حاوره: عارف الشرجبي - محمد اسماعيل الضالعي لـ«الميثاق»:نحذر من تفجر الوضع داخل الحكومة اذا استمر الاقصاء والتجنيد الحزبي
دعا اللواء محمد اسماعيل الضالعي- عضو مجلس الشورى- كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والفعاليات الوطنية إلى الابتعاد عن المناكفات السياسية والدخول الى مؤتمر الحوار الوطني بروح وطنية مسئولة للخروج من الأزمة الراهنة.. مطالباً رعاة المبادرة والمبعوث الدولي الى تطبيق بنود القرار الأممي «2051» على الذين يسعون لعرقلة مؤتمر الحوار.. وانتقد الضالعي في حوار أجرته معه «الميثاق» أداء حكومة الوفاق الوطني الذي قال إنه سلبي.. مشيراً الى الانفلات الأمني وعمليات القتل والتقطع التي تعم الوطن.. داعياً حكومة الوفاق الى تحمل مسئوليتها وتنفيذ المهام التي أكدت عليها المبادرة الخليجية وآليتها وبرنامجها الذي قدمته للبرلمان..
< كيف تقرأ المشهد السياسي على ضوء التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني؟
- المشهد السياسي يعتوره جملة من التجاذبات فهناك من يريد اعاقة عملية الحوار وهناك من يحاول تسخير الحوار لتحقيق مصالح سياسية وحزبية وشخصية.. وهناك من يعمل لحساب أجندة مريبة لا تخدم الأمن والاستقرار والوحدة، ورغم كل ذلك مازلت متفائلاً بالعقلاء داخل البلد من أنهم سوف يفوتون الفرصة على المتربصين بالوطن وسيعملون على ايصاله الى بر الأمان.. ومن خلال صحيفة «الميثاق» أدعو قيادات الأحزاب والتنظيمات والسياسيين والمفكرين والمثقفين والاعلاميين الى تغليب مصلحة الوطن وإلاّ سوف نغرق جميعاً..
علينا جميعاً الوقوف مع الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية حتى يتمكن من ايصالنا الى بر الأمان.. وأرجو من المتمصلحين التراجع خطوة الى الخلف ليتيحوا للرئيس الفرصة ليرى الأشياء على حقيقتها ليتخذ قراراته الصائبة التي تخدم الوطن.. واعتقد أنه الأقدر في المرحلة الراهنة على فعل ذلك.
القضيتان الأبرز
< في تصورك ما أهم القضايا التي يفترض مناقشتها في مؤتمر الحوار؟
- لقد حددت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة العديد من القضايا التي ستطرح في مؤتمر الحوار، وفي تصوري فإن القضية الجنوبية تعد من أهم القضايا التي يجب أن تشخص بدقة وشفافية وواقعية دون مبالغة ومن ثم وضع الحلول الجذرية لها ومعالجة الأخطاء والمشاكل التي يعاني منها المواطن حتى يصدق الناس في عموم الوطن لاسيما في المحافظات الجنوبية والشرقية أن الأمور ستسير الى الأفضل وبالتالي سنجد كل المواطنين يتصدون لأصحاب المشاريع الصغيرة سواءً دعوات فك الارتباط أو غيرها، ولابد أيضاً من اعادة الحقوق لأصحابها مثل نهب الأراضي والمنازل والممتلكات واعادة الذين تم تسريحهم من وظائفهم المدنية والعسكرية، وكذلك لابد من حل قضية صعدة وفقاً للدستور..
هاتان القضيتان هما الأبرز.. ناهيك عن نهب الأراضي في تعز والحديدة وكذلك حل قضايا الثأر والانفلات الأمني.
ولذلك أقول لابد من تنفيذ المبادرة الخليجية بحذافيرها دون انتقاء أو قفز على بعض نصوص ومواد المبادرة وآليتها لأن القفز أو الانتقاء سينتج عنه مخاطر تهدد مستقبل الحوار وتجهض تنفيذ مخرجاتها وتفتح المجال لهذا الطرف أو ذاك القول إنه تم تجاوز المبادرة، وبالتالي سيسعى للتنصل عن الالتزام بتنفيذ مخرجات الحوار.
