حوار/توفيق عثمان الشرعبي - أكد النائب البرلماني زيد أحمد طه تفاعل المؤتمر الشعبي العام مع القضية الجنوبية وتحمسه لبلورة الحلول لها مشدداً على أن حسن اختياره لممثليه في الحوار الوطني المرتقب سيعكس رؤيته الواسعة لبناء يمن جديد يلبي تطلعات الشعب.. كما سيكون لطرحه صدى وقبول داخلي وخارجي.
وشكك النائب طه بنجاح الحوار في حل القضية الجنوبية، وقال: إن من حق أبناء الجنوب التحرك لتدارس قضيتهم لكن الحراك في المقام الأول هو الأحق بتمثيلهم في الحوار لعدة أسباب.
وأوضح أن حكومة الوفاق لم تدخل المبادرة الخليجية من أبوابها ووضعت نفسها موضع الفشل الذريع بدليل حالة الانفلات الأمني.
وقضايا أخرى تطرق إليها في الحوار التالي:
۹ قراءتك للمشهد السياسي الراهن؟
- الكل يقول بأنه يعمل ويبذل الجهود للخروج بالبلد من الأزمة ولكننا نرى العمل على الواقع بطييء جداً ولايطمئن.. الفترة الانتقالية محددة بسنتين وموضح في المبادرة ما الذي يجب ان يتم حسب الأهمية ولكن للاسف نحن نسير ببطء ولانستثمر الوقت في تجاوز خلافاتنا.
۹ كأنك متشائم تجاه مستقبل عملية التسوية؟
- ليس بهذا المفهوم، نحن نحث الجميع على التسريع في الحلول وتفعيل ذلك على الواقع وثقتنا بالله ثم برعاة المبادرة والوطنيين والعقلاء في هذا البلد كبيرة جداً لإخراج البلد من أزمتها والانتصار للحكمة اليمانية.
۹ قيادات المؤتمر في المحافظات الجنوبية ستعقد لقاءً تشاورياً بعد غدٍ.. ما الهدف من هذا اللقاء؟
- الوقوف على ما تشهده الساحة من تطورات خصوصاً ما يتعلق بمؤتمر الحوار أو مايتعلق بالقضية الجنوبية وطرح وجهة نظرنا بوضوح..
۹ يعني ان المؤتمر بدأ يبلور رؤية للمساهمة في حل القضية الجنوبية؟
- المؤتمر الشعبي متفاعل مع القضية الجنوبية ومتحمس جداً لبلورتها واقتراح الحلول لها.. بل ويعد هذه القضية من أولويات أجندته التي يجب ان يقف عليها قبل دخول الحوار الوطني الشامل.
۹ وما المطلوب من المؤتمر تجاه مؤتمر الحوار الوطني؟
- يجب عليه ان يختار ممثليه في الحوار بدقة وتمحيص بحيث تكون مشاركته قوية وتعكس خبرته وتاريخه ورؤيته الواسعة والشاملة لبناء يمن جديد يلبي تطلعات الشعب اليمني بمختلف شرائحه وتكويناته.
وأوكد أن المؤتمر اذا أحسن وأجاد اختيار ممثليه فسيكون لطرحه صدى وقبول وارتياح داخلياً وخارجياً باعتباره الأقرب فكرياً لمواكبة التطورات العصرية والتطلعات المدنية.
۹ تقييمك لتحركات فصائل الحراك المكثفة خصوصاً بعد عودة قيادات معارضة من الخارج؟
- من حق أبناء الجنوب ان يتحركوا ويعقدوا اللقاءات والمؤتمرات لتدارس قضيتهم وتحديدها لطرحها منظمة على طاولة الحوار..
۹ لكن كل فصيل يغني على ليلاه؟
- على الفصائل والمنظمات والاحزاب والفعاليات في المحافظات الجنوبية ان توحد رؤيتها وتحدد قضيتها وتتكاتف لحلها في مؤتمر الحوار.
۹ واذا استمرت الفصائل على ما هي عليه من اختلافات في الطرح؟
- ستكون أول من يهدد حل القضية، بل وستكون سبباً رئيسياً في افشالها وإماتة محتواها.
۹ برأيك من الأحق بتمثيل ابناء الجنوب في الحوار؟
- الحراك في المقام الأول ومن ثم بقية المنظمات والاحزاب وشرائح المجتمع.
۹ لماذا منحت الحراك كل هذه الثقة؟
- الحراك يجب ان يكون الممثل الأول للقضية لأنه ناضل وقدم التضحيات وتحمل كثيراً من أجلها وهو من ابناء الجنوب وأقدميته في نضاله لأجل حلها تفرض أحقيته بالأولوية في التمثيل.
