الميثاق نت -

الثلاثاء, 16-أكتوبر-2012
الميثاق نت/ حاوره/ عارف الشرجبي: -
حذر اللواء المناضل محمد حاتم الخاوي عضو مجلس الشورى من أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لليمن.. وقال لـ«الميثاق»: إن من أهم التحديات التي واجهت الثورة اليمنية ومازالت التدخل الخارجي الذي كان ومازال يدعم القوى الظلامية بالمال والسلاح لتحقيق أجندته..
مؤكداً أن القوى التقليدية تحاول دائماً سرقة جهود الآخرين سواء في الماضي أو الحاضر.. ولفت عضو تنظيم الضباط الأحرار الى واحدية الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» والذي تجسد في كل شبر من أرض اليمن .. داعياً أبناء الشعب إلى التصدي لكل من يحاول شق الصف الوطني بأي حال من الأحوال.
ممكن تحدثونا عن البدايات الأولى للثورة وتنشكل تنظيم الضباط الأحرار؟
- ثورة 26سبمتبر جاءت ولديها أهداف ستة أهمها التخلص من الحكم الإمامي البغيض الذي لم يكتفِ بقتل أبناء الشعب فحسب بل قام بقتل أخيه الامير ابراهيم على إثر ثورة 48م كما قتل أخويه العباس وعبدالله على إثر حركة المقدم أحمد الثلايا في 1955م.. ومن هنا نستطيع القول ان الثورة اليمنية جاءت ولديها أهداف سامية للتخلص من الحكم الإمامي البغيض والاستعمار البريطاني الغاشم،، وتوطدت بالتالي واحدية الثورة للشعب اليمني شماله وجنوبه.. ولكي نكون منصفين للتاريخ لابد أن نذكر الناس أن أول خلية للثورة كانت مدينة تعز بقيادة الشيخ محمد علي عثمان والمغفور له- بإذن الله- عبدالغني مطهر ومحمد قائد سيف وعبدالقوي حاميم وعلي محمد سعيد احمد والدكتور عبدالرحمن البيضاني الذي كان يهاجم الامام من إذاعة صوت العرب من برنامج محمود سعيد وكانت له علاقة بالبيضاني الذي تربطه علاقة بأنور السادات، فذهبوا الى آلقاهرة وقال لهم السادات: هل لديكم قيادة عسكرية من الجيش لكي تحمي الثورة، فقالوا: نعم، وعادوا الى تعز وكنت حينها هناك أنا ومجموعة من الضباط الذين حاولوا اللقاء بنا، وكان لدينا رغبة بعمل شيء للثورة وكنت أنا والشهيد البطل علي عبدالمغني والشهيد محمد مطهر والشهيد محمد الحمزي وسعد الاشول والمغفور له- بإذن الله- علي الضبعي، وتمنيت أن أستشهد معهم، فاتفقنا على القيام بالثورة ولكنا لم نحدد ساعة الصفر ولا الاهداف الستة، وفي صنعاء كان التجمع للضباط أكبر من تجمع تعز وبعدها بفترة تم اجتماع عدد من الضباط- يحملون نفس التوجه والاهداف بإسقاط الإمامة- في منزل عبدالله المؤيد، وحضره الملازم عبدالكريم السكري وصالح الاشول وأحمد الرحومي وحسين الغفاري وحسين شرف الكبسي ومحمد مرغم وناجي علي الاشول ومحمد حميد وعبدالوهاب الشامي وعلي بن علي الجائفي ويحيى جحاف وحمود بيدر، وهذه أول خلية تكونت في صنعاء والتي أرسلت الملازم ثاني ناجي علي الاشول الى تعز لإبلاغنا أنه تم الاجتماع ورأوا أن يكون هناك تنظيم واحد في عموم الوطن تحت اسم تنظيم الضباط الاحرار، وبعدها تم صياغة أهداف الثورة، وقد اختارت اللجنة قيادة جماعية من هذه الاسماء ومن جماعة تعز وتم اختيار النقيب عبداللطيف ضيف الله رئيساً للقيادة التنظيمية في أول دورة قيادية ثم تكونت خلايا أخرى في كل من صنعاء وتعز وحجة وكان الاتفاق أن تفجر الثورة في تعز مقر حكم الإمام أحمد، وكنا نجمع السلاح والذخيرة الى تعز.. ومن يقرأ كتاب أسرار ووثائق الثورة اليمنية سيجد تفاصيل دقيقة حول قيام وأهداف الثورة دون مبالغة أو إخفاء.