مشاريع صغيرة
< ينظر البعض للقضية الجنوبية كلاً من منظوره الحزبي أو الشخصي.. ألا يؤدي ذلك الى تمييعها؟
- القضية الجنوبية واضحة للجميع وقد بدأت مطلبية ثم خرجت عن هذا المسار بفعل تباطؤ الدولة بوضع الحلول المناسبة لها في حينه، ولذلك شاهدنا بعض المشاريع الصغيرة تظهر على السطح.. ولابد من الاشارة الى أن القضية الجنوبية قد تم تعريفها من خلال تقرير باصرة هلال الذي شخصها بكل دقة، وكذلك التقرير الذي أعدته اللجنة التي كنت عضواً فيها وهي برئاسة نائب رئيس مجلس الشورى عبدالله صالح البار وقد رفعنا تقريراً مفصلاً عن القضية الجنوبية والمشاكل التي يعاني منها أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ورفعنا تقريراً متكاملاً مشفوعاً برأي قانوني الى رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح،.
ومما ذُكر في التقرير نهب الأراضي والممتلكات والاقصاء الوظيفي وبيع القطاع العام بأبخس الأثمان وطرد الموظفين إلاّ أن اصحاب المصالح قد حالوا دون اتخاذ الدولة والحكومة خطوات جادة لمعالجة المشكلة مما رفع سقف المطالب يوماً بعد آخر.
حوار حريص
< هناك أطراف ترفض الدخول في الحوار وأخرى تضع اشتراطات.. ما تعليقكم على ذلك؟
- أي قوى أو أحزاب أو أشخاص تطرح الآن أي مطالب خارج الاجماع الوطني الداعي للحوار دون اشتراطات وأيضاً التقيد بالمبادرة الخليجية وآليتها فهي لا تحرص على مصلحة الوطن بل تحرص على تجزئته وجعله ساحة للاقتتال، لذلك لابد على الجميع الدخول في حوار مفتوح حريص على مصلحة اليمن ووحدته التي لا يمكن التفريط بها لأنها قدر شعب وتاريخ أمة.
< وماذا عن اصحاب المشاريع الصغيرة التي أشرت إليها؟
أصحاب المشاريع الصغيرة معروفون ومنبوذون من الجميع وقد عراهم الشعب في أكثر من محطة لأن أعمالهم ليست من أجل مصلحة الوطن بل خدمة لأجندة خارجية.. ويسعون لتمزيق اليمن.. ولذلك أقول للجميع: اتقوا الله في الوطن فالتاريخ لا يرحم.. وفي تصوري أن المبادرة الخليجية وآليتها هي المخرج الآمن من هذه الأزمة ولا أعتقد أن أحداً منا يريد أن يكون أقل حرصاً على مصلحة اليمن ممن وضعوا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
سنمضي بدونهم
< تهدد بعض فصائل الحراك بعدم الدخول في الحوار الوطني.. هل لمقاطعتهم تأثير على الحوار؟
- عجلة التسوية السلمية ماضية الى الأمام وسوف تدوس كل من يحاول اعاقة مؤتمر الحوار، واذا وجد فصيل في الحراك يرفض الحوار فعليهم أن يدركوا أن الحوار سيمضي، ومن سيتخلف إنما يعزل نفسه سياسياً واجتماعياً داخلياً واقليمياً ودولياً، ولابد أن أشير هنا الى ضرورة حسن النوايا وفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والتآخي واجتناب كل ما يوغر الصدور ويثير الاحقاد.. وهنا أُلفت نظر الجميع الى أن خطاب الأخ صادق الأحمر الذي هدد بالحرب على الجنوبيين قد أثار حفيظة الجميع وعمل على توسيع المشكلة لأن كلاماً مثل هذا يثير الاحقاد ويجعل الناس في المحافظات الجنوبية تتخوف من الحوار.. ولذلك علينا أن نتصرف بعقلانية ليشعر الجميع بأننا أخوة وليس أعداء.
