د.أنور معزب -
لقد انشغلت الاحزاب والقوى السياسية اليمنية كثيراً بالمناكفات والمماحكات والصراعات السياسية، ولم نسمع يوما ان تلك الاحزاب قدمت رؤية اقتصادية وتنموية تعمل على النهوض بالواقع الاقتصادي والتنموي المتردي والمزري الذي تعيشه بلادنا وبما من شأنه اخراج البلاد ومواطنيها من الازمة الخانقة التي تعيشها، وكل مالديهم في جعبتهم وكل مايدور بعقولهم من تفكير لايتعدى المكايدات والمناكفات والمماحكات والصراعات وليس اكثر من ذلك وياليت ان تلك المماحكات والمناكفات السياسية التي يمارسونها تخدم الوطن والمواطن بشيء او تقدم له مصلحة او منفعة ما او تعمل على حلحلة المشاكل والقضايا العالقة التي طال أمدها، اذ ان تلك المماحكات والمناكفات السياسية التي تصدر من قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية وعلى اقل وصف تعتبرممارسات وتصرفات صبيانية وغير مسئولة ما كان ينبغي لها ان تصدر من قادة احزاب سياسية لها باع طويل في العمل السياسي والحزبي..
لست هنا في مقالتي هذه اتجنى على حزب بذاته او رئيس حزب بعينه، كما اني هنا لست بصدد تبرئة اي حزب من الاحزاب اليمنية.. انا هنا اخاطبهم جميعا لانهم وبدون استثناء شركاء في تلك الممارسات والتصرفات الخاطئة وغير المسئولة والتي اضرت باليمن واليمنيين- ارضا وانسانا وجميعهم يتحملون المسئولية بلا استثناء..
الشعب اليمني ملّ وضاق وكره تلك المهاترات والمماحكات والمكايدات السياسية ولم يعد يطيقها اطلاقا كونها لاتسمن ولاتغني من جوع، كما انها أي المناكفات والمكايدات السياسية لاعلاقة لها بتحسين مستوى دخل الفرد اليمني او بتحسين معيشة المواطن اليمني، كما انها لاتبني المدراس ولاالمستشفيات ولن تعمل على تخفيض الاسعار او تسهم في التخفيف من مشكلة البطالة، ولاتعمل على لم شمل اليمنيين، بل تفرقهم ولاتبني بل تدمر، وهاهي تلك المماحكات قد وصل خطرها الى مستوى شرخ النسيج الاجتماعي اليمني، وقد خسر الوطن والمواطن الكثير والكثير جراء تلك المماحكات، وهذا ماشهدناه بالفعل فتلك المماحكات كانت سببا في اهدار الدم اليمني واقتتال اليمنيين في ما بينهم فهنالك اطفال يُتموا ونساء رملت ومنازل دمرت وأسر تشردت، وكل هذا بسبب تلك المماحكات السياسية الغبية والتي قضت على شعب بأسره ودمرت بلداً بأكمله وحتى الوحدة اليمنية لم تسلم فهاهي اليوم تعيش موتاً سريرياً نتيجة جلطة حصلت لها من تلك المماحكات الغبية التي يمارسها قادة الاحزاب السياسية
كم اتمنى ومثلي الكثيرون من ابناء اليمن ان تتجه الاحزاب والقوى السياسية اليمنية الى التنافس في تقديم البرامج والرؤى التي تنهض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي كما هو حاصل لدى الاحزاب والقوى السياسية في جميع دول العالم عندما تهتم بشعبها وتقدم الرؤى والبرامج التي تخدم شعبها وتعمل جاهده وبما من شأنه تطوير البلد واسعاد المواطن وراحته، لذلك ارجو من الاحزاب والقوى السياسية اليمنية ان تسلك ذلك المسلك الرائع وان تعمل بنفس الوتيرة، كما اتمنى ان تدرك الاحزاب والقوى السياسية اليمنية ان هناك ماهو اهم من المماحكات والصراعات والخلافات الحزبية والسياسية وهو ان النسبة الغالبية من ابناء الشعب اليمني تحت خط الفقر يعانون من العوز والجوع واغلب الشعب اليمني يشحتون في دول الخليج «لله يامحسنين»!! وان التعليم بمختلف مراحله فاشل ومتخلف ويعاني من تدهور شديد جداً فالكتب المدرسية وحتى يومنا هذا لم تصرف وليست بمتناول الطلاب والقطاع الصحي يعاني من اشكاليات عديدة ادت بدورها الى ان جميع الامراض التي تم اكتشافها والتي لم تكتشف بعد موجودة في بلادنا كما انه لايوجد امن وغالبا مانشهد انفجارات لانابيب النفط والمولدات الكهربائية كما ان عجلة التنمية موقفة ولاتوجد تنمية البتة، لذلك فالبناء والسباك والحداد والمبلط ليس لديه قوت يومه هو واطفاله ولاتوجد استثمارات لذلك ارتفعت مؤشرات نسبة البطالة وقضت البطالة على جميع الشباب وقد اتجه بعضهم الى العمل مع تنظيم القاعده والبعض الآخر مازال يفكر بالامر ولاتوجد عدالة لذلك القوي هو صاحب الحق والضعيف ليس له اي حق
الواقع اليمني تحيط به اشكاليات وقضايا عالقة من فوقه ومن تحته وعن يمنيه وعن شماله ومن شرقه الى غربه وقد لااكون مبالغا او متجني على الواقع اليمني اذا قلت ان اليمن فاشلة في شتى المجالات وفي جميع القطاعات ولايوجد هناك من يسير نحو الاتجاه الصحيح وهو مايستدعي من جميع الاحزاب والقوى السياسية اليمنية ان تكون عند قدر المسئولية وان تترك المماحكات والخلافات السياسية جانبا وتنشغل بإيجاد رؤى وبرامج اقتصادية تعمل على اخراج اليمن من الحالة المزرية والصعبة التي يعيشها وتعمل على النهوض بالواقع الاقتصادي والتنموي والاجتماعي واصلاح حياة الناس واحوالهم
*رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي والبحث العلمي
[email protected]