ساعة الصفر
ويواصل الخاوي الحديث قائلاً: وعندما مات الإمام أحمد في تعز في 18 سبتمبر انتقل مركز الثقل والحكم الى صنعاء ومن ثم انتقل التخطيط للثورة من تعز الى صنعاء، ومن ضمن خلايا تعز وهي من أهم الخلايا: خلية مطار تعز ومنهم الشهيد محمد الحمزي ومحمد صالح اللوزي والشهيد أحمد بيدر وأحمد درويش كانت مسؤوليتهم أن يتواصلوا مع الضباط العاملين في صنعاء ومهمتهم إبلاغنا عن كل شيء.. ولا بد من التنويه الى أن الشهيد علي عبدالمغني ومحمد مطهر زيد انتقلا الى صنعاء وانضما للقيادة الجماعية للثورة، وخلال اجتماع لجنة القيادة للتنظيم تم تحديد ساعة الصفر في الهجوم على الإمام البدر وكان قد وصل الى صنعاء الأخ سعيد الجناحي الذي أبلغنا أنه تم تحديد ساعة الصفر، وفي فجر يوم الخميس زرت الزعيم أحمد الآنسي الذي كان قائد الجيش في تعز وأبلغته بقيام الثورة، وكان يومها قد تقرر خروج الجيش الى ميدان الشهداء في تعز لتأييد الإمام البدر حيث لم يكن الجيش يعلم بقيام الثورة نظراً للسرية التي سبقت قيامها، ولكني خرجت أنا والمجموعة التي كانت في تعز واعطينا أوامر بعودة الجيش الى الثكنات واعتقال كل القوى المؤثرة على الثورة وعلى رأسهم اسماعيل ابن الإمام يحيى والوشلي وعبدالله عبدالكريم وأحفاد الإمام يحيى وبقية الشخصيات المؤثرة، وكان ذلك في 26سبتمبر يوم قيام الثورة، لأننا كنا نخشى أن يفعلوا كما فعل الإمام أحمد في ثورة 48 الذي أجهضها عندما جمع الجيش وانصاره من تعز وذهب الى حجة، وفعلاً اعتقلناهم جميعاً وتم أخذهم مكبلين الى صنعاء وكان يرافقني عدد من الجنود الذين كانوا يعملون معي، فوصلنا عصر يوم الجمعة وتم تسليمهم الى الزعيم السلال، وبعدها استمرت الثورة على اكثر من جبهة في متابعة فلول الإمام البدر ولم نشعر بانتصار الثورة الا بعد فك حصار صنعاء والمصالحة الوطنية عام 1970م.

جحود ونكران
اليوم نسمع من يطلق الدعوات لإسقاط النظام بعد هذه المدة من عمر الثورة الخالدة.. وإلى أي حد تثير مشاعركم مثل هذه الدعوات؟
- الهدف من أي ثورة اسعاد الشعب وليس التسيد عليه.. والهدف من التغيير هو التغيير الى الافضل، فعندما قمنا بثورة 26سبتمبر كان هدفنا انهاء الحكم الإمامي والاستعمار، وهذه الاهداف والقيم هي التي تحرك الفعل لصالح الشعب ولابد أن تتحلى الثورة بالقيم النبيلة والصدق النابع من المصلحة الوطنية لا المصالح الحزبية الضيقة.. ونظام الزعيم علي عبدالله صالح نظام ديمقراطي وله إنجازات كبيرة وان كان هناك سلبيات فهي محدودة جداً، ولو قارنا وضع اليمن قبل مجيئ علي عبدالله صالح واليوم سنجد الفارق كبيراً جداً، يدلل على ذلك المنجزات العملاقة كالمدارس والمستشفيات والطرقات والتأمينات الاجتماعية وبناء جيش وطني قوي.. وما هو حاصل اليوم هو تجاذب أحزاب، وكنا نتمنى أن تدرك الاحزاب المصلحة الوطنية العليا والأخذ بالأفضل لإخراج اليمن من هذا النفق المظلم الذي استمر اكثر من عام ونصف حتى الآن، ولعل الوضع القائم وعدم الاستقرار وبقاء الأزمة يستفز مشاعر كل يمني سواء نحن الثوار السبتمبريين والاكتوبريين أو عامة الشعب اليمني.

