احمد مهدي سالم -
< بعد غياب طويل مؤسف.. عُقد اجتماع تربوي عاصف أمس الأول في قاعة مدرسة الثورة بجعار م/ خنفر لمدراء ومديرات المدارس حضره الدكتور محمود علي عاطف المدير العام الجديد للمديرية والدكتور فضل أمطلي مدير عام المكتب بالمحافظة والاستاذ ناصر منصر مقراط مدير مكتب م/ خنفر وقيادات اللجان الأهلية والمحلية والنقابية شهد من عواصف الآراء وصادم الاتهامات وحاد الطروحات واستفزازية المواجهات ما لم يشهده أي اجتماع في تاريخ المديرية الخارجة لتوها من رحم حرب ضروس بين الجيش والقاعدة، وماتزال عناصر القاعدة تهدد وتداعبها أحلام العودة إلى جعار حتى أن رمزها بقي موجوداً أمامهم في قاعة الاجتماع وكأنه يقول لهم بلسان احمد قاسم: (راجع لكم أنا والله راجع.. بكل جوار حي أنا راجع)..
أدار الاجتماع المزعج بحنكة وشفافية الدكتور محمود علي عاطف المدير الجديد.. وامتص النقمات والنقاط الملغمة مطالباً المدراء الحاضرين بإعادة خطوط التواصل بين عناصر العملية التربوية والتعليمية، وبذل المزيد من الجهود وتلافي آثار الخلاف القائم بين مقراط تربية المديرية وامطلي تربية المحافظة المستمر منذ ثلاث سنوات..
سقط أو أوشك على السقوط العمل التربوي والتعليمي على إثره قبل السقوط في أيدي عناصر «الشريعة» وكان طرح الأخ ناصر مقراط (تربية م/ خنفر) أكثر وضوحاً واتزاناً، وهو يبسط المسببات والمعوقات وتعنت مدير مكتب المحافظة واتهامه صراحة بتعطيل عمل المديرية مثلاً .. نقل معلمين من مناطق نائية (برامس) إلى مكتبه بزنجبار دون علمه ليقاسمهم مرتباتهم كما اتهمه بأخذ مخصصات الأبواب الستة المخصصة للمديرية وأجور نقل الكتب المدرسية المعتمدة من الوزارة وهي بالملايين وأقسم يميناً أنه طوال ثلاث سنوات لم يتسلم ورقة واحدة من مكتب المدير العام مما صدم وأذهل الجميع خاصة أن الدعوة تضمنت حضور مدير عام المكتب ولم يأتِ.. وقال مشرف الاجتماع الدكتور محمود: اتفقنا على الحضور وأفاجأ الصباح بإرساله لي أحد حراسه فرفضته، ويبدو أن حركة الجوالات اشتغلت أمام جدية الطروحات وحدة النقاشات وإلزامية الخروج بقرارات فجاء في العشر الدقائق ليقال إنه حضر كمن يأتي «مخدرة» زواج ليرفد ويعود أدراجه.
واتضح من خلال المناقشات عمق المأساة التي تعيشها المديرية وقلبها النابض التربية والتعليم، مدارس ينقصها سوء التوزيع للمعلمين والآثاث والكتب والترميمات والماء والكهرباء وغياب الحراس، والتطوع ومشاكل المعلمين مع الوكالات حد أن كثيرين منهم يستلمون نهاية الشهر 400 ريال فيسخرون من مدرائهم عندما يضعونهم في كشف الغياب، وانعدام الثواب والعقاب ودخول الوساطات وضعف التوجيه الفني وازدواجية وعشوائية القرارات، والنقل العشوائى ووفرة النكايات.. واختصر أحد المدراء كلام المعاناة الكثير بقوله: العملية التربوية والتعليمية في م/ خنفر قُتلت مرتين: المرة الأولى بالخلاف الحاد بين مقراط والدكتور فضل امطلي، والثاني بنكبة القاعدة، ولحساسية نقطة الخلاف فوض المدراء والحاضرون مدير عام المديرية لما يمتلكه من روح مبادرة ومقدرة قيادية للجلوس مع الطرفين وحل الاشكال.
حضر اللقاء التربوي الأخ محمد علي الوالي رئيس اللجنة الأهلية رئيس الغرفة التجارية والصناعية في محافظة أبين، والأخ الخضر عزلق سكرتير نقابة العاملين في المحافظة.