الإثنين, 22-أكتوبر-2012
الميثاق نت -   إقبال علي عبدالله -

< علينا جميعاً في وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م العظيم، الاعتراف بكل شجاعة وصدق بحقيقة لا يمكن نكرانها والمكابرة بشأنها بأن «القضية الجنوبية» وصلت اليوم وبكل أسف الى منعطف خطير وخطير جداً، حيث تداعت مجرياتها من المطالب الحقوقية المتراكمة منذ الحكم الشمولي المستبد للحزب الاشتراكي بعد تحرير جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967م، وحتى يوم اعادة تحقيق الوحدة المباركة في مايو 1990م، وصلت هذه التداعيات بعد دخول العنكبوت الاقليمي والدولي الى حد المطالبة «بفك الارتباط» أي اعادة الوطن الى عهد التشطير البغيض..
هذه الحقيقة التي يجب علينا الاعتراف بها هي اليوم الزاوية الرئيسية في التسوية السياسية حسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وما طرحه المؤتمر الشعبي العام بحكم أنه حزب الأغلبية الشعبية في الوطن من مبادرات ابتداءً من البرنامج الانتخابي للزعيم علي عبدالله صالح أواخر عام 2006م وحتى عند نشوب الأزمة المفتعلة من قبل ما تعرف بأحزاب اللقاء المشترك والمهيمن عليها حزب الاصلاح المتشدد وجماعته المسلحة «الاخوان المسلمون».. وهي أزمة العام المنصرم والتي مازالت تداعياتها مستمرة بل وبقيادة الاصلاح تتزايد يوماً بعد يوم.
وهي أزمة وجد فيها ما تعرف بـ«مكونات الحراك الجنوبي» وبتخطيط وتمويل ودعم لوجستي وعسكري واعلامي من قوى اقليمية ودولية معروفة جيداً لدى شعبنا وقيادتنا السياسية والعسكرية، وجدوا فيها ضالتهم في اعادة المشروع التآمري السابق الذي واجهه الزعيم علي عبدالله صالح إبان قيادته للوطن بكل شجاعة..
مشروع اعادة تقسيم الوطن
لا أحب الإطالة خاصة وأن المشهد في الكثير من المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها عدن التي منها أعلن الزعيم علي عبدالله صالح قيام الوحدة المباركة ورفع علم الجمهورية اليمنية مع إخوانه من المناضلين الشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية..
أقول إن المشهد وصل اليوم ليس الى نقطة الاشمئزاز والغثيان بل الى نقطة الخوف، خاصة وكما أشرت سابقاً دخول العنكبوت الاقليمي والدولي في تحريك المشهد، وفي ظل عدة عوامل داخلية أهملت بقصد أو دونه هذه التداعيات حتى وصلت الى نقطة الخطورة..
ولعل من أبرز هذه العوامل: صمت حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها الأخ محمد سالم باسندوة وشكلت بموجب المبادرة الخليجية وهو صمت متعمد يهدف الى افشال التسوية السياسية المرجوة وقيادة المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لقيادة البلاد وإخراجها من أزمتها المتعددة الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، ولعل مخطط قيادة حزب الاصلاح وقوى قبلية وعسكرية دليل على وجود هذا المخطط الذي حتماً لن يفضي إلاّ الى كارثة وحرب أهلية لا سمح الله..
وكذلك من العوامل -نقولها بكل شجاعة- غياب دور وفاعلية قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية وأبرزها عدن والغياب بدأ ملحوظاً منذ بداية الأزمة العام المنصرم في الوقت الذي كنا نأمل من تنظيمنا الرائد أن يكون في المقدمة للتصدي لأ صوات النشاز الداعية لفك الارتباط والدخول مع الشباب في الساحات في حوارات تكشف وتبين لهم نهاية الطريق المظلم الذي يسيرون فيه.هذه بعض العوامل وما أكثرها سنتناولها في كتابات قادمة بإذن الله..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28841.htm