ويشهد اليمن انجازاً متفرداً في استعادة وحدته على يد الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر وكل من كان لهم شرف المشاركة في صنع ذلك الحدث الخالد.
ولعل من المهام النضالية الملحة التي ينبغي للمؤتمر الشعبي العام الاضطلاع بها خلال هذه المرحلة، الحفاظ على منجز الوحدة وحمايتها من التآمر، خصوصاً بعد ان كشرت بعض القوى عن انيابها واهمة في اعادة اليمن الى عصر الدويلات المتناحرة، وتقسيم الأرض كما يحلو للبعض ان يحلم.
ولعل من الضروري والمهم ان يولي المؤتمر الشعبي العام اهتماماً أكبر لحل القضية الجنوبية ومشكلة صعدة والبحث عن مخارج سياسية لها تضمن هامشاً من الحرية المكفولة دستورياً وفقاً للالتزام بعدم الخروج على الدولة أو رفع السلاح في وجهها.
وفي هذا المقام لابد من الحديث عن الأهمية البالغة لإعادة ترتيب وضع الجيش اليمني وابقائه جيشاً للوطن والحيلولة دون تحويله الى مليشيات حزبية، كما حدث في التجربة اللبنانية التي انتهت بحرب دامت أكثر من 15 عاماً راح ضحيتها أكثر من (80) ألف لبناني، ودمرت خلالها بلد بأكملها.
ولابد ان نفكر في مستقبل الأجيال وإبعاد التعليم عن السيطرة الحزبية والسياسية حيث يمثل مطلباً مهماً وبارزاً لبناء جيل خالٍ من الاحقاد والتشوهات والتعصبات.. وعلى المؤتمر الشعبي العام ان يتصدى لحركة تسييس التعليم التي تنفذ حالياً بسرعة متناهية، استهدفت تغيير الأدوار وفق معايير سياسية أبعد ما تكون عن المهنية ومصلحة الوطن والأجيال القادمة.
وتتطلب المرحلة القادمة ان يقوم المؤتمر الشعبي العام- كتنظيم سياسي رائد- بتقديم تجربة متميزة في حماية حقوق المهمشين تضاف الى أدواره المميزة التي قام بها خلال قيادة البلد، وكان من شأنها تحسن أوضاع تلك الفئات وتوفير الرعاية والحماية الاجتماعية لها وفقاً لإمكانات الدولة..
ولعل القضية الأكثر إلحاحاً في مواجهة التحديات القادمة هي قضية الاعلام الرسمي المسئول وكيف يمكن ان نسخره لخدمة التنمية والأمن والاستقرار، فقد عانى الشعب كثيراً بسبب الحملات الاعلامية المتبادلة بين الخصوم، ولابد من اصلاح هذا الجهاز وعزله عن السيطرة الحزبية المنفردة، وهي مهمة بالغة الأهمية وكانت أول ما أكد عليه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في خطاباته خلال الأسابيع الماضية.