محمد انعم -
لم يتغير شيء في العاصمة ولا خارجها رغم انقضاء عام على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها.. فلاتزال صنعاء مشطرة والمليشيات المسلحة والمتاريس وخيام المعتصمين تتحدى جمال بن عمر وكل رعاة المبادرة.. لاتزال الشوارع مغلقة والحريات الخاصة بالمواطنين مقيدة.. والحقوق منتهكة.. لايزال قطاع الطرق من المليشيات المسلحة يمنعون وصول الامدادات الى العاصمة.. وأنابيب النفط والغاز تُضرب والمرافق والمباني العامة محتلة ومسيرات الفوضى والعنف لم تتوقف.. كما لاتزال جامعة صنعاء مختلة ومليشيات الفرقة المتمردة تعبث فيها وتدوس كل الحقوق أمام العالم بتجبر فرعوني مخيف..
ها هو عام ينقضي والشعب اليمني الذي صفق للمبادرة وآليتها وللسيد جمال بن عمر يعيش حالة إحباط ويأس.. تبددت كل آماله وخاب ظنه وفقد الثقة وصارت تساوره شكوك لا آخر لها حول الحرص على حل الازمة اليمنية.. لِمَ لا.. وهو يشاهد المبادرة وآليتها لا تنفذ الا على المؤتمر وحلفائه.. فيما هو يعيش يومياً واقع إقصاء المئات من الوظيفة العامة باطلاً، ومسلسلاً لاغتيالات خيرة أبناء الشعب اليمني بدافع الانتقام السياسي والسيطرة على السلطة بالقوة..
منذ عام.. سلم الزعيم علي عبدالله صالح السلطة وسلم نصف حكومة المؤتمر الشعبي العام.. اضافة الى رئاسة الحكومة من أجل أن يعم السلم والسلام ربوع اليمن.. بل لقد نفذ المؤتمر مئات القرارات الاقصائية وسلم محافظات وإدارة الامن والمال والإعلام والتربية والتعليم وأخيراً جامعة صنعاء ومجلس الوزراء.. و.. و.. والخ.
ورغم كل هذا لاتزال الحصبة وشارع الجامعة والفرقة كما كانت عليه قبل عام.. أنين ومآسي الشعب اليمني تتواصل ولم يلتفت اليهم جمال بن عمر ولا رعاة المبادرة..
بعد عام.. تبدو المبادرة الخليجية وآليتها أشبه بوثيقة استسلام.. على الشعب اليمني أن يقبل -خاضعاً- بتنفيذ نصوص المبادرة وآليتها ليس وفقاً للقرارات الدولية وإنما وفقاً لمصلحة شرعية الحصبة وجامعة الإيمان والاصلاح والشيراتون..