< كيف تقيم عمل لجنة الحوار والإعداد للحوار الوطني؟
- اللجنة الفنية للاعداد للحوار الوطني تعمل بشكل طيب رغم المعوقات الكثيرة، ولكي تنجح في انجاز مهامها علينا تهيئة الأجواء لها من خلال الابتعاد عن المناكفات السياسية وانهاء المظاهر المسلحة من الشوارع والساحات والتقطعات ولابد أيضاً من انهاء الانفلات الأمني أما اذا ظلت تلك المعوقات فلاشك أنها ستؤثر على عمل اللجنة وعلى مؤتمر الحوار برمته.
عمل اللجنة يسير بشكل طيب رغم الصعوبات ومع ذلك نقول إن عليها أن تدرك أن الجميع يراقب أداءها، ولن يرحمها في حالة التقصير ولا أعتقد حدوث ذلك طالما وفي اللجنة شخصيات اعتبارية كالدكتور عبدالكريم الارياني وياسين سعيد نعمان وغيرهما، وكنت أتمنى على اللجنة التطرق لمواضيع مهمة مثل استقلالية القضاء وعمل البرلمان المقبل بنظام الغرفتين وطرح ذلك على مؤتمر الحوار بدلاً من وضع أشياء من اختصاص القضاء والبرلمان، ورغم كل ذلك فمازلت على يقين بأن اعضاء اللجنة سيتجاوزون أي قصور.
صفحة جديدة
< عملية الاقصاء التي تمارس ضد المؤتمر الشعبي العام في الوظيفة العامة خلافاً للمبادرة الخليجية وآليتها.. هل تؤثر على مؤتمر الحوار والوفاق الوطني.. والى أي مدى؟
- أية محاولة من أي طرف كان لتوتير أجواء الحوار لابد أن تدان من الجميع لأن ذلك لا يخدم الوطن بل لا يخدم حتى الحزب الذي يمارس ذلك العمل نفسه لأن اليمنيين أصبحوا يدركون تفاصيل حقيقة ما يدور، ولذلك علينا فتح صفحة جديدة بعيداً عن التكسب الرخيص الذي تحرص عليه بعض الأحزاب من خلال الاحلال بدلاً عن هذا الطرف أو ذاك.
يكون أو لا يكون
< يعقد المؤتمر الشعبي العام هذه الأيام لقاءات تشاورية في العديد من المحافظات.. كيف ترى ذلك؟
- المؤتمر الشعبي العام حزب كبير وقد تحمل مع الحزب الاشتراكي والقوى الخيرة في الوطن عملية اعادة تحقيق الوحدة، وعلى المؤتمر الاستمرار في تحمل مسئوليته الوطنية وهو حزب عريق لديه قيادات وطنية مجربة، ولذلك فإن عقده للقاءات في المحافظات الجنوبية يصب في اطار التوجه لحلحلة القضايا والمشاكل التي يعاني منها المواطن.
وقد أعجبتني تلك الكلمات والنقاشات التي شاهدناها في المحافظات الجنوبية والشرقية والتي لخصت القضية الجنوبية بكل أبعادها وهذه خطوة طيبة خاصة اذا قدمها المؤتمر الشعبي على طاولة الحوار الوطني وسعى لمعالجتها.. ولكي يكون المؤتمر أكثر فاعلية عليه أن يعيد ترتيب بيته من الداخل واعادة هيكلة مكوناته واطره وفقاً لمتطلبات المرحلة المقبلة.
كما أن على رئيس المؤتمر- وهو قائد حكيم ويمتلك الحنكة السياسية والخبرة المتراكمة أن ينقي حزبه من الشوائب التي مازالت عالقة فيه وأن يزيح المتمصلحين الذين أساءوا للمؤتمر ولرئيسه خلال المرحلة الماضية، كما نأمل من رئيس المؤتمر أن يدفع بالشباب الى مواقع متقدمة داخل المؤتمر حتى يكون هناك دماء جديدة وعناصر نظيفة بدلاً من العناصر الانتهازية التي أضرت بالمؤتمر وبالوطن عامة.. ولذلك نقول إن المؤتمر الآن على المحك إما أن يكون أو لا يكون.