طلائع وطنية لا تُنسى
ماذا عن واحدية الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر»؟
- كم هو رائع أن تأتي الذكرى الـ50 لثورة 26سبتمبر والـ49 لثورة 14اكتوبر ولو لم يكن الا ليلتقي الرعيل الاول ليحكي ويسرد بطولات وأمجاد وفخر ما صنعته أيديهم وأكفهم.. بطولات رسخت ثورة سبتمبر واكتوبر بكل أهدافها وطموحاتها الخلاقة لتبقى خالدة ما بقي الكون وعمرت الارض، وكما قلت أن هموماً مشتركة للثوار في كل من صنعاءوعدن وتعز وغيرها تجسدت على أرض الواقع في أدبيات الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» وقد التقى فيها روح السلال بقحطان الشعبي وعلي عبدالمغني بسالمين ولبوزة والاسودي والاحمدي بروح عبدالغني مطهر وحاميم ومحمد قائد سيف والكبسي والديلمي وبيدر والسراجي والرحومي بعبدالملك اسماعيل وعبدالفتاح اسماعيل وسيف محمد الضالعي وخالد محمد عبدالعزيز وعبدالله صالح سبعة، وفيصل الشعبي وعادل خليفة والاصنج، فتلك الكواكب والطلائع الوطنية ستظل خالدة في جبين التاريخ ما بقي الزمن.. هذه وغيرها هي التي جسدت واحدية الثورة، وهناك مثل قائل «ليس المهم احتلال قمة الجبل ولكن الأهم كيفية الحفاظ عليه» وهنا أتذكر المقاتلين الذين جاءوا من عدن ولحج وردفان الى تعز وكان لي شرف القيام بتدريبهم وتسليحهم وإرسالهم الى أرحب وخولان وجبال المحابشة لترسيخ ثورة سبتمبر، وكان لي في المحابشة شرف اللقاء بسيد الشهداء راجح غالب لبوزة رحمه الله مع رفاقه، فقد كانوا كالأسود الكاسرة في الدفاع عن الثورة والجمهورية قبل أن يعودوا الى ردفان ليدافعوا عن آمال الشعب، بالإضافة الى العديد من المناضلين ومنهم عبدالله الاصنج ومن معه، وقد تم التنسيق معه لكيفية الدفاع عن الثورة في صنعاء وعدن، كما أن الاخوين عادل خليفة وسيف الضالعي اللذين ذهبت معهما الى قصر السلاح وقلت لهم خذا ما تريدان من الاسلحة لتذهبا الى عدن للقتال ضد الاستعمار وكان قدر الثورة السبتمبرية تحرير الشمال من الطغيان الإمامي وتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني المحتل، ومنذ 14 اكتوبر وحتى 30 نوفمبر قدمت الحركة الوطنية بمختلف توجهاتها ومناطقها شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً قوافل من الشهداء وأنهاراً من الدماء في سبيل الاهداف الوطنية المرسومة وبالتالي فقد عُمّدت واحدية الثورة اليمنية خلال 1150 يوماً من النضال كانت كافية لحصد الكثير من الشهداء الذين كان لهم الفضل الاكبر في رفع راية 22مايو 1990م والتي تحققت في عهد الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح ومن معه من بقية القوى الوطنية المشاركة في صنع هذا الحدث العظيم وما تلاها من حرب الحفاظ على الوحدة اليمنية عام 1994م.

قوى تقليدية نفعية
ما أهم التحديات التي واجهت الثورة اليمنية ومازالت؟
- أهم هذه التحديات التدخل الخارجي والذي كان يدعم القوى الظلامية بالمال والسلاح والاعلام المغرض، فقد أرادت القوى التقليدية والظلامية سرقة جهود الضباط والثوار وتسخيرها لصالح مشروعهم للانقضاض على أهداف الثورة واخماد جذوتها، ناهيك عن سعي تلك القوى لإجهاض مشروع الوحدة ومنذ ثورة 26سبتمبر حتى بعد قيامها.
هل تعتقد أن القوى التقليدية التي تقف اليوم داعمة لاسقاط النظام هي امتداد لتلك القوى التقليدية اثناء حصار صنعاء؟
- نعم وقوى تقليدية تسعى للدفاع عن مصالح وامتيازات على حساب الثوار الفعليين.. قوى أشبه بالطابور الخامس الذي حاول إجهاض الثورة في حصار صنعاء وما قبله.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28750.htm