الإثنين, 19-نوفمبر-2012
الميثاق نت -   د.علي مطهر العثربي -
< يصعب الفهم على غير اليمنيين ويسهل التدليس والتغرير على القابعين في أماكن بعيدة عن اليمن، ويسهل تسويق النفاق والابتذال عن الشأن اليمني الداخلي ممن امتهنوا الزور والبهتان ولم يفلحوا في شيء غير ذلك، ولم ير الفاشلون في كسب ثقة الشعب طريقاً لخداع العالم غير الاستمرار في المزيد من الكذب والتباكي على الديمقراطية والحرية ظناً منهم أن العالم مازال يجهل زيفهم وكره الشعب لهم ولممارساتهم الغوغائية التي أفسدت حياتهم وحولت المجتمع اليمني الى جحيم لا يطاق وأمنهم وسعادتهم الى شقاء وحالت دون التنمية وأوقفت طموحات اليمنيين وغيبت روح الابداع والابتكار والتفاؤل ولم تفلح الا في زيادة الشقاء والعناء ومضاعفة الجور والفاقة منذ بداية 2011م وحتى اليوم.
إن بعض القوى السياسية التي تدرك أن الشعب لا يمكن أن يمنحها أو يركن عليها في قيادة مستقبل اليمن ليس لها من هم غير العمل على إطالة إحدى المعانات ومنع التسوية السياسية والاستمرار في العبث بحياة الناس وإقلاق السكينة العامة والوقوف دون بلوغ الشعب مرحلة الحوار الوطني الشامل، لأنها تدرك بأن الحوار الوطني واستكمال التسوية السياسية سيكشف الحجم الحقيقي لتلك القوى ويفضح النوايا العدوانية لها على وحدة الشعب أمام العالم الذي سيقف الى جانب الشعب اليمني في تنفيذ مخرجات الحوار وإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية من أجل الانتقال الى مرحلة جديدة من الحياة السياسية تتفرغ فيها مؤسسات الدولة لعملية البناء التنموي الشامل ومواصلة استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة.
إن التباطؤ والتملص والانتقاء في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها أمور تدل على اتجاه بعض القوى السياسية الى عدم الرغبة في الوصول الى الاستحقاقات الوطنية الكبرى للشعب وهي الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية الأمر الذي يحتم على الامناء والشركاء من أبناء الوطن من مختلف القوى السياسية وفي المقدمة المؤتمر الشعبي العام الإصرار الدائم والمستمر على المضي قدماً صوب تلك الاستحقاقات ومن يحاول خداع العالم بقدرته على كسب الآخرين عليه أن يقدم مصلحة الوطن على المصالح الضيقة ويسارع بالخطوات العملية التي توصل الشعب الى حقه في الاختيار الذي يحقق آماله وتطلعاته الوطنية المشروعة.
إن المرحلة الحالية لا تحتاج الميل الى تأجيل الانجازات على طريق التسوية السياسية على الاطلاق لأن ذلك الاسلوب بات مفضوحاً من خلال التجربة مع بعض القوى السياسية غير الراغبة في الممارسة الديمقراطية والتي لا تحترم إرادة الشعب وحقه في امتلاك السلطة وممارستها من خلال الاختيار الحر لممثليه في المؤسسات الدستورية، وأن المماطلة واختلاق الاعذار والبحث عن الإثارة وتعكير الحياة السياسية لن تنطلي على أحد، لأن المجتمع الاقليمي والدولي بات على بينة من الامر وأدرك أن القوى المثيرة للفوضى والفتنة هي التي خدعت العالم من قبل ولن يتكرر ذلك الخداع مطلقاً وأصبح الخيار الوحيد للوصول الى السلطة أو المشاركة فيها لا يتم الا عبر الانتخابات الحرة والمباشرة.
إن اتخاذ الخطوات العملية باتجاه إنجاز الحوار الوطني بات أمراً ملحاً أمام الرأي الوطني المحلي والاقليمي والعالمي ولا يتنصل عنه الا ماكر ومخادع يرى أن مصالحه لا تتحقق الا في ظل الفوضى العارمة، ولذلك فإن الإرادة الشعبية تؤيد الحوار لأنه سيكون الكاشف الحقيقي لمن يريد تخريب الوطن وسيكون العلامة الفارقة التي تعزز الثقة بمن يسعى لخدمة الوطن بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 05:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29190.htm