إقبال علي عبدالله -
< متأكد أننا لو سألنا أي مواطن في اليمن عن الحوار الوطني الشامل الذي كما يزعمون انعقاده قريباً جداً والله أعلم، سيكون رد المواطن بأسئلة كثيرة أهمها: «هل هذا الحوار سيحسن معيشتنا ويوقف قطار ارتفاع الأسعار الذي سرعته جعلت خلق الله وخاصة في اليمن وفي ظل حكومة ما يقولون انها «حكومة الوفاق» جعلتهم - يحسبون كيف سيمر يومهم عليهم وعلى أسرهم؟» .. «هل الحوار سيعيد لنا الامن والاستقرار الذي فقدناه بعد أن كنا في أمان الله قبل عامين وأصبحنا اليوم لا نقرأ ولا نسمع الا عن جرائم وانتهاكات وقعت هنا أو هناك وكأننا في ساحة حرب نتقاتل فيما بيننا وليس في دولة كانت حتى القريب تنعم بالامان والاستقرار؟»، و«هل الحوار سيعيد الكرامة للمتقاعدين الذين أفنوا حياتهم خدمة للوطن، وأصبحوا اليوم بعد إحالتهم للمعاش يعانون شظف العيش بسبب رواتبهم المتدنية جداً ومحرومين من أية علاوات أو زيادات كباقي الموظفين؟».. «هل الحوار سيحسن الخدمات الانسانية والاجتماعية التي وصلت اليوم الى مستوى مفجع؟» .. أسئلة كثيرة وكثيرة بل وأكثر منها سؤال مواطن التقيته صدفة وأنا استلم معاشي التقاعدي حيث سألني: «يا ابني هل الحوار سيجد لنا قبراً رخيصاً يؤوي جثثنا عندما نموت؟».
الآن وقد كشفت الاستاذة القديرة أمل الباشا الناطقة باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني- عن مصفوفة المحاور المقترحة والمقرة بنسبة 95%، يتضح أن على المواطنين أن لا يحلموا بهذا الحوار الذي وإن كان باعتقادي ضرورياً لبناء مستقبل اليمن الجديد كما يقولون فإنني وباعتقادي وإجابات غالبية المواطنين الذين هم معنيون ببناء هذا الوطن الجديد، ان الحوار لن يقدم شيئاً بل سوف يزيد الطين بلة كما يقولون، خاصة وان أرضيته غير مستوية وأن المشاركين فيه أصبحت نواياهم واضحة حتى قبل المشاركة وعلى سبيل المثال وليس الحصر الذين يدعون أنهم يمثلون أبناء الجنوب!! أصبحوا في عدد الجيوش سواء أكانوا في الداخل أم الخارج وأصبحت صراعاتهم على السلطة في الجنوب مثل صراع الثعالب على فريستهم.. معتقدين أن الحوار سوف يمنحهم فك الارتباط يعني انفصال الجنوب عن الشمال.
يا سبحان الله!! صار الوطن في نظرهم واعتقادهم الاسود غنيمة أو كعكة سوف يتقاسمونها متناسين أن هناك شعباً بإرادته تحققت الوحدة المباركة وصار الحديث عن إعادتها الى ماضي التشطير ضرباً من المستحيل والخيال.
أنا -وكما قلت- أعتقد ان الحوار لن ينجح في ظل هذه الظروف التي يعلمها الجميع أنها جداً معقدة وحساسة منها تدني مستوى معيشة الشعب والانفلات الامني المخيف في الكثير من المحافظات.. والصراعات الاقليمية والدولية التي تتبارى في إشعال فتيل الفتن والفوضى في اليمن.. هناك الكثير والكثير من العوامل التي تتطلب المراجعة والحل قبل بدء الحوار حتى تتحقق أهدافه المرجوة.. والانتباه بأن بعض القوى السياسية -وهذا ليس اتهاماً بل حقيقة- لديها أجندة خارجية تسعى لتمثيلها في هكذا حوار ولا يهم ان كان الحوار تحت رعاية دولية وإقليمية.. المهم أن يكون تحت رعاية وطنية مائة بالمائة وتكون الثقة متبادلة والوطن هو الناتج الوحيد.