الإثنين, 12-نوفمبر-2012
الميثاق نت -  د.علي مطهر العثربي -
لم يكن الاحتفاء بالعيد الخمسين للثورة اليمنية المباركة سبتمبر كما كان يتوقعه السواد الاعظم من جماهير الشعب ولكنه جاء باهتاً في الحدود الضيقة والفئوية والخصوصية جداً وفي صورة أظهرت حجم الحقد الذي تكنه بعض القوى السياسية على سبتمبر واكتوبر، وأكدت الرغبة الواضحة والصريحة في الانقلاب على مبادئ الثورة اليمنية التي انطلقت مشاعل الحرية فيها في 26سبتمبر 1962م واكتملت صورة الألق اليماني في 14اكتوبر وتحقق نصرها المبين في حصار السبعين يوماً وفي الثلاثين من نوفمبر 1967م، وذلك لاسباب عدة لست بصدد الكتابة عن تلك الاسباب بقدر ما أريد القول إن احتفال المحافظات من المهرة الى صعدة أقوى تأثيراً رغم الامكانات المتواضعة جداً ولا أريد المقارنة بين قوة تأثير تلك الاحتفالات والصورة البائسة والمريضة في احتفاء المركز، والحر تكفيه الاشارة وليس الإثارة.
إن من المؤسف أن نجد قيادات كنا نظن أنها تمتلك قرارها وأنها أكبر من الضغوطات وأقوى من العواطف وأعظم من المصالح الخاصة وأبلغ تأثيراً وتأثراً بالثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر»، ولكن للأسف لم نجد غير التخاذل والنكران والجحود والتعاطي الذي أثقل كاهل الشعب وحط من قدر تلك القيادات خصوصاً تلك القيادات التي ظهرت في احتفال الشعب بالعيد الخمسين للثورة الخالدة سبتمبر والذي أخذ يبحث عن مبرر لمشاركته في ذلك الاحتفاء بأن الانقلابيين قد سمحوا له بذلك واعترفوا بثورة «سبتمبر واكتوبر»، ولم يكن يدرك ذلك القيادي المخضرم بأنه بقوله هذا قد أفصح عن حقيقة التآمر على «سبتمبر واكتوبر»، وأن ما قيل عن الانقلابيين الثوريين بأنهم قد وجدوا في الفوضى العارمة والعاصفة الهمجية التي كادت أن تدمر البلاد والعباد فرصتهم للانقلاب على الثورة الخالدة «سبتمبر واكتوبر» والعودة باليمن الى ما قبل 62، 1963م و22مايو 1990م، ويؤكد أن المؤشرات التي كانت قد حدثت من الاعمال الاجرامية التي اسقطت أهداف الثورة اليمنية المباركة «سبتمبر واكتوبر» من الصحف الرسمية وتغيير شعار التلفاز بما يشير الى الانقلاب على الوطن بكله وتعريض أمنه واستقراره للخطر الخارجي وتهديد السيادة الوطنية.
لقد بات واضحاً اليوم أن المؤتمر الشعبي العام وقيادته السياسية وأنصاره كانوا يؤكدون ومازالوا وسيظلون الإرادة الوطنية الصلبة التي تمثل السواد الاعظم صاحب الإرادة الكلية للشعب التي تستمد قوتها من الإرادة الإلهية وهم أصحاب الشرعية الدستورية والى جانبهم المؤسسة الوطنية الكبرى القوات المسلحة والأمن وكل الشرفاء والنبلاء والعظماء في مختلف القوى السياسية بما فيها من الرموز الوطنية داخل تكتل اللقاء المشترك الذين مازال سجلهم الوطني نظيفاً ولم يقبلوا المساومة على أهداف الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» وظلوا على عهدهم ووفائهم لمناصرة الثورة السبتمبرية والاكتوبرية وحافظوا على إنجازاتها التي من أبرزها إعادة لحمة الوطن الواحد في 22مايو 1990م.
وأقول لأولئك المسيرين والذين تنازلوا عن حقهم في الاختيار السليم، ولأولئك المترددين الذين غلبوا المصالح الشخصية والفئوية والفردية على المصالح العليا للبلاد والعباد بأن ثورة «26سبتمبر واكتوبر» ثورة انسانية ثارت ضد الجهل والتخلف والمرض والفقر والاستعمار وهي ميلاد جديد ليمن أفضل وأعز ودولة مركزية أقوى استطاعت إعادة لحمة الوطن وجنبت البلاد والعباد مواطن الارتهان للأجنبي وأعادت للإنسان كرامته.
أما الفوضى العارمة فلكم أنتم وحدكم أن تروا ما خلفته من الشتات والضياع وما كلفت الوطن من الخسائر، ولكم أن تقفوا وقفة إنسان يؤمن بقدسية التراب الوطني ليقول كفى عبثاً واستهانة بعقول الشعب فلينخرط الجميع في الحوار من أجل مستقبل اليمن الواحد الموحد المزدهر والأكثر إشراقاً بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29075.htm