الإثنين, 15-أكتوبر-2012
الميثاق نت -  صلاح العجيلي -
كانت ثورة 14 اكتوبر عام 1963م أهم حدث تاريخي في اليمن وتعد من كبريات ثورات التحرر الوطني في العالم، فبقدر ما أنجزت الاستقلال بالقدر نفسه كان لها تأثيرها في تغيير موازين القوى في العالم وحسبها أنها مثلت نهاية للحقبة التي كانت السيطرة فيها للامبراطورية التي كانت توصف بأن الشمس لا تغيب عنها، على أنه من الانصاف القول إن ثورة 14 اكتوبر 1963م هي امتداد لنضالات سابقة وتضحيات كبيرة بدأت في اليوم الاول الذي نزلت فيه طلائع المستعمرين من سفنهم الى عدن في 19 يناير 1839م فقد تصدى لها اليمنيون في تلك الصبيحة التي قدموا فيها كوكبة من الشهداء واستمروا في ثورة متواصلة بلغت ذروتها في يوم 14 من اكتوبر 1963م وتمكنت من انتزاع الاستقلال الناجز في غضون أربع سنوات من النضال المتواصل.
.. وجاء الانتصار العظيم في 30 نوفمبر بعد أن ساهم ثوار الجنوب مساهمة فاعلة في دعم وتفجير الثورة السبتمبرية 1962م من خلال المساندة الفعالة وكان هذا الدعم متعدد الاتجاهات كان معنوياً ومادياً وبالكلمة والقلم الى أن انتصرت الثورة السبتمبرية في 26سبتمبر 1962م، ولأن الثورة الاكتوبرية كان حولها رجال كانوا على قدر من المسؤولية والاعتزاز بالنفس والقضية والايمان بها ومضوا بثبات نحو غايتهم المنشودة بدءاً من غالب بن راجح لبوزة وانتهاء بعلي عنتر وصالح مصلح وسالم صالح وآخرون ممن التفوا حول ثورتهم التي كان لها الأثر الأبرز في تحقيق أهدافها الخالدة دون النظر الى المكاسب الشخصية وطلب المناصب، كانت نفوسهم خالية من الاطماع الذاتية وهذه العوامل دفعتهم الى التضحية بالغالي والنفيس وكان خلفهم شعب حر يتوق للحرية والاستقلال والانعتاق يساندهم بكل السبل المتاحة والممكنة فانصاعت لهم الصعوبات في حدود قعطبة الى ردفان والضالع.
إننا عندما نحتفل بذكرى الأحداث الكبرى في تاريخنا كما هو الحال اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الـ49 لثورة الـ14 من اكتوبر المجيدة انما نحتفل بمآثرنا العظيمة التي ينبغي أن تبقى حية في نفوس وضمائر وعقول الأجيال اليمنية لنستمد منها الشعور بالعظمة والثقة بالنفس ونتعلم منها عبراً ودروساً في حب الوطن، وفي الانحناء احتراماً لشهدائنا الأماجد والأحياء من ابناء هذا الشعب رجالاً ونساءً الذين يتفانون في خدمة هذا الوطن وحراسة مكتسبات شعبه، ومن تلك العبر والدروس التي ينبغي أن نستلهمها واحدية الثورة اليمنية التي عكستها وجسدتها وحدة الشعب اليمني العظيم التي كانت ولاتزال شاهداً على أن اليمنيين أينما حلوا ووجدوا في المساحات التي توزعوا عليها وحدتهم ونضالاتهم في سبيل الانعتاق من الإمامة في الشمال والتحرر من الاستعمار في الجنوب، وقد تجلى ذلك بوضوح بمشاركة أخوة الجنوب لأخوة الشمال والعكس صحيح في مواقع النضال والثورة، فقد كانت عدن مأوى المناضلين ضد الإمامة وكانت صنعاء وتعز ملاذاً للمناضلين في سبيل التحرر من الاستعمار.
إن احتفالنا بالذكرى الـ49 لثورة الـ14 من اكتوبر المجيدة هو احتفال بتلك المآثر والبطولات وإعلاء تلك الحقائق التي لا يمكن قهرها أو طمسها أو المكابرة حولها، فثورة الـ14 من اكتوبر تعاظمت بوحدة هذا الشعب، لذلك كان المشروع الوحدوي أهم محرك لقوتها، فقهرت الاستعمار ووحدت عدن و23 مشيخة وإمارة في إطار وطني واحد ومضت الثورة اليمنية نحو تحقيق أهدافها وصولاً الى إنهاء حالة التشطير وتحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م وهي ثمرة لذلك التراث النضالي للثورتين (سبتمبر واكتوبر)، وذلك التراث الوحدوي للشعب اليمني الذي أنتج عبر مراحل طويلة وهو تراث ثقافي وسياسي ونضالي لا ينكر إطلاقاً.
إن احتفالنا هذا العام بهذه الذكرى الغالية هو احتفال بإنجازات تحققت على الارض اليمنية وفي كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهي إنجازات كبرى وكثيرة رغم محدودية الموارد ورغم المعوقات التي تتعمد قوى الارهاب والخارجون على النظام والقانون صناعتها ووضعها في طرق التنمية والاستقرار ولكننا قادرون على مواجهة تلك القوى وإنهاء شرورها والسير قدماً في طريق التنمية مدعومين بإرادة القيادة السياسية ومساندة المخلصين من أبناء شعبنا اليمني وكافة قواه الخيرة والحية وبها ومعها نتطلع الى غدٍ أفضل.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28729.htm