< مضى عام على تشكيل حكومة الوفاق الوطني.. في تصورك ماذا حققت؟
- يؤسفني القول إن حكومة الوفاق الوطني ليس لها من اسمها نصيب، فلم نرَ وفاقاً ولا ما يبشر بوفاق، فقط رأينا تقاسمات تصب لمصلحة البعض.. ورأينا أيضاً اقصاءات وتهميشات ستؤدي حتماً الى ايغار الصدور وربما الى تفجير الوضع داخل الحكومة وفي الساحة الوطنية.. هناك انفلات أمني وتقطعات وملاسنات اعلامية تخرج من تحت عباءة الاعلام الرسمي مما يجعل الاعلام الحزبي والخاص يسير في نفس الاتجاه من التصعيد والمكايدة.. وهناك تحركات مريبة من بعض من يُحسبون على الحكومة، وأقصد ذلك الخطاب المتشنج ضد الاطراف الأخرى، كما نرى أن التعيينات الحزبية المخالفة للقانون الى جانب التجنيد الحزبي الممنهج أصبح سيد الموقف لعمل حكومة الوفاق.. ولهذا أقول وقبل فوات الأوان أتقوا الله في الوطن فجميعنا ذاهبون والوطن باقٍ.. والتاريخ لن يرحم.
< أشرت الى الانفلات الأمني.. ما أبرز مظاهره وما مخاطره على مستقبل اليمن؟
- أستطيع القول إن المواطن لم يعد يشعر بذرة من الأمان فالقتل أصبح ظاهرة عامة في الشوارع وفي الطرقات بين المحافظات ناهيك عن السطو المسلح، فالانفلات الأمني لم نر مثله منذ قيام ثورة 26 سبتمبر وحتى اليوم، فمن يصدق أن محافظة تعز أو كما تسمى الحالمة عاصمة الثقافة اليمنية قد أصبحت اليوم ساحة للقتل والتقطع والتدمير بفعل الأعمال الطائشة المدفوعة الأجر والمخطط لها من قبل أطراف لا تنتمي لهذه المدينة بعد أن وُجد وبكل أسف أناس أمراض يُحسبون على تعز يعملون على تدميرها بتلك الطريقة البشعة.
تعصُّب وانتهازية
< لماذا في تصورك يريد البعض اثارة تلك المشاكل في تعز تحديداً؟
- هناك من رأى في وجود الأخ المحافظ شوقي أحمد هائل خطراً على مصالحه غير القانونية، ولذلك يسعون بتلك الأعمال التخريبية الى تطفيشه ليخلو لهم الجو أو يجبروه على التغاضي عنهم وهم يذبحون تعز.. ولذلك أقول وبكل أمانة بأنه اذا ترك الأخ شوقي هائل عمله في المحافظة فإن تعز ستعود الى الوراء عشرات السنين، لذا على ابناء تعز الوقوف معه لأنه قبل المنصب ليس حباً في شهرة أو طمعاً في مال فهو المحافظ الوحيد الذي يصرف من جيبه الخاص على مشاريع تنموية وغيرها في المحافظة.. فعندما زرت تعز في مهمة زيارة السجون والمساجين قبل العيد شاهدت بعيني الأخ شوقي أحمد هائل وهو يدفع 900 مليون ريال لإطلاق سراح السجناء المعسرين.
اضافة الى تبني مشاريع تنموية وهو ما جعلني أذهب الى بعض الشخصيات والشباب وأسألهم لماذا يقفون ضد المحافظ رغم ما يقدمه لتعز، ولكن للأسف وجدت أن التعصب الحزبي والانتهازية من قبل البعض وهم قلة من أبناء تعز هي الدافع الرئيسي لتلك المواقف المتصلبة..
ولذلك أدعو رئيس الجمهورية الى مساندة المحافظ وتذليل الصعاب أمامه.
|