الإثنين, 15-أكتوبر-2012
الميثاق نت -   عبدالله الصعفاني -
يا حمامي أمانة ما دهاك؟ البداية «بين قوسين»
تقول بأنّك كبير.. أتَّفق معك أنت كبير.. كبير الحجم وكبير المفردات وحلو الحديث.. تقرأ في الشأن الرياضي والفني بذات حماسك لقراءة ما هو سياسي.. هذا رائع.. فقد صرت مثقفاً وفق التعريف القائل: «المثقف هو مَنْ يعرف شيئاً عن كل شيء».. ولكن مهلاً.
خفف الوطء على هذه البقعة من الأرض.. ليس لأن «أديم الأرض من رفات هذه الأجساد».. وإنما لأنّك بحاجة إلى وقفة أمام مرآة الحقيقة.. وبالمفردات الشعبية «قِر.. أُوّي ي ي..».. وبالنحوي يعني توقّف.. اهدأ.
هناك مثقفون بعدد بعر الإبل يمارسون مهمات حقيرة، مأسورين بالتبعية للجاهل والغبي.. فما فائدة أن يكون الواحد منَّا فاهماً وكل عمله هزّ الرأس لمن لا يفهم؟ ما الجدوى من قارئ وهو يدين بالولاء الأحمق للجاهل؟ ما الحكمة في أن تكون أممياً وأنت غير قادر على استيعاب زملائك؟ أو ناصرياً ولا تنصر أخاك على ظلمك؟ أو مؤتمرياً ولا تسمع إلا صوتك؟ أو إصلاحياً وتتماهى مع الفساد؟ أو من أنصار الله ولا تشفق على عباده؟
الكبير هو مَنْ يسمع الناس منه آراءً كبيرة.. والمثقف هو مَنْ يوظّف ثقافته لتكريس قيم التواضع والمحبة والأخوة.
وليس من لوازم المثقف أن يكون كذّاباً أو منافقاً أو يدين بالتبعية لمصالحه الشخصية على حساب مصالح المجتمع الذي يعيش فيه.
وأعرف أن قارئاً يسأل في هذه اللحظة: ما المبرر لتسطير مثل هذه الرسالة؟ وليس الجواب إلاّ دقاً لأبواب مثقفين يعانون من الإفلاس الأخلاقي وهم يكتنزون في رؤوسهم علوماً كثيرة.. لكنهم يدمنون التبعية والوقاحة والفجور على حساب احترام الذات واحترام الحياة.. والحياء.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28721.htm