۹ لكن بعض الحراكيين يطالبون بفك الارتباط؟
- بهذا التصرف سيفقدون الأحقية في التمثيل وسيفقدون وقوفنا الى جانبهم وسيفقدون صلتهم بالقضية وسينفض الناس من حولهم وسيجدون أنفسهم وحيدين وبلاقضية.. وسيكونون هم الخاسرين فقط.. وسيتبنى القضية من هو عقلاني في تفكيره وطرحه ووقوفه الى جانب حقوق المواطنين.
۹ ما موقف ابناء الجنوب من دعوات فك الارتباط؟
- غالبية ابناء الجنوب ضد هذه الدعوة ويرفضونها ولولا هذه الدعوة لتوحدت فصائل الحراك بشكل كامل.
وللعلم أن دعاة فك الارتباط هم أعداء القضية الجنوبية ويسعون لتمييعها وضياعها.
۹ هل ترى في الحوار حلاً للقضية الجنوبية؟
- الحوار الفرصة الوحيدة لحل كل القضايا وليس الجنوبية فقط ولا أعتقد ان القضية ستحل بعدها اذا فشل الحوار في ذلك.
۹ كأنك تطرح احتمالاً يفشل الحوار في حلها؟
- لايساورني الشك يفشل الحوار في حل القضية الجنوبية كون كل ابناء الجنوب لديهم الرغبة الجامحة والتاريخية لحل هذه القضية التي سلبت الناس حقوقهم وفاقمت من مشاكلهم.
۹ لو عدنا الى تمثيل ابناء الجنوب ألا يحق لأبناء المحافظات الشمالية ان يطرحوا القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار؟
- القضية الجنوبية بالفعل قضية مشتركة بل قضية وطن ووحدة وهناك قيادات من المحافظات الشمالية تتحدث عن القضية بلا تحفظ وتطرحها بجرأة وتنتصر لها في كل افعالها وأقوالها اكثر من بعض القيادات في المحافظات الجنوبية.. نحن شعب واحد وهذه القضية تمس الجسد اليمني برمته..
ولابد ان يكون هناك صوت وموقف قوي لأبناء المحافظات الشمالية في المساهمة بحل هذه القضية في مؤتمر الحوار الوطني، وعلى ابناء المحافظات الجنوبية ان يحترموا مواقف وآراء الآخرين الداعمة لحل القضية، ولايمكن لأحد ان يستغني عن أخيه خصوصاً في مثل هذه القضايا الشائكة التي يمتد تاريخها منذ ابجديات الكفاح الموحد ضد الاستعمار والاستبداد.
۹ كيف يمكن حل القضية الجنوبية من وجهة نظرك؟
- كما أشرنا عن طريق الحوار وتقديم التنازلات واستيعاب الرؤى والأطروحات والمساهمة الرامية للحل وأخذ كل المقترحات بعين الدراسة والتمحيص وتقريب الحلول المراعية لكل الرغبات في اطار الوطن الموحد، والابتعاد عن التمترس وراء المواقف او اجترار الماضي، وفتح صفحة جديدة قائمة على المواطنة المتساوية واحترام الآراء والمشاعر من كل ولكل ابناء اليمن الواحد.
ولايفوتني ان اشير الى ان ابناء الجنوب اذا وحدوا رؤيتهم وبلوروا القضية بشكل منطقي ووضعوا الحلول الجذرية لها بعقلانية فسيكون حل القضية أسهل مما يتوقعه المتحاورون ورعاة المبادرة الخليجية.
۹ كيف تنظر لدعم بعض الدول لدعاة فك الارتباط؟
- هذه مواقف هزيلة وغير مدروسة تاريخياً.. وهي ضمن الاصطياد في الماء العكر وخلق نوع من تصفية الحسابات بين تلك الدول وخصومها من دول أخرى.
۹ ولماذا التصفيات في بلادنا بالذات؟
- لأن الجو مهيأ الآن لنمو المشاريع الصغيرة، والوضع المنفلت سياسياً وأمنياً شجع على هذه التصفيات..
۹ هل للبرلمانيين من أبناء المحافظات الجنوبية دور في بلورة القضية الجنوبية؟
- دورنا وموقفنا سيتضح من خلال اللقاء التشاوري لقيادات المؤتمر الذي سينعقد لاحقاً.
۹ تقييمك لأداء الحكومة؟
- حكومة الوفاق مثل الذي ينفخ في رماد او يصرخ في واد.. وهي من وضعت نفسها موضع الإخفاق رغم ما تُـبذل من جهود.. حكومة الوفاق دخلت الى المبادرة من الطاقة وليس من الباب وبالتالي ظلت تراوح مكانها ولم تقدم للمواطن شيئاً محموداً.
۹ من يقول هذا الكلام تتهمه الحكومة بالتجني عليها؟
- با أخي لو وقفت الحكومة على الجانب الامني فستجد نفسها في وضع حرج وستدرك انها فشلت فشلاً ذريعاً فالانفلات الامني بحد ذاته يعكس قصور الأداء.
۹ هناك من يرجع فشل الحكومة الى اتباعها لأحزابها؟
- من حق الحكومة ان تتبع احزابها فهي قادمة منهم ومن حقها ان تستعين بهم في مهامها ولكن نزولاً عند بنود المبادرة الخليجية وليس الرغبات الحزبية.
۹ برأيك ما الذي يهدد التسوية السياسية؟
- الإقصاء وبقاء الساحات..
۹ تقييمك لدور رعاة المبادرة الخليجية؟
- مقصرون في مراقبة التنفيذ وهناك تغاضٍ عن مفتعلي الخروقات والعراقيل وعدم انصاف او الاشادة بالطرف الممتثل للتنفيذ.
۹ كيف تقيم دور المؤتمر بالنسبة لتنفيذ المبادرة؟
- ستكون شهادتي مجروحة إذا قلتها..
۹ تقييمك لدور الاعلام منذ التوقيع على المبادرة وحتى اليوم؟
- الاعلام مشكلة بحد ذاته وسبب للمشاكل الحاصلة وعامل رئيسي على التحريض والقدح والتجريح والنفخ في أوار الفتنة.. إعلام كل الاطراف ليس متزناً ولم يبادر يخلق جو جديد.. ولم يسعَ لتهيئة المناخات للحوار.
اعلامنا لم يصل الى المستوى الذي يُـحترم فيه على ادائه!!
۹ هل اليمنيون جاهزون للحوار وهل الاجواء مهيأة لذلك؟
- في ظل الانفلات الامني الحاصل لا أعتقد.. فاذا لم تكن هناك خطوات وخطط سريعة وعملية في مختلف الجوانب وكل ما يضمن قيام مؤتمر الحوار فلا أظن اننا جاهزون للحوار، فإذا لم يستطع صاحب عدن الوصول الى صنعاء او العكس فعن أي حوار نتحدث.
على الحكومة ان تتخذ اجراءات حاسمة وحازمة لفرض هيبة الدولة ومد سيطرتها الى كل الاماكن والمناطق ليتمكن المتحاورون من الاصغاء لبعضهم البعض او التواصل مع بعضهم البعض وسط أمن واستقرار وطمأنينة.
۹ ما الذي يتطلبه المؤتمر الشعبي العام ليقوم بدوره على أكمل وجه في المرحلة الراهنة؟
- المؤتمر بحاجة الى عقد مؤتمره العام الثامن ليقيم اداءه في السابق ويخطط للحاضر ويستعد للمستقبل.. المؤتمر بحاجة ماسة الى ضخ دماء جديدة الى الصفوف الاولى في هيكله التنظيمي.. يجب ان يتخلى المؤتمر عن شعوره بأنه مازال في السلطة وان يتبنى قضايا المواطنين ويقف الى جانب كوادره وتكويناته وحلفائه.
يجب ان يدرك المؤتمر اهمية وقوف الناس الى جانبه وصمودهم معه ويعمل على ابقاء زخمه من خلال مراجعة سياساته وبرامجه.
المؤتمر لايزال يتعامل مع الواقع بعقلية ما قبل 2011م.. المؤتمر لايزال جامداً، ولذا يجب ان يفعل من ادائه وينشط من فعالياته وينزل الى الميدان ولاينشغل بالمبادرة عن قضايا المواطنين ولا بالمناكفة عن النشاط الميداني.
الشعب يعول عليه الكثير في قيادة مشروع الدولة المدنية ويعول عليه في المساهمة في تنشيط الحياة العامة.
أعتقد ان كل يوم يمر والمؤتمر في وضعه الراهن يأتي على حساب تاريخه العريق ويفقد هيبته وشعبيته.
هناك قيادات مؤتمرية الى الآن لم تستشعر الاعباء والتحديات التي تواجه المؤتمر، وبالتالي لابد من انعقاد مؤتمره العام الثامن لنبدأ تسطير تاريخاً ناصعاً لهذا التنظيم الرائد.
۹ كلمة أخيرة..
- ارفع من خلالكم أسمى آيات التهاني لجماهير الشعب وقيادتنا السياسية والتنظيمية ممثلة بالاخ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية، والاخ الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر الشعبي العام- بمناسبة الأعياد الدينية والوطنية.
وأتمنى على اليمنيين جميعاً ان يستشعروا مسئولية انقاذ وطنهم من خلال التهيئة الجادة للحوار الوطني وترك المناكفات والصراعات والاختلافات جانباً وتغليب المصلحة الوطنية والحفاظ على مكاسب الثورة والوحدة والعمل من أجل اقامة دولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع ويفعل القانون على الجميع ويقف الجميع صفاً واحداً في وجه كل المظاهر السلبية والدعوات الهزيلة والأفكار المتطرفة التي كادت ان تعصف بوطننا وتجتث أمننا ووحدتنا.
|